ميتشل عقب لقائه مبارك: واشنطن لم تطلب من أي دولة تطبيعا فوريا مع إسرائيل

لمح إلى احتمال بدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين قريبا

TT

أجرى جورج ميتشل، المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، مباحثات في القاهرة أمس مع الرئيس حسني مبارك، حول فرص استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وألمح في تصريحات للصحافيين عقب لقائه مبارك، الذي استمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة، بحضور وزيري المخابرات والخارجية (عمر سليمان وأحمد أبو الغيط)، إلى احتمال بدء مفاوضات بين الجانبين (الفلسطيني والإسرائيلي) قريبا. ودعا ميتشل الفلسطينيين إلى اتخاذ خطوات إيجابية وتوسيع جهودهم من أجل تحقيق الأمن والامتناع عن إصدار أية تصريحات أو أعمال قد تؤثر على بدء المفاوضات المثمرة.

وقال ميتشل، الذي زار القاهرة أمس، في إطار جولة له في المنطقة إنه سوف يلتقي خلال جولته مع العديد من الزعماء العرب بالمنطقة لتشجيعهم على اتخاذ خطوات حقيقية من أجل التطبيع، وأضاف قائلا «إن واشنطن لا تطلب من أي دولة فورا إنجاز تطبيع كامل مع إسرائيل.. ولكن هذا قد يأتي أثناء عملية السلام». وأضاف «إنني أعتقد أنه على كل طرف مسؤولية ذات مغزى الآن، وقيام دول المنطقة بعملية التطبيع يمثل جزءا مهما من عملية تحقيق السلام التي نضطلع بها». وأعرب ميتشل عن شكره، نيابة عن الرئيس الأميركي باراك أوباما، لمصر على مساعداتها ومساندتها لجهود تحقيق السلام الشامل في المنطقة، موضحا أن مفهوم السلام الشامل يعني تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وإسرائيل وسورية، وإسرائيل ولبنان، وتطبيع العلاقات بشكل رسمي بين إسرائيل وجميع دول المنطقة. وقال إن تحقيق هذا الهدف يستلزم بدء مفاوضات بين مختلف الأطراف للمساعدة على تحقيق اتصالات ذات مغزى، وللتوصل إلى مفاوضات جادة وناجحة يجب على دول المنطقة أن تقوم بخطوات مهمة وإيجابية، مشيرا إلى أنه أجرى مباحثات مكثفة مع المسؤولين الإسرائيليين، معربا عن اعتقاده بأنها ستساعد على بدء هذه الاتصالات. وأضاف أنه سوف يستكمل هذه المباحثات غدا (اليوم) مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ومن جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، أن العرب لن يقوموا بأي خطوات تطبيعية تقدم «قربانا» لإسرائيل، وأنه لا مجال لمناقشة أي خطوات في ظل استمرار إسرائيل في الاستيطان.

وجدد موسى عقب لقائه مع ميتشل «التمسك العربي بالمبادرة العربية للسلام وبالبيان الصادر عن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الشهر الماضي، الذي حدد بالضبط ما يمكن أن يقوم به العرب، حال حدوث تحرك إسرائيلي أو في حالة عدم تحرك إسرائيل واستمرارها في رفض التحرك».

وأضاف موسى «لا يمكن اتخاذ أي خطوات في ظل استمرار بناء المستوطنات، والحديث عن إزالة قرى ومنازل فلسطينية، لذلك يجب وقف الاستيطان وقفا كاملا».

وقال «إن الأمر يتوقف بالأساس على التغيير الذي تقوم به إسرائيل في الأراضي المحتلة، واستعدادها لاتخاذ الإجراءات التي يتطلبها الموقف والقانون الدولي، فيما يتعلق بالأراضي المحتلة وحماية حقوق أهلها.

وأعرب موسى عن ارتياحه للسياسة والخطوات والجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، حيث تبذل جهودا في ظل الظروف الحالية، من أجل تحقيق تقدم، غير أنه استطرد قائلا «إننا غاضبون من المواقف والسياسات الإسرائيلية المتعنتة».

وأضاف معلقا «أنا استمعت جيدا للعرض الذي قدمه السيناتور ميتشل، والجهود التي يبذلها، لكن إسرائيل تقوم بالعكس من خلال استمرارها في سياسة الاستيطان، ولهذا سوف يذهب مرة ثانية لإسرائيل للتحدث معهم حول عدد من الموضوعات منها الاستيطان».

وحول رغبة الإدارة الأميركية في إحياء المسارين السوري واللبناني.. قال «إن الحركة الحالية تهدف للتوصل إلى حل للنزاع العربي الإسرائيلي بأكمله شاملا القضية الفلسطينية، والجولان السوري، والأرض التي ما زالت محتلة من لبنان، مثل مزارع شبعا، وبعض التفصيلات الأخرى المتعلقة بالأرض اللبنانية».

وحول عقد مؤتمر للسلام في واشنطن في خريف هذا العام، قال موسى «إن عقد مؤتمر، سواء كان مصغرا أو موسعا، يتوقف على ما يتم من تقدم من الجانب الإسرائيلي وبصفة خاصة في موضوع الاستيطان».