«الكردستانية»: تقدمنا في عموم كردستان لكننا قد نتساوى مع «التغيير» لدى انتهاء العد

كتلة المعارضة تشكو من انتهاكات واسعة.. وتؤكد تقدمها في السليمانية

كرديان يحتسيان الشاي في مقهى بمدينة أربيل، أمس، فيما تحيط بهما ملصقات الدعاية الانتخابية (أ.ف.ب)
TT

شكت كتلة التغيير التي يتزعمها، السياسي الكردي نوشيروان مصطفى، الذي يقود جماعة المعارضة في إقليم كردستان العراق، من «انتهاكات واسعة النطاق» في الانتخابات التي أجريت في الإقليم أول من أمس، غير أن مفوضية الانتخابات والسلطات الحاكمة قالت إن التصويت صحيح إلى حد بعيد. فيما أشارت نتائج أولية غير رسمية إلى تقدم القائمة الكردستانية التي تضم حزبي الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الإقليم مسعود بارزاني، فيما جاءت قائمة التغيير في المرتبة الثانية.

ولن تظهر النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية والرئاسية قبل يوم أو يومين على الأقل. ومن غير المرجح أن تُدخل الانتخابات تغييرا جذريا على هيمنة الحزبين السياسيين القويين في المنطقة، أو تنهي النزاع بين الأكراد والحكومة المركزية في بغداد على أراض متنازع عليها والسيطرة على موارد النفط الهائلة.

وقالت مفوضية الانتخابات إن نسبة المشاركة في التصويت كانت مرتفعة نسبيا، إذ بلغت 78.5 في المائة في أرجاء كردستان، غير أن مراقبين قالوا إن النسبة لم ترق لتلك في انتخابات عام 2005.

وقال مصدر مسؤول في مكتب الدكتور برهم صالح رئيس القائمة الكردستانية بحصول قائمته على المرتبة الأولى على مستوى الإقليم بنسبة 62%.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب تتعلق بحساسية الوضع، أن فرز أصوات الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في عملية الاقتراع الخاص لم تستكمل بعد، وأن قائمته تتوقع أن «تتساوى قائمة التغيير مع الكردستانية في نسب التصويت بعد استكمال الفرز»، وأضاف في تصريحات خص بها «الشرق الأوسط» أن «هذه المعلومات حصلنا عليها من مصادر الخاصة وليس من المفوضية العليا».

ومن جانبه، أكد مسؤول رفيع المستوى في قائمة التغيير لـ«الشرق الأوسط»، أن قائمته حصلت على «المرتبة الأولى على مستوى محافظة السليمانية، والمرتبة الثانية في العاصمة أربيل، فيما لم يحسم الفرز في دهوك حتى الآن بسبب مشاكل تتعلق بالمفوضية التي ألغت أصوات الناخبين في عدد من محطات الاقتراع ببلدة زاخو الحدودية بسبب حدوث خروقات فيها».

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «حركة التغيير التي تضم كوادر ومناضلين من مختلف التوجهات والانتماءات السياسية تتوقع أن تحصد أكثر من 30 مقعدا في البرلمان القادم، وأن القاعدة الجماهيرية لحركة التغيير ستتسع أكثر فأكثر على المدى القريب بعد نيلها هذه الثقة الشعبية الواسعة»، وتابع « لقد مارس الحزبان الحاكمان أشكالا مختلفة من التزوير في عملية التصويت وعلى نطاق واسع بعد الساعة الثالثة عصرا، وبشكل منظم عبر إمداد مؤيديهم بالطاقات المسماة بقائمة 111 والتي بموجبها صوت الآلاف من أنصار الحزبين مرتين وأكثر، وقد تضاعفت عمليات التزوير تلك خلال الساعة الزمنية الأخيرة التي أضافتها المفوضية العليا إلى الفترة الأصلية للتصويت بناء على طلب مباشر من القائمة الكردستانية فقط».

وأضاف المصدر قائلا «لولا عمليات التزوير تلك لحصلت قائمة التغيير على المرتبة الأولى في جميع مناطق الإقليم، وقد قدمنا شكاوى بهذا الصدد إلى المفوضية العليا ونحن بانتظار الرد».

وحول ما إذا كانت قائمة التغيير ستقبل بالنتائج النهائية، قال المصدر المسؤول إنه «من السابق لأوانه الجزم بذلك الآن، ولكننا سنعلن عن موقفنا بشكل رسمي بعد ظهور النتائج النهائية خلال اليومين القادمين».

من جهته، قال حزب الخدمات والإصلاح المعارض في بيان في وقت متأخر من مساء أول من أمس «بدأت بعد الظهر حملة انتهاكات بتعليمات من مسؤولين من الحزب الحاكم في مراكز التصويت في جميع البلدات»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».

غير أن جبار ياور، العضو البارز بالحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، رفض الشكاوى من حدوث مخالفات انتخابية. وقال «نرفض هذا (الشكاوى). إذا كانت هناك انتهاكات فبوسعهم آنذاك تقديم شكوى رسمية».

وفي الشأن ذاته، قال عبد الرحمن خليفة المدير العام لدائرة الاتصال الجماهيري في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، إن «عملية إدخال البيانات إلكترونيا وعد أوراق التصويت ومطابقتها مع أعداد الناخبين ستتم في مقر المفوضية ببغداد، كونها تحتاج إلى أجهزة خاصة تتوافر هناك فقط».

وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن إعلان النتائج الأولية للانتخابات سيتم بعد حسم موضوع الشكاوى المقدمة من قبل الكثير من الكيانات والقوائم الانتخابية، ولربما يسهم بعض تلك الشكاوى في إلغاء أصوات كثيرة في محطات الاقتراع في حال التأكد من حدوث خروقات فيها، مؤكدا أن النتائج النهائية التي ستعلن بعد يومين على أكثر تقدير ستعتمد كليا على النتائج الأولية.

وفيما يتعلق بانتخابات رئاسة الإقليم، فإن النتائج الأولية شبه الرسمية تشير إلى تقدم الرئيس الحالي للإقليم مسعود بارزاني على جميع منافسيه بأغلبية الأصوات، يليه الدكتور كمال ميراودلي الذي لم يستطع شخصيا الإدلاء بصوته في الانتخابات بسبب عدم ورود اسمه في سجلات الناخبين. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في كتلة التغيير أن ميراودلي تفوق على بارزاني في محافظة السليمانية.