المستوطنون يهددون بانتفاضة ضد الجيش والفلسطينيين ردا على إخلاء البؤر الاستيطانية

خطة لإزالة 23 مستوطنة عشوائية في يوم واحد تثير جدلا حول صدق نوايا نتنياهو .. وأبو مازن يقلل من أهمية القرار

مزارعون فلسطينيون يعرضون ما قطعه المستوطنون من اشجار الزيتون في قرية بورين قرب نابلس، امس (أ. ب)
TT

في الوقت الذي جرى الحديث فيه عن أن الجيش الإسرائيلي يخطط لإخلاء جميع البؤر الاستيطانية خلال يوم واحد سيتقرر موعده لاحقا، وزع المستوطنون منشورات في الضفة الغربية، أمس، أعلنوا فيها عن استعدادهم لتنظيم انتفاضة شعبية واسعة على غرار الانتفاضة الفلسطينية لمجابهة أي إخلاء. وأوضحوا أن هذه الانتفاضة ستكون موجهة ضد الجيش وشرطته من جهة وضد الفلسطينيين من جهة ثانية.

وجاء في المنشور أن السلطات الإسرائيلية «علمت الفلسطينيين درسا مهما هو أنها لا ترضخ إلا للقوة. ولذلك أعلنوا الانتفاضتين، الأولى سنة 1987 والثانية سنة 2000، وحققوا مرادهم بالانتفاضتين وأقاموا لهم دولة إرهاب تبتز إسرائيل كل مرة من جديد وتستقطب تأييد العالم، الذي يمارس ضغوطا مكشوفة على إسرائيل حتى تتخلى عن أرض الآباء والأجداد، التي وعدنا بها الله في التوراة». ويشير المنشور إلى بعض النماذج «لانتفاضة المستوطنين»، من خلال الإشادة بالمستوطنين الذين أقدموا على إحراق كروم الزيتون الفلسطينية أول من أمس ردا على هدم ثلاثة منازل مؤقتة في إحدى البؤر الاستيطانية بالقرب من رام الله. وأوضحوا أن نشاطاتهم ستتوجه إلى القوات الإسرائيلية التي تشارك في عمليات هدم أو إخلاء. وهددوا أنه مقابل كل بيت يتم إخلاؤه في المستوطنات، سيعملون على دفع عشرات العائلات الفلسطينية إلى الاقتناع بأن وجودهم في أرض إسرائيل (فلسطين) هو مغامرة خطيرة، لدفعهم إلى «الرحيل عن هذه البلاد وتركها إلى أصحابها اليهود». وكانت صحيفة «هآرتس» قد خرجت، أمس، بعنوان رئيسي تكشف فيه وجود خطة جاهزة لدى الجيش لإخلاء البؤر الاستيطانية، التي تعتبر، حتى حسب القانون الإسرائيلي، غير شرعية، لأنها بنيت من دون تراخيص حكومية. وقالت الصحيفة إن الخطة تتحدث عن إزالة 23 بؤرة استيطان، وليس جميع البؤر التي يزيد عددها على 100 بؤرة. وأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يعرف عن الخطة وقد أجازها. وحسب النشر في الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي بنى خطته على أساس أن في كل بؤرة يوجد 50 ـ 60 مستوطنا متعصبا، من أولئك المستعدين لمقاومة الإخلاء، أي ما مجموعه نحو 1200 مستوطن مقاوم. والسر المركزي في هذه الخطة هو أن على الجيش أن لا ينفذ الإخلاء من خلال عملية طويلة، لأن ذلك سيحولها إلى حرب استنزاف بينه وبين المستوطنين. ولذلك، أعدت خطة لإخلاء جميع هذه البؤر في آن واحد خلال 24 ساعة. ولكي لا يصطدم الجيش مباشرة مع المستوطنين، تم وضع قوات الشرطة وحرس الحدود في خط المواجهة الأول، محاطة بزنار من جنود وضباط الجيش. وفقط إذا احتاجت قوات الشرطة إلى مساعدة، يتدخل الجيش.

الى ذلك جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، شروطه لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، وقال في مؤتمر صحافي في رام الله أمس: «سنذهب للمفاوضات عندما تستطيع إسرائيل أن تلبي المطالب الواردة في خطة خريطة الطريق».

وأضاف: «هذه المطالب بالإضافة إلى الاعتراف بحل الدولتين هي المطالب الدولية المطلوب من دولة إسرائيل تحقيقها. لذلك عندما تستطيع إسرائيل أن تلبي مثل هذه المطالب بالتأكيد سنذهب إلى المفاوضات حول القضايا النهائية».

وجاء حديث أبو مازن بعد ساعات من طلب دان مريدورن نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالعودة إلى المفاوضات على غرار ما كانت تفعله السلطة مع الحكومة الإسرائيلية السابقة، إذ «كانت تتفاوض والاستيطان مستمر». وكشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس عن مخطط إسرائيلي لإزالة 23 بؤرة استيطانية «عشوائية»» في الضفة الغربية في يوم واحد. ورد عباس أن المطلوب هو تجميد الأنشطة الاستيطانية كافة وليس تفكيك المستوطنات العشوائية فقط.