الرئيس اللبناني يؤكد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.. دون ضغوط أو تأثيرات خارجية

في ظل المراوحة السياسية لمسألة تشكيل الحكومة

TT

رغم استمرار حال المراوحة السياسية في مسألة تأليف الحكومة اللبنانية، رأى أمس رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان أن «الأمور تسير في الاتجاه الصحيح»، لافتا أمام زواره إلى أن «الوقت الذي يستغرقه إنجاز بعض الملفات أو اجتياز بعض المحطات يمكن تقبله إذا بقي ضمن منطق المعقول، لأن اللبنانيين اليوم يأخذون أمورهم بأيديهم من دون ضغوط أو تدخلات أو تأثيرات خارجية». وأشار إلى أن «لبنان نجح خلال العام المنصرم في البقاء بمنأى عن انعكاساتها (التأثيرات الخارجية) عندما كانت سلبية، من دون أن يبتعد عن دوره في تقريب وجهات النظر وتحقيق المصالحات بين الأفرقاء».

وأضاف أن «لبنان نجح في استعادة موقعه واحترامه على الخريطة العالمية وبين الدول»، وأن «السنة المنصرمة كانت جيدة لأنها ثبتت انتقال لبنان من مرحلة إلى مرحلة». وأشار إلى أن «هناك عملا كثيرا في الفترة المقبلة لتركيز أسس الدولة التي يطمح إليها اللبنانيون». في غضون ذلك، وفيما لا يزال الرئيس المكلّف النائب سعد الحريري محافظا على صمته، يستمر السجال السياسي الذي بدأ منذ نحو أربعة أسابيع متأرجحا بين عناوين «النسبية» و«الثلث المعطّل» و«المشاركة الفاعلة».

فنائب «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا شدّد على أن القوات «لن توافق على إعطاء حق النقض، وإلا فما قيمة إجراء الانتخابات النيابية، لا سيما أن هناك أطرافا طرحت أن يحكم من ينتصر في الانتخابات النيابية؟». وقال: «لا شيء يؤكد أن البحث في تأليف الحكومة دخل مرحلة نقاش الأسماء»، لافتا إلى أن «البحث الحقيقي هو في مطلب المعارضة بالثلث المعطل الذي يطرح بأشكال ملتوية تارة عبر المشاركة الفاعلة أو الحقيقية، أو عبر طرح النسبية أيضا». وسأل: «هل استطاعت الحكومة في ظل الثلث المعطل أن تقوم بكل ما هو مطلوب منها؟ خصوصا أن التهويل بهذا الثلث كان دائما موجودا وإن لم يستعمل إلا مرة واحدة، إلا أن التهويل به منع طرح الكثير من الأمور على طاولة مجلس الوزراء».

وعن التدخلات الخارجية في تأليف الحكومة قال: «لن نقبل أن يكون لأي طرف خارجي دور مباشر في الشأن الداخلي، رغم أنه لا يمكن الإدعاء بعدم تأثرنا بالمحيط». وقال إن الحريري «فريق اليوم، إنما عندما يصبح رئيسا لحكومة كل لبنان يزور دمشق ويناقش فيها كل الملفات العالقة».

أما وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال إيلي ماروني (الكتائب) فرأى أن «هذا الأسبوع هو بدء العد العكسي لترجمة النيات والشعارات التي أطلقت حول عملية تسهيل تأليف الحكومة». وقال: «ما سمعناه من كل المسؤولين، وعلى رأسهم الرئيس (البرلمان) نبيه بري في الأيام الماضية، أن الحكومة ستبصر النور قبل آخر الشهر، فإنه آن الأوان للبدء بالتنفيذ. لكن حتى الساعة ما زلنا نراوح مكاننا، فالعقد مستعصية وتوزيع الأدوار مستمر. هناك من يطالب بالنسبية علما بأن مفهوم النسبية هو التعطيل. وهناك من يطالب بالشراكة الفعلية، وهذه الشراكة غير مفهومة إلا ضمن منطق إلغاء نتائج الانتخابات النيابية. وهناك من يطالب علنا بالثلث المعطل، في حين أننا نسعى لتأليف حكومة تكون على قدر المسؤولية في هذه المرحلة التاريخية». وأضاف: «رأينا أن منسوب التفاؤل ارتفع مع الحديث منذ نحو أسبوعين عن زيارة الملك السعودي لسورية، وقع فشل الزيارة أو تأجيلها أعاد التشاؤم إلى ساحة تأليف الحكومة. اليوم هناك مؤشرات حول عودة الحرارة إلى الاتصالات السعودية ـ السورية وعودة التفاؤل إلى إمكان الإسراع في تأليف هذه الحكومة».

واعتبر أن «كل الطروحات قيد التداول.. ونحن أبدينا رأينا ونرى مع غيرنا أن حكومة تكنوقراط في هذه المرحلة هي حكومة بناءة وضرورية».

من جهته قال عضو تكتل «لبنان أولا» النائب عاصم عراجي إن «المعارضة تريد الثلث المعطل حينا والنسبية حينا آخر. هذه بدعة جديدة في الأنظمة الديمقراطية في بلد كلبنان، فبهذا الشكل يلغون النظام الديمقراطي كله ونتائج الانتخابات النيابية التي أفرزت ما يسمّى أقلية وأكثرية».

وأشار إلى أن «المعارضة عندما تتحدث إليها تارة يريد جزء منها النسبية وجزء آخر الثلث المعطل كما يريد العماد ميشال عون. إنهم بذلك يعطلون تأليف الحكومة، هم يضعون دائما العقبات والصعاب أمام تأليف الحكومة، وفي الوقت نفسه يقولون إن الرئيس المكلف ينتظر الحل من هذا الطرف أو ذاك. هذا الكلام غير صحيح،