بري لـ«الشرق الأوسط»: تجاوزنا اتفاق الدوحة نحو الشراكة الحقيقية

أكد أن الحكومة الجديدة ستولد قريبا.. وبعض الفضل للتفاهم السعودي ـ السوري

TT

أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الحكومة اللبنانية قد أُنجزت بالمعنى السياسي، متوقعا ولادتها خلال ساعات أو أيام، مشددا على أن لا ثلث معطلا فيها ولا وزير ملكا. ورأى الرئيس بري في حديث شامل مع «الشرق الأوسط» هو الأول بعد انتخابه رئيسا لدورة جديدة في رئاسة البرلمان أن لبنان «تجاوز ما حصل في الدوحة من اتفاق على وجود «ثلث ضامن» للمعارضة ودخلنا في حكومة شراكة وطنية قائمة على الثقة بين أطرافها وعلى الثقة بأن رئيس الجمهورية ليس طرفا». معتبرا أن «هناك قناعة لدى الطرفين بالمشاركة الحقيقية وبأن الرئيس يكون الحكم».

ورد بري بعض الفضل في التطورات الإيجابية إلى التفاهم السعودي ـ السوري، مستعيدا نظرية «س.س» التي ابتكرها للإشارة إلى أهمية تفاهم الدولتين وتأثيره الإيجابي على لبنان. لكنه نفى أي ارتباط بين ولادة الحكومة اللبنانية وزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى دمشق، كما نفى علمه بوجود «استقبال لبناني» للملك عبد الله في دمشق، ناقلا عن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن «لا مشكلة لديه في زيارة سورية قبل التأليف أو بعده وأن الزيارة ستتم عندما يحين موعدها». وأشار إلى أن المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية تحتاج إلى بناء يقوم على أساس مصري ـ سوري ينهي «التعقيدات» القائمة.

وشدد بري على أنه يلعب دور المسهل لقيام الحكومة، وأنه لم يطلب حقائب أو حصة معينة داخل الحكومة، ولم يعارض أن يبقى «القديم على قدمه» رغم أنه نفى أن يكون قد طرح هذا الأمر على أحد. وإذ استبعد بري قيام إسرائيل بعدوان على لبنان قبل نهاية العام، أكد رفضه إحياء لجنة الهدنة بين لبنان وإسرائيل قبل أن تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتوقف سرقة المياه اللبنانية، كما أكد أن لبنان لن يوقع أي سلام مع الدولة العبرية إلا إذا كان شاملا وعادلا ويضمن كامل حقوق الفلسطينيين» وفي ما يأتي نص الحوار:

* كنت من المتفائلين بولادة الحكومة قبل نهاية الشهر، فأين أصبحت هذه الولادة؟

ـ الحكومة أُنجزت بالمعنى السياسي، وأنا أعتقد أنه يمكن أن تحل الأمور في ساعات أو في أيام، لكن من غير المنصف أن يتحدث البعض بالأسابيع كموعد لولادة الحكومة.

* ما الذي ينقص؟

ـ طائرة الحكومة وصلت، وفيها حقائب ومسافرون، وبقي أن يأخذ كل مسافر ـ أي رئيس كتلة ـ حقائبه.

* هل تتوقع تعقيدات في موضوع الحقائب؟

ـ قد يحصل بعض «شد الحبال» والتعقيدات، لكني أعتقد أنها كلها قابلة للحل. قد يؤخر هذا الحل، لكنه لا يمكن أن يعطل الحكومة، فالطائرة ـ كما قلت ـ وصلت إلى المحطة.

* وهل نتوقع «شد حبال» مماثلا في موضوع البيان الوزاري؟

ـ أبدا.

* ما هو الاختراق الذي تحقق؟

ـ هو مبدأ التوصل إلى حكومة وحدة وطنية حقيقية على أساس شراكة وطنية. إذا كان الوضع في الدوحة قد أفضى إلى اتفاق على الحصص، حتى إننا اختلفنا على تسمية «الثلث المعطل» أو «الثلث الضامن»، فالموضوع لم يعد كذلك، أي إنه لم يعد قائما على مبدأ هذا لك وهذا لي. هناك قناعة لدى الطرفين بالمشاركة الحقيقية وبأن الرئيس يكون الحكم.

