حقائق عن «أبيي»: تنتج ثلثي حجم النفط السوداني.. ونزاع السكان على المراعي

مياه جوفية وأنهار.. وثروة حيوانية وملايين من الأفدنة الصالحة للزراعة

TT

* تبعد منطقة «أبيي» المتنازع عليها نحو 900 كيلومتر جنوب غربي العاصمة السودانية الخرطوم. وتقع حاليا في مناطق شمال السودان، وتحديدا في الجانب الجنوبي الغربي لولاية «جنوب كردفان».

* حسب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير فإن هذه المنطقة شمالية تاريخيا.. لكن الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب تقول إنها منطقة جنوبية نقلت تبعيتها إداريا إلى الشمال عام 1905. وتقول في هذا الصدد إن المنطقة كانت تتبع محافظة بحر الغزال الجنوبية، لكن الحاكم الانجليزي للسودان قام عام 1905 بإصدار قرار بنقل تبعية 9 مشيخات (محليات) منها إلى محافظة كردفان الشمالية. وهو ما تسبب في النزاع حتى اليوم.

* خلال مفاوضات السلام بين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) التي انتهت بتوقيع اتفاقية السلام الشاملة في 9 يناير (كانون الثاني) عام 2005، اتفق الطرفان على تنظيم استفتاء بين مواطني المنطقة لتحديد تبعيتها إلى الشمال أو الجنوب يتم في 9 يناير (كانون الثاني) 2011، كما اتفقوا على تكوين لجنة من الخبراء (15 عضوا من الجانبين بالإضافة إلى خبراء من الولايات المتحدة وأوروبا وأفارقة) لمعرفة حدود المنطقة وترتيب الوثائق. لكن هؤلاء الخبراء فشلوا في تحديد الحدود، وقاموا بإصدار توصيات اقترحوا فيها ترسيما جديدا، وهو ما رفضه المؤتمر الوطني، باعتبار أنهم تجاوزوا صلاحياتهم، وتمسكت به الحركة الشعبية، مما أدى إلى نزاع انتهى بالتحكيم الدولي.

* مساحتها غير محددة بسبب النزاع، ولكن دراسات تشير إلى أن مساحتها بين 20 و25 كيلومترا مربعا.

يقول المؤتمر الوطني إن سكانها نحو 15 ألف نسمة، وتقول الحركة الشعبية إن سكانها 55 ألف نسمة.

* تسكن المنطقة قبيلتان سودانيتان هما: «المسيرية»، وهي قبيلة عربية، وقبيلة «دينكا نقوك» الأفريقية، وهناك مجموعات قبلية أخرى صغيرة الحجم. وتقول الدراسات إن التعايش بين القبيلتين في المنطقة استمر لأكثر من قرن من الزمان. ورُصد وقوع حروب بينهما في العقود الماضية، بسبب خلافات حول مصادر الماء والكلأ.

* ثلثا حجم النفط المنتج في السودان يأتي من آبار نفط داخل منطقة أبيي، ويعتقد المحللون في الخرطوم أن وجود النفط في المنطقة واكتشافه تجاريا من الأسباب الرئيسية التي جعلت من أبيي أزمة على سطح الأحداث السودانية. ويخرج من أبيي أطول خط أنابيب لنقل النفط الخام من مواقع الإنتاج إلى مواقع التكرير والتصدير بطول أكثر من 1200 كيلومتر.

* يمر بمنطقة أبيي «بحر العرب»، وهو نهر منحدر من الغرب إلى الشرق ليغذي نهر النيل، وهو نهر دائم، ويعتبر مصدر المياه الرئيسي لسكان المنطقة خاصة أن أغلبهم يربون الماشية. كما توجد أنهار صغيرة أخرى تُتخذ مصادر للمياه في فصل الصيف غير الممطر.

* في أبيي مخزون كبير من المياه الجوفية، وتقول الدراسات إن حجم الثروة الحيوانية من بقر وضأن وماعز في المنطقة يقدر بالملايين، وبها أراض زراعية شاسعة بكر صالحة للزراعة، كما أن بها غابات كثيفة أشجار الصمغ العربي وصمغ الطلح.

* يمتهن سكان أبيي الرعي والزراعة، وتشهد ما يعرف برحلات البقارة في السودان، حيث يتجهون إلى الجنوب في الصيف، حيث تشح المياه في الشمال، ثم يعودون في الرحلة ذاتها إلى الشمال حين تبدأ الأمطار في الهطول في الشمال.

* ظلت أبيي منذ وقت بعيد تدار أهليا عبر نظارتين، الأولي نظارة قبيلة المسيرية، بزعامة الناظر «بابو نمر»، ثم انتقلت النظارة بعد وفاته إلى شخصيات أخرى من الأسرة نفسها، والثانية نظارة دينكا نقوك، عبر زعيمهم «دينق مجوك»، وبعد وفاته ورثت أسرت الزعامة إلى يومنا هذا.

* تعتبر أبيي، على الرغم من أنها تعد من المناطق المهمشة في السودان، من المناطق التي يتحدر منها الكثير من المتعلمين في السودان من أبناء المسيرية ودينكا نقوك، ويلاحظ المراقبون أن أغلب القيادات النافذة في الحركة الشعبية لتحرير السودان الطرف الآخر في الصراع هم من أبناء منطقة أبيي، ويرون أنهم هم الذين يجعلون قضية المنطقة دائما على سطح الأحداث بين الشمال والجنوب.

* ظهرت أبيي كمشكلة ضمن مشكلة جنوب السودان منذ بداية تفجر مشكلة الجنوب في الخمسينات، ووردت بشأنها مقترحات حلول في اتفاقية جرت بين الشمال والجنوب في عام 1972 عرفت بـ«اتفاق أديس أبابا».

ولم تتحدث عن الحدود، وظهرت بشكل صارخ في مفاوضات السلام بين الحكومة الحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي انتهت باتفاق سلام بين الطرفين، خصص في كتابه المكون من 250 صفحة بروتوكول خاص باسم بروتوكول أبيي.