الرئيس اللبناني يشدد على تأليف الحكومة بسرعة.. وتبادل التضحيات

بري يضخ «جرعة تفاؤل» ثانية في الوضع الحكومي

TT

استمرت المراوحة في عملية تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، فيما كرر رئيس مجلس النواب نبيه بري ضخ «جرعة تفاؤل» في إمكان استكمال العملية قبل نهاية الشهر. ونقل عنه أحد النواب لـ«الشرق الأوسط» أن كلامه التفاؤلي «نابع من معطيات وليس من توقعات»، مكتفيا بهذا المقدار من التوضيح بعد التلميح الذي أدلى به عقب لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وخلال لقائه النواب في «اليوم المفتوح» الذي يخصصه لمراجعاتهم كل أربعاء.

وبدوره، كرر سليمان الدعوة إلى الإسراع في تأليف الحكومة بعيدا عن «حسابات الأرقام والحصص»، معتبرا أن «إعادة بناء البلد على أسس صحيحة وثابتة تتطلب تبادل التضحيات من أجل المصلحة العامة من طريق التحاور الداخلي ومن دون الاتكال على الخارج، وأن نساهم في صون وحدتنا الوطنية ونخرج من مفهوم الحصص والأرقام»، مؤكدا أن «إبقاء الاستقرار هو المهم، خصوصا أن شبكات الإرهاب والتجسس التي ألقى الجيش القبض عليها تدعونا إلى تأليف الحكومة في وقت ليس ببعيد». وجدد تصميمه على إعطاء المغتربين حقوقهم وطلب منهم «البقاء على إيمانهم بوطنهم لأنهم في موقع الدفاع الأول عنه في الخارج». أما بري فأكد ردا على سؤال حول استمراره بالتفاؤل بأن الحكومة ستؤلف قبيل آخر الشهر، مشيرا إلى أنه لا يرى أي جو من أجواء التشاؤم في البلد حول هذا الموضوع، نافيا وجود أي «شروط وشروط مضادة»، وقال ردا على سؤال عن إصرار المعارضة على الثلث المعطل: «أين سمعتم ذلك، وأين وجدتم إصرارا لدى المعارضة حول هذا الموضوع؟ على العكس، هنالك كلام إيجابي كله، وهو واحد وموحد سواء من رئيس الحكومة أو من المعارضة. إن الجميع يتكلمون بحكومة وحدة وطنية، حكومة مشاركة حقيقية. وسأستخدم التعبير عينه الذي استخدمه الرئيس المكلف بأن ما من أحد يلوي ذراع أحد. هذا ما يحكى من كلام. فهل هكذا كلام يستدعي أن نبدأ اللطم والبكاء أم التفاؤل؟»، مؤكدا وجود تقارب سعودي ـ سوري «وتفاهم على التفاهم».

وأكد بري في لقاء الأربعاء النيابي الأسبوعي أنه ما زال على تفاؤله، ونقل عنه النواب قوله إن «هناك تقدما ملموسا في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، وأن الأمور متجهة نحو الحلحلة»، وقال أمام النواب إنه لا يزال عند رأيه وأنه يتوقع «ولادة الحكومة قبل نهاية هذا الشهر، وأن الأجواء جيدة وإيجابية في اتجاه تشكيل حكومة الوحدة الوطنية». وأشار إلى أن «هناك عناصر عديدة للتفاؤل، أبرزها تأكيد الجميع على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والشراكة الحقيقية». وكان بري ترأس اجتماعا لكتلته النيابية التي شدد بيانها على «مسؤولية الجميع في دعم الرئيس المكلف وتسهيل عمله في تأليف حكومة وحدة وطنية بأسرع وقت ممكن، تتجاوز الاصطفافات القائمة للانطلاق بروح جديدة وإيجابية».

وفي المقابل ترأس الرئيس المكلف سعد الحريري اجتماعا لتكتل «لبنان أولا» الذي يضم نواب كتلة «المستقبل» والمتحالفين معها، وبحث في «التطورات السياسية والمشاورات المتعلقة بتأليف حكومة الوحدة الوطنية القادرة على إنجاز الإصلاحات التي يترقبها اللبنانيون، التزاما بثوابت الدستور اللبناني المنبثق من اتفاق الطائف». ونوه التكتل بـ«الجهود الدؤوبة والهادئة التي يقوم بها الرئيس المكلف، والانفتاح على كل المكونات السياسية للشعب اللبناني لإنجاز هذا الهدف». وأكد المجتمعون «ضرورة الاستمرار في الخطاب السياسي المسؤول، مما يوفر بيئة ملائمة لتأليف الحكومة».