* ما الذي تغير خلال الأيام الماضية حتى تيسرت ولادة الحكومة بعد مراوحة استمرت أكثر من شهر؟

ـ سؤال يوجه لغيري. أنا وحدي كنت متفائلا بقيام الحكومة نهاية الشهر، وقلت هذا منذ ثلاثة أسابيع، حتى إن مقالات كتبت بحقي، وكأني ارتكبت «جرم» التفاؤل. لكن الآن هناك من تخطاني في التفاؤل، حتى صرت متأخرا.

* على ماذا بنيت تفاؤلك هذا؟

ـ إذا أردت السباحة لمائة متر، فعليك بالتمارين. لم أكن متفائلا من فراغ، فقد كنت أعمل من أجل هذه النتيجة، وكنت على تواصل دائم مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومع الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري ومع الإخوان في المعارضة.

* هل من فضل لـ«س.س» في هذا التقدم؟

ـ نعم، ودورها أكثر من مهم. البناء اللبناني الذي أشيد، له أساس، هو التوافق السوري ـ السعودي. وكل من يحاول أن يقول غير ذلك مخطئ. هذا واقع، وهو لا يمس بسيادة لبنان قيد شعرة، لأن هناك بلدانا كثيرة تشاركنا هذا الواقع، ولا يوجد بلد في الدنيا يخلو من تأثيرات الخارج، وخصوصا الجوار. ومن يعتقد العكس، فليعطني مثلا لأناقشه فيه. وأكبر دليل على ذلك أن هناك بعض العقد المستعصية في بلدان قريبة تحتاج أيضا إلى تفاهم إقليمي.

* ماذا تقصد؟

ـ المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية التي تحتاج إلى بناء يقوم على أساس مصري ـ سوري. يجب أن يقال هذا الكلام علنا، وهو ليس معيبا. المعيب أن يبقى الخلاف قائما، وأن تدمر القضية الفلسطينية وأن نبقى في ما نحن فيه، والمعيب هو أن يخرق لبنان، فيما أن أكبر وأقوى ورقة في يد العرب هي القضية اللبنانية. حرام أن يحصل ما يحصل في العراق وفي اليمن، وهذا كله نتيجة تأثيرات. لماذا نختفي وراء أصابعنا ونخفي رؤوسنا في الرمال.

* جرى كلام عن وجود ارتباط بين زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى دمشق وقيام الحكومة، فهل في هذا الكلام بعض من الصحة؟

ـ هذا كلام صدر، وسمعناه جميعا. لكن ما حصل لم يكن كذلك. لبنان هو رأس مهم في العلاقة بين البلدين، لكن هناك أمورا أخرى لا تقل أهمية عن الملف اللبناني. التقارب السعودي ـ السوري له انعكاسات مهمة جدا في ما يتعلق بوحدة العراق، وبما يحصل في العراق. وله تأثيرات على الوضع العربي ككل، وعلى التضامن العربي، وله تأثير أيضا على كيفية التعامل مع الحوار، ومع التقارب التركي ـ الإيراني. وهذا في نهاية المطاف كله في مصلحة العرب. أما أن يقال إن هذا التقارب هو فقط من أجل لبنان فهذا غير دقيق. لبنان نقطة مضيئة جدا، وأتمنى أن تكون البداية، وإن شاء الله تستمر.

* لا ارتباط إذن؟

ـ السؤال يجب أن يكون: لماذا لا توجد زيارات. أما إذا كان المقصود زيارة الرئيس الحريري، فأنا أستطيع أن أجزم منذ الآن بما سمعته من الرئيس الحريري من أنه مستعد لهذا الأمر ولا مشكل لديه فيه، لا الآن ولا غدا. وعندما يأتي توقيتها سيذهب بشكل طبيعي. وهذا الإقدام ليس بعيدا عن جو الخير القائم بين المملكة وسورية... بالنتيجة كل الدروب تؤدي إلى الطاحون.

