رائدا فضاء «أبولو 11» يحثان على اكتشاف المريخ.. بعد القمر

أوباما يستقبل أرمسترونغ وأولدرين في ذكرى مرور 40 عاما للهبوط على سطح القمر

TT

في ذكرى مرور أربعين عاما على نزول مركبة «أبولو 11» الفضائية على سطح القمر، استقبل الرئيس باراك أوباما رائدي الفضاء نيل أرمسترونغ، أول رجل حط على سطح القمر، وبز أولدرين الذي كان في المركبة الفضائية معه. واستغل أوباما لقاءه مع أرمسترونغ وأولدرين ليدعو الأميركيين إلى مزيد من التفاؤل للتغلب على الأزمة الاقتصادية، ولمواصلة ارتياد مجالات أخرى مستقبلية، مثل الفضاء. أما أرمسترونغ وأولدرين فركزا من جهتهما على الدعوة إلى المزيد من الاعتمادات الحكومية لمواصلة استكشاف الفضاء.

وفي خطابين ألقياهما أول من أمس، قبل يوم من مقابلة أوباما، قالا إن الولايات المتحدة يجب أن تقلل اهتمامها باكتشاف القمر وأن تتجه نحو المريخ. لم يقولا مباشرة إنهما اختلفا مع الرئيس السابق بوش الذي كان أعلن برنامجا عملاقا لعودة رواد الفضاء إلى القمر، لكن أولدرين قال: «أفضل طريقة لتحية الذين مشوا على سطح القمر هي ارتياد آفاق فضائية جديدة»، قاصدا إرسال أشخاص لاكتشاف المريخ.

ويبدو أن الرجلين يريدان من الرئيس أوباما أن يكون «رئيس المريخ» بالتركيز على الوصول إلى هذا الكوكب، ومحاولة تخطي بوش الذي كان أعلن برنامج العودة إلى القمر في نهاية سنواته الثماني في البيت الأبيض. غير أن واشنطن، بصورة عامة، ركزت على الابتعاد عن السياسة وفرحت وهي تحتفل بذكرى الإنجاز التاريخي.

وليلة أول من أمس، عندما تحدث أرمسترونغ وأولدرين في متحف الفضاء، بالقرب من مبنى الكونغرس، احتشد سبعة آلاف شخص للاستماع إليهما. لكن لم تقدر قاعة المحاضرات على استقبال أكثر من خمسمائة شخص، مما اضطر المسؤولين إلى إجراء قرعة. وبينما كان أولدرين أكثر حديثا وفصاحة، كان أرمسترونغ، وهو حقا أول من نزل على سطح القمر، أكثر صمتا. وألقى خطابا مقتضبا، وأشار إلى رحلة «أبولو 11» التي نقلته إلى القمر يوم 20 يوليو (تموز) سنة 1959، في إحدى عشرة ثانية فقط. وكان بقية خطابه المقتضب عن أهمية العلوم، وخصوصا علوم الفضاء.

ولأن أرمسترونغ هو أول من نزل على سطح الأرض، ركزت الصحف والتلفزيونات والإذاعات ومواقع الإنترنت عليه أكثر من أولدرين. غير أن كثيرا مما قيل عنه أمس كان عن ابتعاده عن الأضواء وإصراره، خلال خمسين سنة، على عدم استغلال الإنجاز التاريخي لمصلحته، سواء شخصيا أو ماليا.

ووصفت صحيفة «واشنطن بوست» أرمسترونغ (78 سنة) على ألسنة رواد فضاء كانوا زملاء له، أنه خجول وغير اجتماعي ولا يحب الشهرة، «رغم أن الشهرة تطارده كأول إنسان مشى على سطح القمر». وقالت إنه لم يظهر في التلفزيون إلا مرات قليلة جدا، خصوصا للحديث عن كتب كتبها الذين رافقوه في الرحلة إلى القمر، كما أنه هو نفسه رفض أن يكتب كتابا مماثلا.

ومؤخرا فقط، وتحت إلحاح عائلته بأنه كبر في السن، وافق على الحديث إلى جيمس هانسن، أستاذ التاريخ في جامعة أوبيرن (ولاية ألاباما) ليكتب كتاب: «أول رجل: حياة نيل أرمسترونغ».

وقالت زوجته كارول إنه يتلقى طلبات مقابلات صحافية بمعدل عشرة كل شهر، لكنه أحيانا لا يرد معتذرا. وقالت «واشنطن بوست» إنه حتى لم يعتذر على طلبات منها لمقابلته.

ونفت الجريدة أن أرمسترونغ أسلم، لكنها لم تقُل ذلك على لسانه، واشتكت من أنه رفض أن يتحدث إليها وإلى أي صحافي عن أي موضوع.

وقالت الصحيفة: «لأن أرمسترونغ ظل منعزلا وصامتا خلق هالة من الألغاز حول نفسه، وبالتالي خلق فراغا امتلأ بأفكار غريبة. مثلا: هناك إشاعة عمرها سنوات في العالم الإسلامي بأن أرمسترونغ اعتنق الإسلام بعد أن سمع آذان الصلاة على سطح القمر، لكن ليس هذا صحيحا». وقالت الصحيفة إن أرمسترونغ رفض أن يعلق على هذا الموضوع، وعلى أي موضوع آخر، وقالت: «غريبة! يريد أول من مشى على سطح القمر أن يتراجع القهقرى على سطح الأرض».