نصر الله: إذا صحّت التوقعات باستهداف إسرائيلي جديد فالمقاومة ستكون الخيار

قال: لن نسمح بحصول انقسام سني ـ شيعي في لبنان

TT

أطلّ أمس الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في ذكرى أربعين الأمين العام السابق لجبهة «العمل الإسلامي» الداعية فتحي يكن، فقال إن «المرحلة التي مرت والظروف التي واجهناها كانت من الأصعب والأعقد، وقد شهدت أكبر تواطؤ دولي وإقليمي وحتى محلّي على المقاومة».

وفيما لفت إلى «أننا تعاهدنا بعد الانتخابات النيابية على التزام أجواء التهدئة الإعلامية والانفتاح»، أشار إلى أن «السنوات الماضية كانت قمة التواطؤ على ثقافة المقاومة ووجودها الفيزيائي وليس فقط على سلاحها». وقال: «اتهموا ثقافة المقاومة بأنها ثقافة موت وقتل وضياع ودمار، في مقابل ثقافة سموها ثقافة حياة وغلّفوا فيها ثقافة الاستسلام والقبول بالفتات. الحملة كانت على المقاومة في كل أماكن وجودها وليس على السلاح فقط، بل أيضا عبر اغتيال قادة المقاومة كعماد مغنية وصولا إلى الاغتيال المعنوي عبر الاتهام بالعمل لمصلحة مشاريع خارجية بعيدا عن المصالح الوطنية والقومية، وصولا إلى الحروب التي شنت كما حصل في حربي تموز وغزة»، وأكد أن «كل ما يستطيع أن يفعل أعداؤنا ضد المقاومة فعلوه وفشلوا لأن الله يحميها».

وأضاف: «مسلسل استهداف المقاومة انتقل إلى اغتيال قادة المقاومة كما حصل مع عماد مغنية، وصولا إلى التشكيك المعنوي بقيادات المقاومة وقدراتها على الاستبصار في الأمور إلى الحروب التي شّنت في تموز أو على غزة. أتحدث باطمئنان عن مستقبل المقاومة، لأن كل ما في إمكانهم أن يفعلوه لإنهاء المقاومة قد فعلوه وفشلوا».

وذكر أن يكن «كان في أوج وقفته مع المقاومة إبان حرب تموز (يوليو) 2006 التي أرادات استئصال المقاومة كليا» وأن «طموح يكن ومشروعه كانا أن تكون جبهة العمل الإسلامي جزءا من حركة المقاومة الإسلامية، واليوم نتواصل حول هذا الموضوع مع قيادة الجبهة».

وتناول القضية الفلسطينية مؤكدا: «نحن مؤتمنون عليها»، وقال: «فلسطين تواجه اليوم تحدّيات خطيرة جدا والتسوية تبتعد أكثر وأكثر وحركة الاستيطان تستمر، رغم مسرحية ضغط أميركا على إسرائيل لوقف الاستيطان». وأضاف: «إسرائيل ليست أكثر من أداة عسكرية في يد الغرب، وهي ثكنة عسكرية متقدمة للأميركي في منطقتنا. فلا تنتظروا لا (الرئيس الأميركي باراك) أوباما ولا ما بعد بعد أوباما، فالتهويد مستمر للقدس بل ولكل فلسطين. ولا يمكن الرهان على الحكومات العربية، فهي مهيّأة لقبول مزيد من التنازلات. رهان شعوبنا كان وما زال على المقاومة والمقاومين».

وفي هذا الإطار، اعتبر أنه «تمّ نقل حركات المقاومة، خصوصا في لبنان وفلسطين، من موقع المهاجمة إلى موقع الدفاع عن النفس. وقد خضنا حرب الدفاع عن النفس على كل المستويات». وقال: «نسمع ارتفاع النبرة الإسرائيلية والحديث عن حرب جديدة، وعن استهداف جديد للبنان ويريدون استئصال المقاومة من لبنان. الإسرائيليون عملوا على ترميم نقاط ضعفهم منذ حرب تموز بالتدريب والمناورات والهدف الاستيلاء على لبنان وعلى مقومات الحياة فيه، من المياه إلى الأراضي». وأكد أنه «إذا صحّت هذه التوقعات عن الاستهداف الجديد، فالخيار سيكون واحدا وهو التمسك بطريق المقاومة».

وأضاف: «بعد حرب تموز حصل انقسام خطير في الساحة اللبنانية، وكنا نقول إنه انقسام سياسي لا طائفي، إلا أن البعض كانوا يقولون إنه انقسام طائفي. اليوم هناك البعض ما زال مصرا على هذا التوجّه ويريد أن يكون هناك انقسام طائفي في لبنان. لن نسمح للمتآمرين والمتربصين بالوصول إلى مبتغاهم في تحقيق انقسام سنّي شيعي. نحن نحرص على أن يبقى خطابنا دائما قوميا واحدا وضد الانقسام المذهبي، ولن نسمح للمتربصّين بأن ينالوا من ساحتنا الإسلامية وساحتنا الوطنية في لبنان. وسنواصل حمل أمانة المقاومة وسنعمل على توسيع عمل المقاومة والتقارب بين المسلمين في لبنان وكل الساحة الإسلامية».