أردوغان يتحدث عن «طلبات» لإعادة إحياء عملية السلام

الأسد بحث مع رئيس الحكومة التركية موضوع المفاوضات المعلقة مع إسرائيل

الرئيس السوري بشار الأسد لدى استقباله رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في حلب أمس (أ.ب)
TT

قبل منحه درجة الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية من جامعة حلب، عقد أمس الرئيس السوري بشار الأسد مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان جلسة مباحثات في القصر الرئاسي في مدينة حلب (شمال سورية).

تناولت المباحثات، التي حضرها العماد حسن توركماني معاون نائب رئيس الجمهورية، ووزير الخارجية وليد المعلم وأحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي، العلاقات الثنائية وعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة سبل إحياء المفاوضات المعلقة بين سورية وإسرائيل. وذكر بيان رئاسي أن المباحثات تناولت «القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وأعرب الجانبان عن «ارتياحهما للتطور الكبير الذي تشهده علاقات البلدين والتأثير الإيجابي لهذه العلاقات على تعزيز الاستقرار في المنطقة». وتم الاتفاق على «متابعة العمل وتكثيف الجهود من أجل رفع الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة» ودعا الجانبان إلى «مواصلة المساعي الرامية إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية التي تضمن وحدة الصف الفلسطيني في كفاحه من أجل استرجاع حقوقه وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». وفي ما يتعلق بالعراق أكد الرئيس الأسد والسيد أردوغان «ضرورة الاستمرار بدعم الحكومة العراقية ومساعيها لتعزيز المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي». وأضاف البيان أن «المحادثات تطرقت أيضا إلى ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط والذي يتطلب توافر الإرادة السياسية الحقيقية لدى إسرائيل من أجل صنع السلام المستند إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري حتى خط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967». وشدد الجانبان على «أهمية استمرار الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين بغية تعزيز العلاقات الثنائية ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات والمشاريع المشتركة بالسرعة المطلوبة وبما يستجيب لإرادة القيادتين السياسيتين في البلدين».

تبع جلسة المباحثات غداء عمل، ومن ثم منحت جامعة حلب أردوغان درجة الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية «لدوره المهم في تعزيز علاقات الصداقة والروابط التاريخية بين سورية وتركيا ومواقفه المساندة للقضايا العربية العادلة ونصرته للحق وإسهامه في خدمة الأمن والسلم الإقليمي والدولي» بحسب تصريحات رئيس الجامعة الدكتور محمد نزار عقيل. وكان أردوغان قد استبق زيارته إلى حلب بتصريح صحافي في أنقرة كشف فيه عن أن طلبات بدأت تصل تركيا لإحياء عملية السلام، دون أن يشير إلى الجهة أو الجهات التي أرسلت هذه الطلبات. إلا أنه قال «علينا العمل على هذا الملف» مشيرا إلى أن «تركيا حريصة على استعادة هذا الدور»، وأنها مصرة على «بذل ما في وسعها من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط».

وكانت وسائل إعلام تركية قد ذكرت أن زيارة أردوغان إلى سورية على علاقة بزيارة المبعوث الأميركي الخاص بعملية السلام جورج ميتشل إلى الشرق الأوسط.

وكان الرئيس الأسد أكد في مايو (أيار) الماضي، خلال زيارة الرئيس التركي عبد الله غل إلى دمشق، أن «تركيا لاعب أساسي في عملية السلام لا يمكن الاستغناء عنه مستقبلا» وقد جرت أربع جولات من المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل عبر الوساطة التركية، فيما تأجلت الجولة الخامسة التي كان من المقرر عقدها في سبتمبر (أيلول) الماضي، والتي كان متوقعا أن تكون الجولة الحاسمة، وبعد العدوان الإسرائيلي على غزة توقفت تلك المفاوضات غير المباشرة. وفي إسرائيل أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تركيا هي وسيط شرعي في المحادثات بين إسرائيل وسورية على عكس أقوال الوزير الإسرائيلي بيني بيغن، الذي اعتبر أنه بعد زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لسورية فقدت تركيا قيمتها كوسيط في هذه المحادثات.