* هل سيكون هناك مسؤولون لبنانيون في استقبال الملك عبد الله في دمشق؟

ـ لا أعرف.

* حُكي عن شخصيات ستشارك بالاستقبال بينها الرئيس سليمان وأنت والرئيس الحريري؟

ـ قرأته في الصحف... على كل حال نقرأ الكثير هذه الأيام، كمثل الكلام عن أسماء وزراء وحقائب، علما أننا لم نتطرق إلى هذه المواضيع قط.

* هل تم حسم مسألة الحقائب بين المعارضة والموالاة؟

ـ معلوماتي تقول إن الأمر لا يجري على هذا الأساس. لم يتم التطرق بعد إلى موضوع الحقائب والتسميات. مثلا هناك كلام روج له على أني قلته وأنا لم أفعل، وهذا لا يعني أني ضده، كالقول بإبقاء القديم على قدمه (احتفاظ الطرفين بالوزارات التي كانت لديهما في الحكومة السابقة). قد لا أكون ضده، لكني لم أقله، لأن الأمر يعود إلى الرئيس المكلف، وإلى الكتل التي قد يغير البعض منها رأيه في وزارات معينة. ليس دوري القول ببقاء الأمور على ما عليه. وأنا أعرف حدود عملي في المؤسسات والسياسة. طالما هناك مشاركة حقيقية، قد يبقى بعض الوزراء، أو قد يتغيرون بالحقائب والأسماء، لا يوجد «تطويب».

* كفريق سياسي ما هو مطلبكم في توزيع الحقائب؟

ـ لم أدخل في هذا الأمر مع الرئيس المكلف، ولا اعتقد أنه سيخلق مشكلة. فقد آليت على نفسي منذ البداية تسهيل أمور الرئيس المكلف انطلاقا من مبدأ قيام حكومة شراكة، وهذا كان شرطي الأوحد قبل التصويت للرئيس المكلف مع كامل أعضاء كتلتي. وهذا لا يعني أني قلت له «اذهب قاتل أنت وقومك إنا هنا قاعدون...» أنا جاهز للمساعدة والتسهيل في هذا المجال. والرئيس الحريري يعرف أني ساعدت ولا أزال.

* ماذا عن عقدة توزير الخاسرين في الانتخابات؟

ـ هذا ليس من شأني، أنا آزرت بما أستطيع، وهذا شيء بين الرئيس المكلف والكتل.

* ماذا عن موقفك الشخصي منه؟

ـ أنا مع كل ما يسهل قيام الحكومة.

* ماذا عما يقال من انزعاج العماد ميشال عون من طريقة التعاطي معه، وما قاله النائب نبيل نقولا من أن بعض الأطراف تصرف معنا بطريقة غير ملائمة، فهل أنت المقصود؟

ـ كلا أبدا. إذا صح ما نقل عن النائب الصديق نبيل نقولا، فهذا يعني أنه غير مطلع. بالأمس كان هناك اجتماع ليلي بين قياديين من أمل و«حزب الله» والتيار الوطني الحر للبحث في الموضوع الحكومي. دون أن ننسى أنني لم أكن أتكلم باسم المعارضة في المفاوضات، أنا كنت أتحدث باسم الجميع وأعمل من أجل ذوبان «14 آذار» و«8 آذار»، وقد عقد التيار الوطني الحر اجتماعات مع الرئيس المكلف أكثر مما عقدت كتلتي.

