نصر الله : أبلغنا الحريري أننا لا نريد منه ضمانات حول المحكمة ولا حول السلاح

لقاءات تشكيل الحكومة تتم بإيجابية.. ويجب عدم الضغط على الحريري لتشكيلها في مهلة زمنية محددة

نصر الله يلقي كلمته عبر شاشة عملاقة في لبنان أمس (أ. ف. ب)
TT

أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، أن الحزب لم يطلب ضمانات تتعلق بسلاحه أو بالمحكمة الدولية المخصصة للنظر في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وأطلق نصر الله في إطلالة إعلامية عبر شاشة عملاقة مواقف تتسم بالتهدئة في الملف الداخلي اللبناني، داعيا إلى «أن لا يضغط أحد على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بالوقت» معتبرا أن «الموضوع يستحق أن يأخذ وقتا» مبديا انفتاح المعارضة على «الحوار والشراكة».

وفي المقابل أطلق نصر الله مواقف إقليمية تتسم بالتشدد إزاء ملف الأسرى في السجون الإسرائيلية والمفقودين، معتبرا أن «المعركة لا تزال مفتوحة مع إسرائيل لاستعادتهم ومعرفة مصيرهم ومن ضمنهم 4 دبلوماسيين إيرانيين اختطفوا في لبنان عام 1982».

واعتبر نصر الله في كلمة ألقاها في مناسبة الذكرى الأولى لعملية تبادل الأسرى مع إسرائيل حضرها وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط للمرة الأولى منذ عام 2005 «أننا ما زلنا أمام معركة مفتوحة وأمامنا في السجون الإسرائيلية آلاف الأسرى الفلسطينيين وعشرات السوريين والأردنيين وبعض المفقودين اللبنانيين»، وقال: «بالنسبة لنا في حزب الله نحن مؤمنون بالمقاومة، واعتبرنا أنفسنا مسؤولين عن كل مقاوم أسير سواء انتمى إلى حزب الله أو أي فصيل آخر، واعتبرنا أنفسنا مسؤولين عن كل أسير لبناني أو فلسطيني أو عربي فُقد في الأراضي اللبنانية، لو تحمل غيرنا هذه المسؤولية لما تحملناها، ونحن لا ننافس أحدا ولا نخاصم أحدا، نحن ننظر منذ اجتياح 1982 إلى اليوم على أساس أن المقاومة واجب يجب أن نقوم به لو قام به غيرنا لسقط عنا التكليف كنا قد نشارك وقد لا نشارك».

وتطرق نصر الله إلى الوضع اللبناني، فأشار إلى أن «إيجابية المعارضة وقبولها نتائج الانتخابات أخذ البلد إلى الهدوء وأيضا تصرف القوى اللبنانية الأساسية في الموالاة أخذ البلد إلى التهدئة، وهذه المناخات الإيجابية بدأت تكبر في البلد، حصلت لقاءات طيبة بيننا وبين القيادات الأساسية في لبنان وحصلت تحركات علمائية ولقاءات شعبية، وساعدت بنسبة كبيرة في معالجة حالة الاحتقان التي قامت خلال الفترة السابقة». وأضاف: «يقال إن حزب الله لديه هواجس معينة فيما يتصل بالمحكمة الدولية، ولذلك يعطل موضوع الحكومة لأنه يريد ضمانات، هذا الكلام أيضا غير صحيح وهذا الأمر لم يناقش أصلا بيني وبين الحريري وهو غير موضوع في النقاش نهائيا، ولا نطلب ضمانات في هذا الموضوع من أحد في هذا العالم». وشدد نصر الله على أن التحديات الأمنية وشبكات التجسس (...) والموضوع الإقليمي من (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو و(وزير خارجيته أفيغدور) ليبرمان التطبيع والتوطين والتهديد بتحويل فلسطين إلى دولة يهودية، كل هذه استحقاقات كبرى بالمنطقة ولبنان هو الجزء الأكثر تفاعلا مع هذه الاستحقاقات والأكثر تأثرا بالمنطقة، لهذا نريد حكومة مشاركة حقيقية ومنفتحون على خيارات متعددة». وقال: «هناك خيارات متعددة مطروحة للوصول المهم أن نصل إلى صيغة حقيقية تؤدي إلى شراكة ليست شراكة تعطيل بل شراكة تعاون، وأنا طرحت على الحريري أنه أنتم الأغلبية في البرلمان ويمكن أن تشكلوا حكومة شراكة حقيقية. والحكومة السابقة باعتراف الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، اتخذت قرارات كثيرة لم تكن حكومة تعطيل ولكن كانت حكومة انتظار انتخابات نيابية وكل منا متربص بالآخر، أنا قلت الآن لا يوجد انتخابات فجربونا ونحن نجربكم في حكومة تحكمها روح الشراكة ومواجهة الأخطار بروح وطنية واحدة، ورئيس الحكومة يستطيع أن يستقيل في أي وقت وتسقط الحكومة والأكثرية تستطيع أن تحجب الثقة في أي وقت».

وقال: «اليوم البلد مرتاح والناس تلتقي بعضها وتتكلم مع بعضها، وهذا المناخ يجب أن يتوسع وأن يتعمم، ونحن نؤيد كل لقاء بين أي فريق في المعارضة مع أي فريق في الموالاة ونحن في هذا مصلحة للبنان، واليوم الأغلبية الشعبية الساحقة تريد الهدوء في البلد، فلنتفاهم». وأبدى أسفه لأن «هناك جهات محددة لا تحب مناخ التهدئة ولا تريد استمراره» ودعا إلى «الهدوء والتعقل». وقال: «لدينا موسم صيف دعوا الناس يرتاحون ويذهبون إلى ضيعهم، ونحن أيضا نحب الحياة وثقافة الحياة (في إشارة إلى حملة إعلانية نظمتها الأكثرية البرلمانية خلال الصراع مع المعارضة تحت عنون «أحب الحياة»)، ونترك الفرصة الكبيرة اليوم المتاحة لتشكيل حكومة وحدة وطنية فيها شراكة حقيقية لقيامة بلدنا والحفاظ على قدرته وقوته في مواجهة التحديات».