صهر نجاد ينفي استقالته من منصبه كنائب للرئيس الإيراني

الحرس الثوري يسعى للسيطرة على قطاعي النفط والتعليم العالي

TT

نفى اسفنديار رحيم مشائي، صهر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، استقالته من منصبه الذي عين فيه قبل أيام نائبا أول لرئيس الجمهورية بعدما كانت وسائل إعلام أشارت إلى تلك الاستقالة. وجاء هذا في وقت أفادت تقارير بأن قوات الحرس الثوري المتشددة تسعى في المرحلة المقبلة إلى توسيع نفوذها إلى قطاعين مهمين هما صناعة النفط والتعليم العالي.

وقال مشائي في بيان نشر على موقعه الخاص على الإنترنت أمس إن «بعض مواقع الانترنت نشرت تقريرا حول استقالة مشائي من منصبه كنائب أول للرئيس في عمل منسق هدفه الإساءة للحكومة». وأضاف «هذه كذبة وهذه الشائعات ينشرها أعداء الحكومة». وكانت محطة التلفزيون الرسمية الناطقة باللغة الانجليزية «برس ـ تي في» أفادت أول من أمس أن مشائي، الشخصية المثيرة للجدل والمقرب جدا من الرئيس، «استقال» من منصبه بعد ثلاثة أيام على تعيينه نائبا أول للرئيس.

وكان تعيين مشائي نائبا أول للرئيس قد أثار جدلا على خلفية تصريح كان أدلى به في يوليو (تموز) 2008 وقال فيه إن إيران «صديقة الشعب الأميركي والشعب الإسرائيلي» مناقضا بذلك الهجمات الخطابية التي تشنها طهران على إسرائيل.

ووسط هذا الجدل، انتقد علي اكبر جوانفكر مستشار محمود احمدي نجاد «الضغوطات» التي تمارس على رئيس الجمهورية، وتساءل: «البعض يوافق الرئيس ويقول انه رجل كفء وفي الوقت نفسه يشكك في قراراته. لماذا تتم ممارسة مثل هذه الضغوط على الرئيس؟». وفي إشارة إلى تصريحات مشائي بشأن الصداقة مع الشعب الإسرائيلي، قال جوانفكر إن «مشائي أدلى بتعليق خارج مجال اختصاصه وأقر بعد ذلك انه كان يجب ألا يقوم بذلك». وتابع جوانفكر أن «القضية أغلقت» معتبرا أن «الرئيس عين رحيم مشائي في منصب النائب الأول للرئيس آخذا في الاعتبار أداءه اللامع الذي كلل بالنجاح». وواصل الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية أمس عرض صورة كبيرة لرحيم مشائي على صفحته الرئيسية ونسخة عن رسالة تعيينه. وهو يعد مقربا من الرئيس نجاد الذي تزوج ابنه من ابنة رحيم مشائي.

وكان أحمدي نجاد أعلن يوم الجمعة الماضي تعيين مشائي الذي كان يشغل حتى الآن منصب نائب الرئيس المكلف شؤون السياحة، وذلك بعد أكثر من شهر على إعادة انتخابه المثيرة للجدل بحصوله على 63% من الأصوات. وطلب العديد من المسؤولين المحافظين من الرئيس العودة عن قراره فيما تواصلت الانتقادات أمس. وكانت صحيفة «كيهان» المحافظة المقربة جدا من احمدي نجاد وكذلك رجل الدين احمد خاتمي إمام الصلاة في طهران، طالبت الرئيس بالعدول عن قراره. وقال النائب المحافظ حميد رضا فولادغار كما نقلت عنه وكالة فارس شبه الرسمية «هذا التعيين غير مقبول». وكانت تصريحات رحيم مشائي أثارت بلبلة، لا سيما لدى أبرز رجال الدين والبرلمانيين المحافظين الذين طالبوا باستقالته. واضطر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي في نهاية الأمر إلى التدخل لوضع حد للجدل، فندد بتصريحات مشائي ودعا إلى إنهاء هذا الجدل.

وفي إطار التعيينات التي يقوم بها بعد إعادة انتخابه بشكل مثير للجدل، يسعى نجاد أيضا إلى تسمية العميد روستام قاسمي، وهو قائد بالحرس الثوري، وزيرا للنفط، حسب ما أفاد به موقع «خبر أون لاين»، القريب من رئيس البرلمان علي لاريجاني. ويشرف قاسمي حاليا على نشاط تجاري للحرس الثوري تبلغ قيمته عدة مليارات من الدولارات في صناعة النفط. وقال الجنرال، يد الله يواني، رئيس المكتب السياسي للحرس الثوري، حسب ما أفاد موقع «سيباه» الإنترنتي: «ساعدتنا انتخابات 12 يونيو (حزيران) على ضمان السلطة في أيدينا، ويعد ذلك التطور السياسي الأكثر أهمية، وقد كان نقطة تحول، أدخلت تغيرات مهمة في أحوالنا السياسية».

وفي هذه الأثناء، تشير التقارير إلى أن المتشددين يحاولون إحكام السيطرة حول الجيش، وقال موقع «بيكنت» الإنترنتي المعارض إن الحرس الثوري ألقى القبض على 24 من الضباط النظاميين الذين عقدوا اجتماعا يوم الخميس لمناقشة أزمة الرئاسة وفي العطلة الأسبوعية استبدل خامنئي رئيس «القسم الأيديولوجي والسياسي» بالجيش. كذلك، نقل موقع «سيباه» الإخباري عن الجنرال محمد إسماعيل سعيدي، مساعد قائد فرقة عاشوراء التابعة للحرس الثوري، قوله إن الطلاب يجب أن يتعلموا في الجامعات كيفية التعامل مع «التهديدات الناعمة»، وهي دعوة لإقحام الفلسفة المتشددة للمؤسسة العسكرية في التعليم العالي.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»