سيف الإسلام القذافي يتجه للإقامة في بريطانيا

سيعمل مديرا لمركز دراسات سياسية

TT

قالت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي معمر القذافي، يعتزم الإقامة على مدى الخمس سنوات المقبلة في العاصمة البريطانية لندن.

ووقع سيف الإسلام، الذي يرأس مؤسسة القذافي للتنمية، وهي مؤسسة غير حكومية، أول من أمس، اتفاقا في لندن مع البروفسور هاورد ديفز، مدير مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، يقضي بمنح مركز دراسات الحوكمة العالمية فيها، منحة بمبلغ مليون ونصف المليون جنيه إسترليني على مدى خمس سنوات. وقالت مصادر مطلعة، إن نجل القذافي سيتحول إلى الإقامة الدائمة في لندن، باعتباره مديرا لهذا المركز، فيما قال بيان أرسلته مؤسسة القذافي لـ«الشرق الأوسط»، إن المركز سيستخدم منحة المؤسسة، لإعداد دراسات وتقديم مقترحات وتوصيات وإجراء برامج تدريبية وتعليمية وإعلامية واستشارية، في مجال السياسة العامة الدولية وخاصة ما يتعلق منها بمواجهة تحديات البيئة، وانتشار الأسلحة النووية، ومواجهة الجوع والفقر وما يتصل باستدامة فرص الحياة، والحيلولة دون وقوع الصراعات ومواجهة الأوبئة والأمراض وغيرها من الجوانب المتعلقة بقواعد العمل الدولي، وخاصة في مجالات الملكية الفكرية والهندسة الوراثية وقواعد التجارة والمعاملات المالية الدولية.

واعتبرت المؤسسة أن هذه الخطوة تعبر عن انشغالها المتواصل بالتنمية والسلام والأمن الدولي، وإبراز دور المجتمع المدني في إقرار عالم أكثر عدلا وديمقراطية، بما يحقق مواجهة إخطار الحياة الإنسانية، مشيرة إلى أن الاتفاق حدد أسس تنظيم هذا العمل وضبط إدارة المنحة وصرفها بما يخدم الأهداف المحددة والأغراض الإنسانية.

وسيقوم مركز دراسات الحوكمة العالمية بالتعاون مع مؤسسة القذافي، بتنفيذ برامج بناء القدرات والتدريب في المجالات المذكورة بالإضافة إلى تقديم فرص دراسية لطلاب الدراسات العليا الليبيين.

إلى ذلك، أوضح مسؤول ليبي، أن سيف الإسلام سينقل معظم أنشطته الخاصة والخيرية والإعلامية إلى لندن. وقال: «قرر سيف الإسلام أن لندن هي المكان الأفضل الذي يستطيع فيه ممارسة أنشطته الأكاديمية بشكل سهل ومريح»، لكنه أوضح في المقابل أن هذه الإقامة لن تعني أنه لن يتمكن من العودة إلى ليبيا. وأضاف: «هي إقامة طوعية، لا يجب تفسيرها سياسيا، وليس لها علاقة بما يشاع عن وجود صراع بين سيف الإسلام، وما يسمى بالتيار المناوئ لعملية الإصلاح السياسي، التي يدعو إليها». ورأى أنه ليس هناك ما يمنع نجل القذافي من العودة إلى ليبيا في أي وقت، لافتا إلى أنه سيلقي خطابا هاما في العاصمة الليبية طرابلس في 20 أغسطس (آب) المقبل لمخاطبة الشباب الليبي.

ويعكف نجل القذافي منذ بضعة أشهر على تدشين مشروع ضخم يتضمن إنشاء صحيفة، وقناة فضائية، وموقع إلكتروني إخباري تحمل اسم «المتوسط» ستتخذ جميعها من لندن مقرا لها.

وتعرضت قناة «الليبية» المحسوبة على شركة «الغد» للخدمات الإعلامية المملوكة لمؤسسة القذافي إلى التأميم المفاجئ، خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، فيما بدا أنه جزء من الصراع بين سيف الإسلام، وشخصيات أخرى في ليبيا.