مسؤول إسرائيلي: الخيار العسكري ضد إيران حقيقي.. لكن الوقت ليس في صالحنا

طهران تنهي محاكمة الأكاديمية الفرنسية.. وتمنعها من مغادرة البلاد

المفاعل النووي الإيراني في بوشهر (رويترز)
TT

أعلن مدعي عام طهران، سعيد مرتضوي، انتهاء محاكمة الأكاديمية الفرنسية كلوتيلد ريس، غير أن إيران قالت إن ريس لا تزال في السجن وغير مسموح لها بمغادرة إيران قبل انتهاء نظر القضية وذلك وفق ما نقلت وكالة «فارس» للأنباء. ويأتي ذلك فيما قال مسؤول دفاعي إسرائيلي بارز لصحيفة «معاريف» إن الخيار العسكري ضد إيران حقيقي وتحت تصرف قادة إسرائيل، غير أن الوقت ليس في صالح إسرائيل للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وحتى الآن لم ترد طهران بعد على عرض الحوار الأميركي معها، وقالت واشنطن إنها ستمنح طهران حتى سبتمبر (أيلول) المقبل للرد على عرض الحوار، وإلا عملت مع حلفائها الغربيين على تعزيز العقوبات على طهران. وحول محاكمة الأكاديمية الفرنسية، قال مرتضوي إن «ريس قيد الاعتقال، لكن المحاكمة للنظر في الاتهامات الموجهة إليها انتهت». وأضاف أن «أي قرار بشأن إطلاق سراحها بكفالة.. أو بقائها في السجن يعود إلى القاضي». ومثلت كلوتيلد ريس مع الموظفة الفرنسية الإيرانية في سفارة فرنسا بطهران نازك افشر، السبت، أمام المحكمة الثورية إلى جانب آخرين متهمين بالمشاركة في التظاهرات التي أعقبت الانتخاب المطعون فيه للرئيس محمود أحمدي نجاد في 12 يونيو (حزيران).

وتابع مرتضوي، بحسب وكالة فارس «لم يتم إطلاق سراح كلوتيلد ريس بعد. وفي حال الموافقة على الكفالة وإطلاق سراحها، فلن يحق لهذه المواطنة الفرنسية إطلاقا مغادرة البلاد إلى حين صدور الحكم». وريس التي تدرس الفرنسية في أصفهان بوسط إيران متهمة بنقل معلومات حول التظاهرات وتحريض بعض الأشخاص على التظاهر.

واعتبرت باريس في وقت سابق أن منح الحرية المشروطة لكلوتيلد ريس مع إلزامها الإقامة في السفارة الفرنسية لن يشكل سوى «مرحلة أولى» قبل إسقاط الملاحقات القضائية بحقها. وقال رومان نادال، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إن «استقبال كلوتيلد ريس في السفارة سيشكل مرحلة أولى. ما زلنا نطالب بالتخلي عن كل الملاحقات القضائية بحق المواطنتين كلوتيلد ريس ونازك افشر» التي أفرج عنها بكفالة أول من أمس.

وأفرجت إيران أول من أمس عن نازك افشر وبدا أنها تخطو خطوة في اتجاه منح الحرية المشروطة لكلوتيلد ريس المعتقلة منذ الأول من يوليو (تموز). وقال سفير إيران في فرنسا، سيد مهدي مير أبو طالبي، أول من أمس، إن السلطات الإيرانية عرضت وضع الفتاة في الإقامة الجبرية في سفارة فرنسا حتى انتهاء محاكمتها.

وأوضح المتحدث أن «السلطات الفرنسية تطالب منذ أكثر من شهر بإطلاق سراح كلوتيلد ريس. ونقل سفير فرنسا في إيران هذه الطلبات إلى طهران وقد قام بمساع عدة في هذا الصدد». وتابع «إذا منحت كلوتيلد ريس حرية مشروطة، فإننا مستعدون بالطبع لاستقبالها في سفارة فرنسا بطهران. هذه هي الرسالة التي أبلغناها باستمرار إلى السلطات الإيرانية». وكان مسؤول في القضاء الإيراني قال في كلام نقلته وكالة «إيرنا» الرسمية أمس إنه تم إطلاق سراح نازك افشر «بكفالة» غير أن «التحقيق مستمر». وقال هذا المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، «أفرج عن الموظفة في السفارة الفرنسية أمس (الثلاثاء) بكفالة لكن التحقيق مستمر».

وندد غالبية النواب الإيرانيين، أمس بـ«تدخل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في الشؤون الداخلية الإيرانية» طالبين من الحكومة اتخاذ إجراءات عملية بحق هذه الدول.

