كلينتون ترفض كشف تفاصيل «المظلة الدفاعية» للخليج

دعت إسرائيل للتخلي عن خطط مهاجمة إيران

TT

أفادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس بأنها لن تكشف أي تفاصيل عن برنامج إقامة مظلة دفاعية لحلفاء الولايات المتحدة في الخليج، وحثت، من ناحية أخرى، إسرائيل على التخلي عن أي خطط لشن هجمات أحادية الجانب ضد المنشآت النووية الإيرانية، ومنح وقت للدبلوماسية الأميركية حتى تؤتي ثمارها.

وجددت كلينتون، التي كانت تتحدث لمحطة «إن بي سي» الإخبارية الأميركية، عدم السماح بامتلاك سلاح نووي، كما كررت التزام واشنطن بحماية حليفتها إسرائيل من أي تهديد تشكله طهران. وقالت كلينتون مخاطبة المسؤولين الإيرانيين: «إن سعيكم غير مجد. ما نريده هو أن نبعث رسالة إلى من يتخذ هذه القرارات وهي أنكم إذا كنتم تسعون إلى امتلاك أسلحة نووية بغرض التهديد واستعراض قوتكم، فلن ندع ذلك يحدث».

وجاءت تصريحات كلينتون هذه بعدما كانت قد أثارت قلق إسرائيل حينما قالت إن الولايات المتحدة ستتعامل مع إيران المسلحة نوويا من خلال تسليح حلفائها في الخليج، وتوسيع «المظلة الدفاعية» فوق المنطقة. وقال مسؤول إسرائيلي بارز إن الولايات المتحدة ينبغي أن تركز على منع إيران من الحصول على سلاح نووي بدلا من الحديث كما لو كانت هذه حقيقة واقعة. وقالت كلينتون أمس مدافعة عن التصريحات التي أدلت بها الأسبوع الماضي في تايلاند: «نحن لا نتحدث بشكل محدد لأن هذا سيأتي فيما بعد. هذا إذا جاء على الإطلاق. ورأيي أن نأمل في الأفضل، ونحن نخطط تحسبا للأسوأ».

وتوجه عدد من كبار المسؤولين الأميركيين، بينهم وزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الأمن القومي جيمس جونز، إلى إسرائيل خلال الأيام الماضية، سعيا لطمأنتها. وقالت كلينتون عندما سئلت عن تصريحاتها بشأن مفهوم المظلة النووية «لدينا علاقة طويلة ودائمة مع إسرائيل. ونحن نعتقد بقوة أنه ينبغي حماية أمن إسرائيل». لكنها أكدت أيضا أن واشنطن ملتزمة «بمسار دبلوماسي» مع إيران. وقالت كلينتون إن واشنطن تأمل في أن تتفهم الدولة العبرية أن محاولات الولايات المتحدة للحوار مع طهران تمثل النهج الأفضل لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني.

إلى ذلك، يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم في بروكسل اجتماعا يناقشون فيه عدة قضايا أبرزها الملف الإيراني. وحسب بيان صادر عن الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي، فإن الوزراء سيتطرقون إلى العلاقات الأوروبية ـ الإيرانية، لكن دون تصعيد الموقف مع طهران، حيث تسعى فرنسا إلى مجرد الحصول على دعم رسمي لموقفها المطالب بالإفراج عن مواطنة فرنسية محتجزة في إيران.

وترى السويد الرئيس الحالي للاتحاد ضرورة الإبقاء على قنوات اتصالات مفتوحة مع إيران، والعمل على إحداث مقاربة مشتركة مع الولايات المتحدة بشأن إدارة الملف النووي الإيراني.

يأتي هذا بعد قيام «الترويكا» الأوروبية باتصالات مع وزارة الخارجية الإيرانية. وأوضح بيان الرئاسة السويدية للاتحاد، الذي وزع في بروكسل نهاية الأسبوع الماضي، أن الترويكا الأوروبية عبرت عن ترحيبها بقيام إيران بإطلاق سراح أعضاء السفارة البريطانية بعد فترة من اعتقالهم، وطالبت أيضا بضرورة إطلاق سراح الفرنسية كلوتيلد رايس على الفور. وقال البيان إن الاتحاد الأوروبي بكامله يساند هذا الطلب. وألمح البيان إلى أن هذا التحرك من جانب الترويكا الأوروبي، تزامن مع تحرك مماثل قامت به الرئاسة السويدية للاتحاد والتي أبلغت الرسالة نفسها إلى السفير الإيراني في العاصمة السويدية.

وأعلنت الرئاسة السويدية للاتحاد أن تطورات الأوضاع في إيران ستكون إحدى النقاط الأساسية في أجندة اجتماعات وزراء الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي.

كذلك أكد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن الوضع في إيران سيكون في جدول أعمال مجلس وزراء الخارجية الأوروبيين. وأوضح فراتيني في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أوروبية نهاية الأسبوع الماضي بشأن الأحداث الأخيرة في إيران: «قلقنا نابع من أن يكون هناك خنق للرغبة في الشفافية والديمقراطية التي لم تعد مقتصرة على حفنة من الناس، بل باتت تشمل القادة الدينيين والمدنيين على حد سواء، فضلا عن الرؤساء السابقين للجمهورية الإسلامية الإيرانية».