نجاد يقيل وزير الاستخبارات.. ردا على تنحية صهره

انتقادات جديدة للرئيس الإيراني لتعيينه مشائي مجددا في موقع قريب من السلطة

TT

أقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وزيرين على الأقل من حكومته أمس، وذلك على خلفية مطالبته من قِبل المرشد الأعلى للبلاد بإبعاد صهره إسفنديار رحيم مشائي من منصب نائب أول لرئيس الجمهورية. وأكد مسؤول مكلف شؤون الإعلام في المكتب الرئاسي أن الرئيس أحمدي نجاد أقال وزير الاستخبارات.

وكانت تقارير ذكرت في وقت سابق أمس أن الرئيس محمود أحمدي نجاد عزل أيضا ثلاثة وزراء آخرين هم وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد حسين صفر هاراندي ووزير العمل والشؤون الاجتماعية محمد جاهرومي ووزير الصحة كامران باقيري لانكراني. وذكرت وكالة أنباء «مهر» شبه الرسمية أن الرئيس محمود أحمدي نجاد عزل وزيري الاستخبارات والثقافة من منصبيهما بعد أن كانا تنازعا مع الرئيس بشأن تعيين إسفنديار رحيم مشائي نائبا أول للرئيس.

وكان تعيين مشائي نائبا للرئيس في 17 يوليو (تموز) الحالي قد أثار جدلا في أوساط المحافظين، بسبب ما كان صرح به في يوليو 2008 بأن إيران «صديقة للشعب الأميركي والشعب الإسرائيلي»، وهو موقف يتعارض بالكامل مع خطاب النظام المعتاد. وكان وزير الثقافة والإرشاد هاراندي واحدا من الوزراء الذين انتقدوا تعيين نجاد لمشائي.

وجاء قرار إقالة وزير الاستخبارات، قبل أداء أحمدي نجاد القسم أمام مجلس الشورى في 5 أغسطس (آب) المقبل بحسب النائب حميد رضا حاجي بابائي العضو في رئاسة المجلس. وأوضحت وكالة «مهر» أنه بعد أداء القسم يُفترض تقديم الحكومة إلى المجلس ليقرها. ويُفترض أن يتضمن حفل أداء القسم كلمات لرؤساء السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية.

واستقال مشائي رسميا أول من أمس، عقب توجيه المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي أوامره لأحمدي نجاد بعزل نائبه. لكن رغم ذلك، فإن الرئيس نجاد لا يزال يتعرض لانتقاد محافظين أخذوا عليه عدم تطبيقه فورا أوامر المرشد الأعلى إقالة نائبه الأول.

وقال النائب المحافظ أحمد توكلي في صحيفة «جام ـ أي ـ جام» التابعة للتلفزيون الرسمي: «بعد رسالة المرشد الأعلى (التي تأمر بإقالة اسفنديار رحيم مشائي) بتاريخ 18 يوليو (تموز) الحالي، كان من واجب الرئيس أحمدي نجاد تطبيقها» سريعا، «لكنه مع الأسف لم يفعل طوال سبعة أيام حتى أعلن مشائي استقالته وليس الرئيس. كان على الرئيس أن يقيل مشائي ولا يتركه يستقيل».

كذلك اعتبر الجنرال حسن فيروز ابادي قائد أركان القوات المسلحة، أنه كان على أحمدي نجاد أن يسارع في الرد. وقال إن «الناس الذين يعرفون في أحمدي نجاد شخصا وفيا للمرشد الأعلى كانوا ينتظرون منه أن يطبق أمر المرشد قبل أن يجف الحبر» فور كتابة القرار. كذلك أفادت صحيفة «كيهان» المحافظة المتشددة بأن تأخر أحمدي نجاد في تنفيذ أمر المرشد الأعلى كان «خطأ».

واستقال رحيم مشائي أول من أمس من مهامه كنائب للرئيس، بناء على أمر المرشد الأعلى، إلا أنه لا يزال قريبا من السلطة حيث عينه أحمدي نجاد مدير مكتب الرئاسة مما أثار على الفور انتقادات لبقائه في دوائر السلطة. وجاء في موقع «رجاء نيوز» المحافظ رغم اعتباره مقربا من الحكومة أن «انقسامات وإحباط أنصار أحمدي نجاد ما زالت قائمة. إن أنصاره يستغربون تأخره (في إقالة رحيم مشائي) وسرعته» في تعيينه في منصب سياسي آخر.

وفي المقابل اعتبر مدير صحيفة «كيهان» حسين شريعتمداري الذي يعينه المرشد الأعلى أنه قرر الآن أن يدافع عن أحمدي نجاد. وكتب شريعتمداري أن «كيهان لا ترى أن (أحمدي نجاد) خرج عن خط الإمام (الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية) والمرشد وأن من واجبها الدفاع عنه في وجه الأعداء طالما بقي وفيا لهذا الخط».

ومنذ أسبوع يحتج معسكر المحافظين على ترقية مشائي الذي أثار فضيحة في يوليو 2008 بقوله إن إيران «صديقة الشعب الإسرائيلي» مخالفا خط تصريحات النظام المعتاد. وفي رسالة بتاريخ 18 يوليو لكنها لم تنشر حتى 24 من نفس الشهر، أمر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي «بإلغاء» تعيين رحيم مشائي القريب جدا من الرئيس المنتخب مجددا، بينما لم يكف أحمدي نجاد عن الدفاع عن خياره حتى أول من أمس.