وقال النواب في إعلان تلي في البرلمان إن «التصريحات المتسرعة وغير الحكيمة لوزيري الخارجية الفرنسي والأميركي دعما للمسؤولين عن أعمال الشغب التي تلت الانتخابات وتدخلات السفارة البريطانية، إنما هي أمثلة واضحة على التدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية».

وتابع النص الذي صادق عليه 215 نائبا من أصل 290 عضوا في البرلمان أن «النواب ينددون بشدة بهذا التدخل الفظ». وطالب الموقعون «الحكومة والرئيس بإعادة تحديد العلاقات مع هذه الدول بحيث تعلم أن رد إيران لا يقتصر على مجرد تصريحات».

وفي نيويورك، قالت الأمم المتحدة إن الأمين العام، بان كي مون، هنأ الرئيس الإيراني على انتخابه. وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة ماري أوكابي «رسالة أرسلت» أول من أمس. ورفض زعماء غربيون مستاءون من تصريحات أحمدي نجاد المعادية لإسرائيل ونفيه محارق النازي لليهود وموقفه المتشدد في القضية النووية تهنئة الرئيس الإيراني على تنصيبه الأسبوع الماضي ولكن فعل ذلك نظراؤهم في اليابان وتركيا. وبين الذين امتنعوا عن التهنئة الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة إن رسالة بان هي «رسالة معتادة في مناسبة التنصيب»، لكنها استدركت بقولها إن الرسالة لن تذاع علانية. ويهنئ الأمين العام عادة الزعماء بعد الانتخابات، وأذاعت الأمم المتحدة مضمون بعض من تلك الرسائل فيما مضى. وقالت أوكابي إن الرسالة ليست تعبيرا عن التأييد لأحمدي نجاد لكنها «تستغل مناسبة التنصيب للتعبير عن الأمل أن تستمر إيران والأمم المتحدة في التعاون عن كثب في علاج القضايا الإقليمية والعالمية». وكانت منظمة العفو الدولية و«هيومان رايتس ووتش» أو مراقبة حقوق الإنسان وغيرهما من جماعات حقوق الإنسان، حثت بان على إرسال مبعوث إلى إيران والسعي من أجل الإفراج عن الذين اعتقلوا بعد الانتخابات. ومن المتوقع أن يتوجه أحمدي نجاد إلى نيويورك الشهر القادم لحضور الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ثلاث جولات من العقوبات على إيران حتى الآن بسبب برنامجها النووي.

إلى ذلك نشرت صحيفة إسرائيلية كبرى موضوعا على صفحتها الأولى، أمس، نقلت فيه عن «مسؤول دفاعي بارز» طلب عدم نشر اسمه قوله إن إسرائيل تعتقد أن شن غارة عسكرية يمكن أن يعطل ما تقول إنه برنامج نووي تسلحي إيراني.

وتحت صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يجلس في قمرة قيادة قاذفة قنابل طويلة المدى من طراز إف ـ 151، نقلت صحيفة «معاريف» عن مسؤول قوله إن إسرائيل يمكن أن تشن هجوما من هذا النوع دون موافقة الولايات المتحدة لكن الوقت بدأ ينفد لتصبح الغارة فعالة.

ولم يعقب المسؤول أو الصحيفة على احتمال أن يصدر نتنياهو أمرا بالقيام بهذه العملية. ولا يزال التكهن بهذا عامل مجازفة كبيرا في تقييمات المستثمرين بمنطقة الشرق الأوسط وفي أسواق الطاقة عالميا. وترفض إسرائيل تأكيدات طهران بأنها لا تطور إلا منشآت نووية مدنية كما ترفض استبعاد استخدام القوة المسلحة لمنع عدوتها إيران من امتلاك أسلحة نووية تقول الدولة اليهودية إنها ستهدد وجودها.

ونقلت «معاريف» عن المسؤول قوله إن الغارات الجوية الإسرائيلية يمكن أن «ترجئ» برنامجا تسليحيا من هذا النوع بشكل ملحوظ. ويتفق هذا مع تقييمات سابقة لمحللين مستقلين.

وكانت إسرائيل قد أيدت جهود الرئيس الأميركي باراك أوباما لإقناع إيران بالحد من برنامجها النووي.

وقالت الصحيفة إن المسؤول أشار إلى أنه «ليس هناك معنى» لشن غارة على المدى القريب قبل أن تكون هذه المناقشات قد بدأت بكامل نطاقها وقبل أن يصاب الأميركيون «باليأس من فعالية المحادثات». وقال المسؤول «الإيرانيون يعدون تحصينات ووسائل تمويه للدفاع ضد غارة من الجو». وأضاف المسؤول «الخيار العسكري حقيقي وتحت تصرف زعماء إسرائيل لكن الوقت ليس في صالحهم».