تأليف الحكومة اللبنانية ينتظر خرقا لجدار الجمود والمشاورات لم تصل لحد مناقشة العناوين السياسية

نائب من «المستقبل» يؤكد تماسك «14 آذار» على الرغم من كلام جنبلاط عن تشكيل جبهة إسلامية

مزارعة لبنانية تعالج أوراق التبغ الأخضر الذي يترك ليجفف في ما بعد، في قرية الضهيرة في جنوب لبنان (رويترز)
TT

فيما غاب أي جديد عن مسألة تأليف الحكومة اللبنانية في انتظار خرق ما لجدار الجمود، أمل أمس البطريرك الماروني نصر الله صفير «ألا تفرق السياسة بين شباب لبنان»، داعيا إلى «التضامن بين اللبنانيين للحفاظ على لبنان ـ الرسالة». وأسف لـ«التشرذم الحاصل بين أبناء الكنيسة»، وقال: «الانتخابات تقسم الناس، لكن يجب أن نعرف كيف نتعالى عن الانقسامات». وفي وقت لا يزال رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ملتزما الصمت حول تحديد مهلة للإعلان عن تشكيلته الحكومية، قال عضو كتلة حزب الله النائب حسين الموسوي إن «هناك دولا إقليمية ودولية لا تشجع ولا تريد تأليف حكومة جديدة يترأسها سعد الحريري لأن حكومة كهذه لا تحقق ما يطمحون إليه». في المقابل، أكد وزير البيئة عن «القوات اللبنانية» (14 آذار) في حكومة تصريف الأعمال أنطوان كرم، أن «السوريين يستطيعون أن يمونوا على المعارضة من خلال الكف عن مطالبتها بالثلث المعطل». واستبعد أن «تتخلى سورية عن هذا الثلث من دون أي ثمن»، إلا أنه أشار إلى أن «الشراكة الفعلية في الحكومة تكون من خلال مناقشة كل الأمور الخلافية من دون تعطيل مسار الدولة». ورأى أن «المعارضة تعرض طروحات متصلبة بغلاف لين لعدم تحميلها عملية التأخير في تأليف الحكومة»، مشيرا إلى أن «حركة الاتصالات بين الأفرقاء كافة تسهل عملية الجمود الحاصلة والدخول في أجواء مريحة». من جهته، قال عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان، التي يرأسها النائب ميشال عون، إن «المشاورات لتأليف الحكومة لم تصل بعد إلى مرحلة العروض العملية، وما زالت تبحث في القاعدة التي يجب اتباعها في عملية التأليف»، مشيرا إلى أن «الحركة الإقليمية والدولية تطغى على القرار الداخلي حتى الساعة». وأكد أنه «حتى الساعة لم يتم البحث في العناوين السياسية الكبرى». واعتبر أن «سبب فشل الأداء السياسي هو البحث في الأرقام والحصص والنسب وعدم التفاهم على حد أدنى من الأمور الجوهرية». وفي موازاة الجمود على خط تشكيل الحكومة، استمر كلام رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط الأخير عن ضرورة قيام تحالف إسلامي جديد يضمه وتيار المستقبل وحزب الله وحركة أمل، محط تعليق أطراف من الموالاة والمعارضة على السواء. فأكد عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر أن جنبلاط «لم يحد عن الطريق الأساسي»، وقال: «نحن نتفهم مواقفه الأخيرة وهو لديه خصوصية معينة». كما طمأن إلى «تماسك قوى 14 آذار، فهي عبارة عن مكونات مختلفة، لذلك بطبيعة الحال لن تكون الأمور متطابقة مائة في المائة وهذا واقع، وإلا تصبح قوى 14 آذار حزبا واحدا وليس ائتلافا. كذلك الحال بالنسبة إلى قوى الثامن من آذار، إذ ينفرد كل طرف في طريقة تفسير مختلفة. وهذا لا يعني تفكك 14 آذار أو 8 آذار». وكان جنبلاط قد طرح قبل أيام فكرة إنشاء تحالف إسلامي، وهو ما أثار استياء بعض حلفائه المسيحيين، كما أثار استياء حزب النائب ميشال عون، الحليف المسيحي لحزب الله، الذي اعتبر أن دخول حزب الله بتحالف مع الأحزاب المسلمة في «14 آذار»، يعتبر خرقا للتفاهم بينهما.

من جهته، أشار وزير البيئة عن «القوات اللبنانية» (14 آذار) أنطوان كرم، إلى أن «الاتصالات التي تجري بين تيار المستقبل وحزب الله لا تعني أن تيار المستقبل قد عاد عن مبادئه وثوابته». ورأى أن جنبلاط «يفتح مروحة خيارات عبر اتباع تكتيك وأسلوب معين في السياسة، وهو يتموضع بشكل يضع نفسه همزة الوصل بين 8 و14 آذار»، معتبرا أن «لا شيء تغير عند جنبلاط على الصعيد الاستراتيجي». وقال كنعان، النائب في كتلة عون، تعليقا على كلام جنبلاط، إن «تصريحات كهذه ليست زلات لسان كما وصفها البعض في محاولة لتبريرها، بل قراءة سياسية جديدة بناء على معطيات واضحة»، وأضاف: «المسيحيون جزء أساسي من استقرار لبنان، ولا مستقبل بالشكل الذي يريده اللبنانيون من دون دور مسيحي فاعل، وقد أثبتت ذلك التجارب، حيث كان تغييب القرار المسيحي عن الحكم هو الحلقة المفقودة في مرحلة الوصاية».