عسكري أميركي في بغداد ينصح القيادة الأميركية: حان الوقت للرحيل

البنتاغون: الرسالة تعكس رأيا شخصيا لفرد واحد

TT

بعد أيام من استقبال المسؤولين الأميركيين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في واشنطن وتأكيد دعمهم للعراق والبقاء فيه إلى حين استعداد القوات العراقية لتحمل كافة المسؤوليات الأمنية للبلاد، تسربت رسالة من كولونيل أميركي يعمل في بغداد يؤكد ضرورة الانسحاب من العراق بشكل مبكر وتظهر المشاكل التي تعانيها القوات العراقية.

وقال الكولونيل تيموثي ريس، وهو مستشار للقيادة العسكرية العراقية في بغداد، في رسالة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، إنه «حان القوات للولايات المتحدة أن تعلن النصر وأن تعود إلى وطنها». وأضاف: «مثلما يقول المثل، الضيوف مثل السمك تفوح رائحتهم بعد 3 أيام.. وبعد 6 سنوات في العراق، رائحتنا سيئة للأنف العراقي». ويشير ريس في الرسالة إلى أن القوات العراقية تعاني من الفساد وسوء الإدارة وعدم القدرة على العمل من دون تأثير الأحزاب السياسية. وقال ريس إن «فساد وزارات الحكومة العراقية يعتبر أسطورة». ويتحدث ريس في الرسالة عن المشاكل في تنفيذ الاتفاقية الأمنية والعمل المشترك بين القوات العراقية والأميركية، قائلا: «جهودنا الكبيرة للمشاركة بين القوات الأميركية القتالية والقوات الأمنية العراقية لا تجلب الفوائد المتماشية مع هذه الجهود وبدأت تولد معارضة لها». وأضاف: «علينا أن نعلن نيتنا لسحب جميع القوات العسكرية الأميركية من العراق بحلول أغسطس (آب) 2010». وقالت الناطقة باسم قائد القوات الأميركية الجنرال راي اوديرنو إن «الرسالة تعكس رأيا خاصا لشخص واحد عندما بدأنا في تطبيق الاتفاقية الأمنية بعد 30 يونيو (حزيران)، ولا تعكس الرأي الرسمي للقوات الأميركية في العراق». وقال ناطق باسم القوات الأميركية لـ«الشرق الأوسط» في رد عبر البريد الالكتروني: «الرسالة تعكس رأيا خاصا لشخص واحد، عرض لجمهور محدود ولم يكن موجها لتوزيع عام أو موسع». وحرص الناطق على القول إن المذكرة «لا تعكس الرأي الرسمي للقوات الأميركية في العراق». وكرر الناطق الموقف الأميركي بأن أي مصاعب في الأيام الأولى لخروج القوات الأميركية من المدن العراقية في 30 يونيو (حزيران) الماضي كانت بحاجة إلى بعض التحسينات، وهذا ما قاله قادة أميركيون وعراقيون سابقا عند تسليط الضوء على المشاكل بين الطرفين في التنسيق فور خروج القوات الأميركية من المدن العراقية. وقال الناطق: «مثلما يحصل مع أي انتقال عملي، نقل مسؤولية الأمن في المدن من القوات الأميركية إلى العراقية في 30 يونيو (حزيران) استمرت في التحسن خلال الأيام الأولى من يوليو (تموز) الجاري». ويبدو أن المذكرة كتبت في الأسبوع الأول من يوليو بعد زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بغداد.

وتشمل الرسالة، وطولها 9 صفحات، آراء صريحة من الكولونيل ريس حول الأوضاع في العراق. واعتبر ريس أن «عدم التقدم العام في الخدمات الأساسية والحكم الجيد واسعة إلى درجة أنه يجب أن تكون الأمور واضحة بأننا غير قادرين بعد على دفع العراقيين قدما». وعدد 9 نقاط تفصيلية قال إنها الأساس لتقييمه في العراق، وهي: «عدم القابلية والفساد في وزارات الحكومة العراقية التي تعتبر أسطورة، الاندفاع لمكافحة الفساد لا أكثر من آلة للحملة الانتخابية لـ(رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي، حكومة العراق تفشل في اتخاذ خطوات منطقية لتحسين البنية التحتية الكهربائية وتحسين استكشاف النفط والإنتاج والتصدير، لا يوجد تقدم في حل الوضع في كركوك، المصالحة السنية في أفضل حال متوقفة وعلى الأكثر تتراجع، انتقال «أبناء العراق» أو الصحوة إلى القوات العراقية الأمنية أو الخدمة المدنية في حكومة العراق لا تحصل ومواعيد دفع الرواتب تتراجع، الوضع الكردي ما زال يتقيح، العنف السياسي مستشر في المجتمع المدني، بالإضافة إلى المؤسسات العسكرية والقانونية، ونائب الرئيس (الأميركي جو بايدن) حصل على استقبال بارد الأسبوع الماضي وبلغ علنا أن شؤون العراق الداخلية لا تخص الولايات المتحدة». وانتقد الكولونيل ريس بشدة فكرة أن تستطيع القوات الأميركية أن تدرب القوات العراقية، قائلا إن «الوقت مضى» لتغيير الثقافة السائدة بين القوات العراقية. ولفت إلى خصال عدة مستشرية في القيادة العسكرية العراقية، على رأسها الفساد والفشل في كسب رأي الشعب لدعم القوات، بالإضافة إلى «فشلهم بالالتزام باتفاقاتهم مع الولايات المتحدة». لكن الناطق العسكري الأميركي قال «منذ تلك الأيام المبكرة في يوليو، التواصل والتنسيق بين السلطات الأميركية والعراقية تستمر في التحسن بينما نتقدم مع شركائنا»، مضيفا: «ما زلنا نتمتع بعلاقة جيدة مع شركائنا العراقيين التي بنيناها على مدار سنوات من العمل الصعب والتضحية المتبادلة والتعاون». ولكن على الرغم من الانتقادات الموجهة للقوات العراقية، يعود الكولونيل ريس ويقول إن «القوات العراقية لديها قدرة كافية لمعالجة المستوى الحالي من المخاطر من الجماعات السنية والشيعية العنيفة». ومن اللافت انه انتقد عمل القوات العراقية لكنه اعتبر أن وجود القوات الأميركية «تضيف فقط هامشيا لقدرات العراقيين بينما تعرضنا للهجمات التي لا نستطيع الرد عليها بشكل كفء».