البصرة: الاستقرار يفعّل السياحة.. وضوابط البلديات تقف عائقا أمام المستثمرين

العرسان والخريجون يأملون في استعادة لياليهم بجزيرة السندباد

عراقيون يقضون يومهم في منتجع سياحي بالبصرة («الشرق الأوسط»)
TT

تسعى الحكومة المركزية والسلطات المحلية إلى تفعيل مراكز الجذب السياحي وتنشيط الحركة السياحية في محافظة البصرة، من خلال افتتاح عدد من المرافق السياحية وعرض مشاريع مماثلة للاستثمارات المحلية والخارجية، باعتبارها ميناء العراق الوحيد المطل على شط العرب والخليج العربي، وأهم المنتجعات الشتوية بالعراق بعد تحقيق الأمن والاستقرار فيها.

وقال مسؤولون حكوميون لـ«الشرق الأوسط» إنه إذا كان الهاجس الأمني بالمحافظة خلال السنوات الست الماضية يحول دون الاهتمام بقطاع السياحة كما هو الحال في مجالات الفن والثقافة والإبداع، فإن الاستقرار المتحقق الآن وضع المشاريع المؤجلة حيز التنفيذ لإعادة المدينة إلى حالتها الطبيعية.

وقال قاسم عبد الزهرة مدير دائرة السياحة بالمحافظة لـ«الشرق الأوسط» إن البصرة تتمتع بالكثير من عناصر الجذب السياحي، كاعتدال الأجواء في فصل الشتاء، ومواقع وملتقى النهرين، وشجرة آدم، ومراسي للزوارق في شط العرب، وجزيرة السندباد البحري، وغابات النخيل، وسهرات الأنس في شارع الكورنيش ومدينة السياب في أبي الخصيب والشناشيل القديمة، والفضاءات الواسعة في المتنزهات، ومدن الألعاب، والمواقع الأثرية والتراثية والدينية، ومراقد الصحابة الأجلاء الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وأنس بن مالك، وجامع خطوة الإمام علي (المسجد الجامع)، والطابع الثقافي المميز للمدينة ذات الإرث الحضاري الكبير. مضيفا أن «هناك الكثير من المشاريع السياحية التي أدخلت حيز التنفيذ ضمن خطة إعمار محافظة البصرة للأعوام القادمة، وهي من المؤشرات على تطور الآفاق السياحية لمدينة البصرة مستقبلا، إذ عقدت الكثير من المؤتمرات والندوات الخاصة بهذا الجانب».

وأوضح عبد الزهرة أن «عودة مطار البصرة الدولي إلى الإدارة المدنية المحلية، وتنشيط حركة النقل للخطوط الجوية العراقية، والنقل السياحي البري بين البصرة وبغداد، وتوسيع صالات استقبال المسافرين عن طريق البحر في ميناء خور الزبير وقرب البصرة من مدن ثلاث دول مجاورة للمدينة، سيساعد على تنشيط الحركة السياحية الداخلية والدولية».

ودعا عبد الزهرة المستثمرين إلى الدخول في تطوير قطاع الفندقة، إذ تعاني المدينة من قصور في عدد الفنادق السياحية نتيجة تزايد أعداد الوافدين إليها، مشيرا إلى أن العمل يتواصل لإعادة إعمار فندق البصرة شيراتون الذي تبلغ مساحته 17 كيلومترا مربعا، ويطل على شط العرب، وفندق المربد نوفتيل، وفنادق أخرى تعرضت لأضرار كبيرة خلال الحرب الأخيرة.

ومن جانبه قال عصمت عامر جواد مدير عام الشركة العامة للنقل البحري لـ«الشرق الأوسط» إن «الشركة تعمل على ازدهار السياحة النهرية وعودتها من جديد إلى المحافظة، حيث تجري الإعمال في مراحلها الأخيرة لتشغيل السفينة السياحية (السلام) في كورنيش العشار، وتحتوي على قاعتين كبيرتين تستوعب 120 شخصا للحفلات والمناسبات، وقاعة للمؤتمرات بسعة 60 شخصا، وصالة استراحة كبيرة ومطعم، وإن هذه السفينة تتوفر فيها كل وسائل الراحة». وأضاف أن شركة «مجموعة الفارس» العراقية وشركات كويتية ساندة لها تستعد لتشييد مشروع مجمع سياحي كبير في البصرة بكلفة 107 ملايين دولار على غرار المجمعات السياحية في دول الخليج. وأوضح إحسان عبد الجبار عضو هيئة استثمار البصرة أن «المشروع عبارة عن منتجع كامل يتكون من فندق 5 نجوم وشقق سياحية وأسواق عصرية ومجموعة مطاعم من الماركات العالمية، بالإضافة إلى مدينة مائية ومدينة ألعاب وحديقة حيوانات، فضلا عن قاعات رياضية متعددة الإغراض وكافيتريات»، مضيفا أن «المنتجع يمتد على مساحة 150 دونما وبكلفة إجمالية تقدر بـ107 ملايين دولار». ولفت إلى أن العائق الوحيد الذي يقف في وجه هذا المشروع هو ضوابط وزارة البلديات المتعلقة بتسليم الأرض، مشددا على أن «ضوابط وزارة البلديات تقف عائقا في وجه جميع المشاريع الاستثمارية في العراق بشكل عام والبصرة بشكل خاص».

ويرى سليم باهض (71 عاما) الذي قضى سنوات طويلة في نقل المتنزهين على زورقه في شط العرب، أن «السياحة تشهد نشاطا واضحا، من المؤمل أن تزدهر في فصل الشتاء القادم، حيث يؤم البصرة الكثير من الكويتيين وأبناء دول الخليج العربي لاستذكار طفولتهم وسنوات صباهم عندما كان ذووهم يقطنون منطقة البصرة القديمة، إضافة إلى الخريجين الأوائل من جامعة البصرة، والعرسان الذين أمضوا ليلة زفافهم وشهور العسل التي أمضوها في بيوت العرسان بجزيرة السندباد سنوات السبعينات، حين كانت المدينة عامرة».