باكستان: أسعار الكلاشينكوف في الشريط القبلي تقفز إلى مستويات قياسية

المدارس تفتح أبوابها في وادي سوات بداية أغسطس والسلطات تتعهد بفرض الأمن

ضابط شرطة باكستاني وسط مدينة مينغورا خلال ساعات رفع الحظر المفروض على وادي سوات أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلنت الحكومة الإقليمية في إقليم الحدود الشمالية الغربية أمس أن المدارس كافة في وادي سوات سوف تستأنف الدراسة بدءا من اليوم الأول في شهر أغسطس (آب) المقبل. وحسب بيان للحكومة الإقليمية، فإن مدارس البنين والبنات سوف تستأنف الدراسة بدءا من أول أيام شهر أغسطس (آب) المقبل في وادي سوات. وقد زار وفد من مسؤولي الحكومة الإقليمية في إقليم الحدود الشمالية الغربية مدينة مينغورا، وهي المدينة الرئيسة في وادي سوات، وأخبر السكان المحليين بأن الحكومة سوف توفر الأمن الذي تحتاج إليه المدارس كافة في الوادي، حيث ستبدأ الدراسة بدءا من الشهر المقبل. وقد تم تدمير كثير من مباني المدارس الحكومية في وادي سوات خلال الأشهر التي سبقت العملية العسكرية التي بدأت في شهر مايو (أيار) من العام الحالي. كما أخبر الوفد الرسمي من مسؤولي الحكومة الإقليمية في إقليم الحدود الشمالية الغربية السكان بأن الحكومة قد خصصت مبالغ مالية لإعادة بناء المدارس المدمرة في ميزانية العام المالي 2009 ـ 2010. تشهد أسعار رشاشات الكلاشينكوف، البندقية المفضلة لدى عناصر الميليشيات في العالم أجمع، ارتفاعا جنونيا في شمال غربي باكستان، حيث أدى تدهور الأوضاع الأمنية واشتداد حدة المعارك بين الجيش والمتمردين إلى ظهور مجموعات مسلحة من كل حدب وصوب.

وتمتاز بندقية «إيه كي 47» المعروفة باسم الكلاشينكوف أو «كلش» بحسب التسمية المختصرة المتعارف عليها بين المقاتلين، بسهولة استخدامها وأمانتها ومتانتها، ما يجعل الطلب عليها متزايدا في المعارك المتلاحمة، كتلك الدائرة حاليا في شمال غربي باكستان بين الجيش ومتمردي حركة طالبان أو بين القبائل في ما بينها. وفي غضون عام واحد تضاعف سعر هذه البندقية خمسة أضعاف في بيشاور، عاصمة محافظة الحدود الشمالية الغربية، وكذلك في «دارة آدم خيل»، المنطقة النائية في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع أفغانستان، التي تعتبر بحق أحد أكبر أسواق السلاح في آسيا، كونها تضم مئات المشاغل والمتاجر المتخصصة في صنع الأسلحة وبيعها. ويقول قلندر شاه، وهو صاحب مشغل لصنع السلاح في دارة آدم خيل، لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذا التضخم في أسعار الكلاشينكوف «مرده بشكل رئيسي إلى وضع الحرب» الذي تشهده المنطقة، وكذلك أيضا «الطلبنة التي أدت إلى ارتفاع الطلب على السلاح بشكل كبير». أما حبيب خان، تاجر الأسلحة في بيشاور، فيقول إن «حركة طالبان بحاجة إلى هذا السلاح للقتال، والقبائل بحاجة إليه للدفاع عن نفسها في مواجهة طالبان».وعندما وصل عملاء الاستخبارات الأميركية إلى بيشاور قبل 25 عاما، في خضم الحرب الباردة، لم يهتموا أبدا بتكلفة تسليح «المجاهدين» الذين كانوا في حينه يخوضون حربا ضارية ضد السوفيات في أفغانستان المجاورة.

وهذه البندقية اخترعها في أربعينيات القرن الفائت خبير الأسلحة الروسي ميخائيل كلاشينكوف، وانتشرت في السوق الباكستانية حتى أغرقته.

وفي نهاية 2001 عندما أطاحت قوات التحالف الدولي، التي قادتها الولايات المتحدة بنظام طالبان في أفغانستان، لجأ مقاتلو طالبان وحلفاؤهم من تنظيم القاعدة، بالمئات، إلى باكستان، حيث أعادوا رص صفوفهم. وتزايدت أعدادهم هناك بشكل كبير وكذلك نفوذهم، مما دفع الجيش الباكستاني خلال الأعوام القليلة الماضية إلى شن هجمات متتالية عليهم في شمال غربي البلاد. ومنذ 2002 قتل حوالي 2000 عسكري من القوات الباكستانية في معارك مع المتمردين المناهضين للتحالف الاستراتيجي القائم بين إسلام آباد وواشنطن في «الحرب على الإرهاب». ويقول قلندر شاه إن «الأسعار حلقت في غضون عام واحد، وإذا استمرت المعارك فهي ستحلق أكثر فأكثر».

وفي دارة آدم خيل وصل سعر قطعة الكلاشينكوف الألمانية، الأغلى على الإطلاق بين نظيراتها، 125 ألف روبية (1072 يورو)، أما الكلاشينكوف الصيني فيباع بمائة ألف روبية (858 يورو)، في حين أن سعره كان حتى فترة وجيزة يتراوح بين 25 ألفا و35 ألف روبية (214 إلى 300 يورو)، بحسب قلندر شاه. أما في فئة الأنواع الرخيصة فهناك الكلاشينكوف الإيراني، الذي يباع حاليا بـ35 ألف روبية (300 يورو) في حين يبلغ سعر الكلاشينكوف الباكستاني، الأرخص على الإطلاق، 13 ألف روبية (111 يورو).

والأمر عينه بالنسبة إلى الذخائر، على ما يؤكد شاه الذي يقول إنه «قبل سنوات كان سعر عشر رصاصات يبلغ 10 روبيات فقط (0.09 يورو). أما اليوم فسعرها 285 روبية (2.44 يورو)».

من جهته يقول روح الله، وهو تاجر أسلحة في بيشاور أيضا، إن مقاتلي طالبان و«القاعدة» في أفغانستان والعراق سرعان ما جعلوا من الكلاشينكوف سلاحهم المفضل «كونه خفيفا وفعالا».