إنفلونزا الخنازير: أستراليا والصين تجريان تجارب سريرية للقاح.. وقد يجهز بعد شهر

الاتحاد الأوروبي يحذر من تسارع انتشار الفيروس في الصيف

TT

أعلنت شركة عقاقير أسترالية أمس أن أول لقاح في العالم مضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير قد يصبح جاهزا بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل، في وقت بدأت فيه أستراليا والصين تجريان تجارب سريرية للقاح. جاء ذلك في وقت حذرت فيه المفوضية الأوروبية من أن وتيرة انتشار مرض إنفلونزا الخنازير ستتسارع في الاتحاد الأوروبي خلال الصيف بسبب تدفق السياح، ويمكن أن ترتفع نسبة الوفيات في الخريف من جراء الإنفلونزا الموسمية.

وقالت شركة «سي إس إل ليميتد» ومقرها ملبورن، وهي جزء من مجموعة «سي إس إل» الدولية، إن 240 شخصا سيحصلون على لقاح «تاميفلو» المطور في تجربة بدأت بمدينة أديليد.

وذكر مدير الأبحاث بالشركة أندرو كوثبرتسون أن موعد بدء الأطباء في استخدام اللقاح سيكون بقرار من الحكومة الأسترالية. وقال للصحافيين في مدينة أديليد: «سنمد الدول الأخرى، لكن سنمد أستراليا باللقاح (أولا) ثم باقي دول العالم». وأمرت كانبرا بتوفير نحو 21 مليون جرعة من عقار «تاميفلو» الجديد، بواقع جرعة واحدة لكل مواطن. وذكر وزير الصحة نيكولا روكسون أنه «فور حصولي على تأكيد بأن اللقاح آمن وفعال سأتكفل بتوزيعه على المجتمع».

يذكر أن اللقاح مماثل لآخر متاح للإنفلونزا الموسمية، لكن الاختلاف هو أنه سيكون عقارا مضادا للفيروسات سلالة «إتش1 إن1» المعروفة باسم إنفلونزا الخنازير، إضافة إلى كونه عقارا مضادا للفيروسات للسلالات الثلاث الموسمية للإنفلونزا. وقال كوثبرتسون إنه لا يوجد دليل على أن إنفلونزا الخنازير تحورت إلى أي شيء أكثر خطورة.

كذلك ذكرت شركة «هوالان» الصينية للهندسة البيولوجية أنها بدأت تجارب سريرية للقاح ضد فيروس «إتش1 إن1» بمدينة تايتشو شرقي الصين.

وقالت وسائل إعلام رسمية إن أكثر من ألفي متطوع في مدينة تايتشو سيشاركون في التجارب البشرية للقاح المضاد لإنفلونزا «إتش1 إن1» وذلك في أعقاب تقارير صدرت في وقت سابق أمس بشأن إجراء أول تجارب بشرية في العالم على لقاح في أستراليا.

من جهة أخرى، أعلنت مفوضة الصحة أندرولا فاسيليو في مؤتمر صحافي أن «اجتماعا استثنائيا لوزراء الاتحاد الأوروبي سيعقد في أكتوبر (تشرين الأول)». وأضافت «نتوقع ارتفاع عدد الإصابات خلال الصيف بسبب التحركات المرتبطة بالسياحة». وأكدت أن «انتشار الإنفلونزا الموسمية في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) إضافة إلى الوباء سيؤدي إلى تسارع وتيرة انتشار فيروس إيه «إتش1 إن1) وزيادة معدل الوفيات».

وأشارت فاسيليو إلى أن «الوباء ينتشر بسرعة في العالم»، وقالت إن عدد الحالات التي تم رصدها حتى يوم أمس في الاتحاد الأوروبي بلغ «17189 حالة، توفي منها 94 في بريطانيا وأربع في إسبانيا».

وأضافت أن «149364 إصابة و810 وفيات سجلت خارج الاتحاد الأوروبي»، مؤكدة أن «معدل الوفيات يبقى منخفضا نسبيا». لكنها اعترفت بأنه «لا أحد يعرف كيف سيتطور الفيروس في المستقبل القريب».

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن فان بي، نائبة مدير الشركة، القول إن التجارب السريرية تأتي بعد شهر من إنتاج الشركة أولا للقاح. وأضافت الوكالة أن شركة «هوالان» للهندسة البيولوجية هي واحدة من أولى شركات الطب البيولوجي الصينية التي تحصل على بذور فيروس «إتش1 إن1»، وأنتجت أول دفعة في البلاد تضم 90 ألف جرعة من اللقاح في 22 يونيو (حزيران) الماضي.

ونقلت الوكالة عن فان قوله إن التجارب أشرف عليها المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، وتهدف إلى «تحديد الجرعات وإجراءات الوقاية للقاحات». وسيقسم المتطوعون إلى خمس فئات عمرية، وسيعطون جميعهم أول جرعات للقاح هذا الأسبوع، تليها جرعة ثانية بعد نحو 21 يوما. وقالت الوكالة إن الخبراء سيختبرون الأجسام المضادة لدى المتطوعين أربع مرات خلال تجارب تستمر شهرين، وستستمر المتابعة لمدة أربعة أشهر أخرى.