* هل صحيح ما يقال من أن تخلي المعارضة عن الثلث المعطل هو ما حرك عملية التأليف؟

ـ هذا غير صحيح. كتلتا التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة (حزب الله)، لم تذكرا يوما «الثلث المعطل»، كما أن كتلة العماد عون لم تتحدث بها، بل بالنسبية. لم يكن هذا ما يسعى إليه. أنا شخصيا لم أكن أعمل من أجل نسب، فالرقم كان يمكن أن يكون 14 وزيرا للمعارضة أو 11 أو 10. الطاولة تقاس بالمتر، ولا يمكن أن تقاس باللتر. عندما نتحدث بالمعارضة والموالاة يمكن أن ندخل بهذه الأرقام، لكننا نتحدث بحكومة مشاركة وطنية، فهناك مقاييس أخرى. كل الناس تقيس علينا بعد الدوحة، لكننا بعد الدوحة كنا صريحين. الإخوان في قطر قاموا بجهدهم مشكورين ونشكر كل إنسان ساهم في هذا الموضوع. لكن ظروف اتفاق الدوحة كانت بهذا الشكل، واستطعنا أن نتوصل إلى حكومة فيها الثلث. أما الآن فالأمر مختلف. الكلام هو عن مشاركة بحكومة وحدة وطنية تقوم على الثقة. الثقة ببعضنا، وبأن رئيس الجمهورية ليس فريقا، هناك تعابير مختلفة وحسابات مختلفة الآن. لقد خلطت الأوراق قبل التكليف وهذا سينعكس. فالأمور لم تعد على حد السيف. وهذا ما نأمل منه الخير الحقيقي للبنان. فقبل عام 2005 كنت ألتقي في مجلس الوزراء مع من أنا على خلاف حقيقي معهم على مشاريع داخل مجلس الوزراء وأختلف مع حلفائي، لأن لكل منا مصلحته. أما في التصاريح السياسية، فهل أن خطاب النائب وليد جنبلاط على ما كان عليه؟ وهل بقي كلام الرئيس المكلف على ما هو عليه عندما وقف ليقول إنه لا يريد أن تلوي يد اليد الأخرى؟ إن من لا يرى أن لبنان قادم على تغير يكون لا يضع نظاراته.

* إذن الكلام عن الوزير الملك ليس في محله...

ـ كل الناس أصبحوا ملوكا.

* يقال إن المعارضة نالت الثلث الضامن «ضميرا مستترا» تقديره من حصة رئيس الجمهورية؟

ـ هذا إصرار في الصحافة اللبنانية على تصوير الأمور على هذا النحو. لماذا لا نتحدث عن المشاركة؟

* ربما لأن الشرخ لا يزال قائما على الأرض بين الفريقين، وقد قال الطرفان كلٌ بخصمه ما لم يقله مالك في الخمر خلال الحملة الانتخابية؟

ـ صحيح، لكن من يعبر عن المواقف الآن هم رؤساء الكتل، وليس نائبا متمردا من هنا، ونائبا مترددا من هناك. هناك ما هو أبعد مدى، وأنا أشجع هذا الشيء ولدينا الكثير للقيام به. ألا تلاحظون التقارب القائم داخل الصف المسيحي والصف الإسلامي، كما حصل بين الشيعة والدروز وما حصل بين الكتائب والنائب سليمان فرنجية من مصالحات؟ وكذلك ما حصل في بيروت من اجتماعات برعاية الجيش، لأن هناك إصرارا مني ومن الرئيس الحريري والإخوة في «حزب الله» على أن تكون الدولة هي المرجعية. هذا الاجتماع هو بداية انطلاقة لعمل على الأرض بين المسلمين السنة والشيعة لإعادة التضامن. والذين لا يفهمون من السياسة الألف باء اعتقدوا أن كلام النائب جنبلاط عن ضرورة قيام تقارب إسلامي ـ إسلامي موجه ضد المسيحيين.

