ميليشيات صومالية تطلب فدية مقابل موظفي الإغاثة المخطوفين من كينيا

القراصنة يطلقون قاطرة ماليزية.. واستمرار وصول تعزيزات القوات الإفريقية

TT

أعلنت ميليشيات صومالية عن مسؤوليتها عن حادث اختطاف عمال الإغاثة الأجانب الثلاثة الذين تم اختطافهم في بلدة مانطيرا الكينية 18 يوليو (تموز) المنصرم، وأعلنت هذه الميليشيات أيضا أنها تطالب بفدية مالية مقابل الإفراج عن الرهائن الأجانب دون أن تكشف عن حجم هذه الفدية، وقال متحدث باسم هذه الميليشيات التي تحتجز الرهائن الثلاثة إنهم لم يحسموا بعد قدر الفدية التي يطالبون بها، وذكر أن ما وصفه بعمليات تشاورية تجري بين الخاطفين لتقدير حجم الفدية مقابل الإفراج عن المخطوفين.

وذكر الناطق باسم الميليشيات الخاطفة أنهم يحتجزون الرهائن في منطقة داخل الأراضي الصومالية. وكان مسلحون مجهولون قد قاموا باختطاف الموظفين الثلاثة الأجانب الذين كانوا يعملون لصالح منظمة فرنسية تدعى «Action Against Hunger» تعمل في مجال التغذية ومكافحة الجوع، والموظفون الثلاثة هم أميركي وباكستاني وزيمبابوي. وكانت المناطق الحدودية بين الصومال وكينيا قد شهدت سلسلة من عمليات اختطاف عمال الإغاثة الأجانب. ونفت حركة الشباب المجاهدين التي تسيطر على المناطق الحدودية مع كينيا ضلوعها في حادث الاختطاف الأخير.

في هذه الأثناء كثفت قوات أمن الحدود الكينية تحركاتها في المناطق الحدودية بين البلدين منذ حادث اختطاف الموظفين الأجانب الثلاثة ومنعت القوات الكينية اللاجئين الصوماليين الفارين من الحرب من دخول المناطق الشمالية في كينيا حيث مخيمات اللاجئين التي تؤوي نحو ربع مليون لاجئ صومالي. وتخشى كينيا من تسلل المسلحين إللا أراضيها لتنفيذ عمليات ضد الأهداف الغربية في كينيا. وقد وقفت قوات أمن الحدود الكينية قبل أيام 4 شبان يحملون الجنسية الهولندية ثلاثة من أصول مغربية وآخر صومالي دخلوا كينيا بصفتهم سياحا، لكن السلطات الكينية قالت إنهم كانوا يحاولون التسلل إلى داخل الحدود الصومالية والانضمام إلى المقاتلين الإسلاميين هناك». وفي تطور آخر أفرج قراصنة صوماليون عن قاطرة بحرية مملوكة لماليزيا كانوا قد احتجزوها في خليج عدن قبل 7 أشهر، وكان على متنها طاقم مؤلف من 11 بحار كلهم من إندونيسيا، وقد تلقى القراصنة فدية مالية لم يُكشف عنها كما أفاد أندرو موانجورا رئيس منظمة مساعدة البحارة في شرق إفريقيا. وهناك مخاوف متزايدة من تصاعد هجمات القرصنة في سواحل الصومال وخليج عدن بسبب هدوء الرياح الموسمية خلال الأشهر الماضية.

من جهة أخرى أعلن الجنرال لازار ندووايو المتحدث باسم القوات المسلحة البوروندية أن حكومته أكملت نشر كتيبة ثالثة من قواتها في العاصمة الصومالية مقديشو، وذكر الجنرال لازار أن قوام هذه الكتيبة الجديدة 850 جنديا، وتم نشرهم في مقديشو في إطار تعزيز قوات الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال تنفيذا لتعهداتها بالإسهام بمزيد من القوات في مهمة حفظ السلام الإفريقية في الصومال. وأوضح المسؤول العسكري البوروندي المتحدث أن إرسال هذه الكتيبة الجديدة من بوجومبورا إلى مقديشو بدأ مساء الثلاثاء الماضي واستمر حتى السبت الماضي، وتمت كلها خلال الليل.

وقال: «من الطبيعي أن نتحرك بسرية، ونلجأ إلى التحليق الليلي دون أن نبلغ الصحافة لأسباب أمنية. وبنشر هذه الكتيبة الجديدة من بوروندي يرتفع عدد عناصر قوات الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال إلى أكثر من 5 آلاف جندي من بوروندي وأوغندا.

وأوضح المتحدث باسم القوات البوروندية الجنرال لازار أيضا أن بوروندي قررت الإيفاء بالتزامها وتعهداتها بشأن إرسال مزيد من الجنود في إطار مهمة حفظ السلام في الصومال التي ينفذها الاتحاد الإفريقي، وقال: «علينا الالتزام بوعودنا حتى إذا لم نعرف متى سترسل الدول الأخرى التي تعهدت بالمشاركة في هذه العملية الفرق والقوات الموعودة، لكننا نأمل في أن يحصل ذلك قريبا». وكانت الطائرات التي تقل الجنود الأفارقة تهبط بمطار مقديشو بشكل شبه يومي خلال الأسبوع المنصرم، ويأتي نشر المزيد من قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الصومالي الشيخ شريف أن العدد المتبقي من القوات الإفريقية سيكتمل قريبا، كما أن مصادر حكومية أخرى أفادت بوجود خطة لنشر نحو ألفي جندي جديد من أوغندا وبوروندي خلال هذه الأيام. ومن المقرر أن تتمركز القوات الإفريقية في مناطق جيدة في العاصمة، وكانت مهمة هذه القوات الإفريقية تقتصر على حراسة المقار الحكومية مثل القصر الرئاسي، وكذلك بعض المناطق الاستراتيجية في العاصمة من المطار والميناء وبعض التقاطعات المهمة بجنوب العاصمة، لكن يجري الحديث عن إعطاء مزيد من الصلاحيات لهذه القوات ليكون بمقدورها مهاجمة معاقل الفصائل المعارضة للحكومة الصومالية التي لا تبعد كثيرا عن مقرات القوات الإفريقية في العاصمة. وكانت القوات الإفريقية قد شاركت للمرة الأولى في القتال الذي دار في العاصمة بين قوات الحكومة الصومالية ومقاتلي الفصائل المعارضة الشهر الماضي، وذلك بعد استيلاء المقاتلين الإسلاميين على مناطق قريبة من القصر الرئاسي، لكن المتحدث باسم قوات الاتحاد الإفريقي الميجور بريجي بهوكو قال إن ما قامت به القوات الإفريقية كان استعراضا للقوة، وإن هناك خطا أحمر وبمجرد عبور المقاتلين الإسلاميين هذا الخط سوف يشاركون المعركة بشكل فعلي. وقد قتل 17 جنديا بورونديا ضمن قوات الاتحاد الإفريقي العاملة في مقديشو منذ انتشارها في الصومال.