أوباما للأميركيين من أصول أفريقية: مصيركم بيدكم

الرئيس الأميركي يحتفل بـ100 عام على تأسيس الجمعية الوطنية لتقدم الأميركيين الملونين

TT

وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما رسالة واضحة للأميركيين من أصول إفريقية، قائلا إن عليهم التأكيد على أبنائهم بأن «مصيركم بيدكم». وجاءت هذه الرسالة خلال مشاركة الرئيس الأميركي مساء أول من أمس باحتفال «الجمعية الوطنية لتقدم الأميركيين الملونين» (إن آي إي سي بي) بعامها الـ100 من تأسيسها، قائلا إن «ما نحتفل به ليس فقط رحلة (إن آي إي سي بي)، بل الرحلة التي نحن، كأميركيين، خضناها خلال السنوات الـ100 الأخيرة». وأشاد الرئيس الأميركي بأعمال الأميركيين من أصول إفريقية والأميركيين الملونين خلال الأعوام المئة الماضية وجعل البلاد «أكثر مثالية»، موضحا أنه «بسببهم أقف هنا اليوم، وأنا هنا لأقول شكرا لهؤلاء الرواد وللجمعية». ولكنه أردف قائلا إنه «ما زالت هناك الكثير من الحواجز» التي يجب العمل عليها، مشيرا إلى الاقتصاد والخدمات الصحية. وقال: «الأميركيون من أصول إفريقية عاطلون عن العمل أكثر من أي فئة أخرى. الأميركيون من أصول إفريقية على الأرجح أن يعانون من سلسلة من الأمراض أكثر من غيرهم. الطفل الأميركي من أصول إفريقية له احتمال دخول السجن خمسة مرات أكثر من الطفل الأبيض». واعتبر أن المطلوب اليوم لتخطي هذه العقبات هو الالتزام نفسه والشعور بالمسؤولية والتضحية.

واعتبر أوباما أن نسبة العنصرية في الولايات المتحدة اليوم أقل من السابق ولكنه أضاف: «ألم العنصرية ما زال موجودا في الولايات المتحدة». ولفت إلى أن النساء الأميركيات من أصول إفريقية والأميركيين من أميركا اللاتينية والأميركيين المسلمين من بين الذين يعانون من هذه العنصرية، مشيرا إلى أن «المسلمين الأميركيين يعامَلون بشكوك فقط لأنهم يسجدون ليصلّوا إلى ربهم». وركز أوباما في خطابه على أهمية التعليم، قائلا إن على أن الأميركيين أن ينتبهوا إلى أن «الطلاب الأميركيين من أصول إفريقية يتراجعون خلف زملائهم البيض في القراءة والرياضيات»، مشيرا إلى «فجوة في الإنجاز» بين الطلاب. وأضاف أن مشكلة التعليم تضرب الأطفال الفقراء، «ليس فقط الأطفال السود ولكن الحنطاويين والبيض»، موضحا: «وضع مدارسنا ليس مشكلة أميركية ـ إفريقية بين مشكلة أميركية». وشدد أوباما على أهمية لعب دور في دفع الثقة بين الأطفال الأميركيين من أصول إفريقية، قائلا: «علينا أن نقول لأطفالنا: نعم، إذا كنتم أميركيين من أصول إفريقية ففرص أن تكبروا وسط الجريمة والعصابات أعلى، ونعم إذا عشتم في أحياء فقيرة، فستواجهون تحديات غيرُكم في الأحياء الغنية لا يواجهها، ولكن هذا ليس سببا للحصول على نتائج سيئة في المدرسة، ولا سببا للتخلي عن التعليم وترك الدراسة». وضجت القاعة بالتصفيق عندما قال: «لم يكتب أحد مصيركم، لكن مصيركم بيدكم، وعليكم أن لا تنسوا ذلك، هذا ما يجب أن نعلمه لأطفالنا»، مضيفا: «لا أعذار» للفشل. وكرر أوباما شعاره الشهير من حملته الانتخابية «نعم نستطيع»، عندما قال: «يمكنكم الحصول على التعليم وكل تلك المصاعب ستجعلكم أقوى وأكثر قدرة على المنافسة، نعم نستطيع». ووجه أوباما انتقادا إلى الأهالي الذين لا يقضون الوقت المناسب لرعاية أبنائهم، قائلا: «من أجل أن يتفوق أبناؤنا، علينا تحمل مسؤولياتنا لمساعدتهم على التعليم». وطالب الأهالي بدفع أبنائهم لتوسيع طموحهم قائلا: «يجب أن لا يتطلع كل أبنائنا إلى أن يكونوا لابرون أو ليل وين»، في إشارة إلى لاعب السلة لابرون جيمز ومغني الراب الأميركي ليل وين. وأضاف: «أريدهم أن يطمحوا ليكون أطباء ومدرسين، ليس فقط لاعبي كرة السلة أو مطربي راب، أريدهم أن يطمحوا ليكونوا رؤساء المحكمة العليا ورئيس الولايات المتحدة».

وتحدث أوباما عن والدته قائلا إنها كانت سببا في نجاحه قائلا: «والدتي أحبتني ودفعتني واهتمت بتعليمي وعلمتني الصواب من الخطأ، بسببها، كانت لدي فرصة للحصول على أفضل ما يمكنني من قدراتي». وأضاف أن الأمر نفسه لزوجته ميشيل أوباما، مطالبا أن يكون غيرهم من الأميركيين من أصول إفريقية لديهم فرص مماثلة. ووضع تحديا للجمعية الوطنية للأميركيين الملونين وللشعب الأميركي أن يحتفلوا بالعيد الـ200 بعد قرن من الآن بمواصلة العمل لكسر الحواجز ومكافحة العنصرية، والعمل يوميا» على ذلك.