* الطائرة وصلت.. والحكومة ستؤلف خلال أيام، فما هي عناوين المرحلة المقبلة؟

ـ برنامج ضخم. لا تسألني ما يجب فعله، فكل شيء يجب أن يعمل. وضع الكهرباء مُزرٍ والناس التي بنت بيوتها بعد العدوان الإسرائيلي لم تستكملها وهناك مواضيع المياه، وقوانين نحن بأمس الحاجة إلى إقرارها تتعلق بمؤتمر باريس 3، وهناك ثروات هائلة يجب علينا الاستفادة منها للاستفادة من الوضع المالي العالمي واستقطاب رؤوس الأموال، ومواضيع الثروة المالية الضخمة الموجودة لدينا والاكتشافات العديدة والواعدة لموضوع الغاز في جنوب لبنان وشماله. وهناك قرش يجلس عند الحدود (إسرائيل) يريدنا أن نفشل. وهذه أعمال لا يمكن أن تقوم بها إلا حكومة وحدة وطنية. وأي حكومة أخرى كانت لتكون حكومة تصريف أعمال. أما قانون الانتخاب فلا بد أن ينجز وقانون الانتخاب الحالي سيئ الذكر يجب أن يتغير ولا ننتظر حتى السنة الأخيرة من عمر المجلس، خصوصا أن هناك موضوع المغتربين ومشاركتهم في الانتخابات، وبدلا من دفع مئات الملايين من الدولارات لإحضار المغتربين إلى هنا للتصويت، فلنوفر ذلك ونمكنهم من التصويت في مكان إقامتهم. وكذلك هناك قانون البلديات، فالانتخابات بعد نحو 9 أشهر، وقانون البلديات يحتاج إلى إعادة نظر شاملة لئلا تكون هذه الانتخابات سببا لإشكالات بدون جدوى، ولا يمكن أن نصدق بإمكانية وجود إنماء حقيقي بدون بلديات ولا مركزية إدارية كما يقول زميلنا النائب (السابق) أوغست باخوس. وهذا غيض من فيض أمام حكومة يترأسها من يرأس حركة اسمها «المستقبل» وأنا أرأس حركة اسمها «الأمل».. هناك أمل بهذا المستقبل.

* هل نستطيع أن نبشر اللبنانيين بنهاية عهد الانقسامات؟

ـ لا يجب أن نكتفي بالدعاء، بل يجب أن نضيف إليه شيئا من القطران كما يقول الإمام علي، علينا الكثير من العمل.

* أين لبنان من التهديدات الإسرائيلية؟

ـ لا يمكن أن نضمن من الإسرائيلي أي شيء، خاصة أنه عدو دائم واعتداءاته على لبنان دائمة، فهو لا يزال يحتل الأرض وطلعاته الجوية تخترق حرمة سمائنا وهناك حصار بحري قائم وعمليات التجسس والتخريب والاغتيالات التي له فيها ضلع. أنا أزعم أن لبنان الموحد بجيشه وشعبه ومقاومته يجعل إسرائيل تعد للألف والمليون قبل أن تفكر بالاعتداء على لبنان. لا أتوقع اعتداء قريبا على لبنان هذا العام، لكن بعد ذلك يحتاج الوضع إلى إعادة تقييم. وهذا يمتد إلى عملية السلام التي لا بد من الضغط فيها وملاقاتها بسرعة خلال عام لأن اللوبي الصهيوني قد ينجح بالضغط ويعي الانكفاء إلى هذا الموضوع، فهل يتنبه الإخوة العرب إلى هذا بسلوك مسلك التضامن لتقوية وتمتين الموقف العربي، أو تحصل لنا عدة «غزّيات».

* إسرائيل تتحدث عن نيتها إعادة إحياء لجنة الهدنة مع لبنان تمهيدا لسلام معه...

ـ قبل أن أدخل في خدعة الهدنة معهم، أود أن أسأل: لماذا يستمرون في احتلال أرضنا؟ اتفاقية الهدنة قامت في عام 1949 فهل كانوا حينها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهل كانوا يستولون على مياه نهر الوزاني؟ لبنان لن يقيم أي سلام مع إسرائيل إلا إذا كان هذا السلام شاملا وعادلا وحقوق الشعب الفلسطيني فيه قائمة. ولبنان لا مصلحة لديه داخلية أو خارجية بتوقيع السلام إلا آخر الناس.