الأمم المتحدة: جنوب السودان يواجه «عجزا غذائيا هائلا»

مسؤولة دولية: العنف في الجنوب خلّف ضحايا أكثر من دارفور

عدد من سكان مدينة أكوبو في ولاية جونغلي جنوب السودان يتجمعون بالقرب من طائرة للأمم المتحدة تنقل مواد غذائية (أ ف ب)
TT

أكدت مسؤولة رفيعة المستوى في الأمم المتحدة، أمس، أن جنوب السودان يواجه «عجزا غذائيا هائلا». وقالت رئيسة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في جنوب السودان ليز غراند إن الموسم الزراعي الصيفي في جنوب السودان كان قليل الإنتاجية بسبب تأخر الأمطار، مما قد يؤدي إلى استمرار العجز الغذائي إلى شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

ويأتي ضعف الحصاد هذا العام في ظل اشتباكات بين القبائل المتنازعة في جنوب السودان أدت إلى مقتل أكثر من ألفي شخص ونزوح آلاف آخرين خلال الأشهر الأخيرة. وأعربت الأمم المتحدة أخيرا عن قلقها من هذا العنف، مؤكدة أن عدد ضحاياه يتجاوز الآن عدد ضحايا النزاع في إقليم دارفور بغرب السودان.

وأعربت غراند في مؤتمر صحافي عقدته في الخرطوم عن قلقها من الوضع في جنوب السودان، مشيرة إلى أن «هجوما يقود إلى آخر، وهناك دائرة مفرغة من العنف القبلي». وأوضحت أن استعدادات تجري لمعارك جديدة قرب بيبور في منطقة قناة جونقلي بعد تلك التي وقعت الأسبوع الماضي وأوقعت 30 قتيلا على الأقل في منطقة واراب.

وبسبب انعدام الأمن وصعوبة الوصول إلى القرى النائية التي عزلتها الأمطار، باتت هناك صعوبات في نقل المساعدات الإنسانية إلى النازحين الذين فروا من قراهم هربا من المعارك القبلية، وإلى أولئك الذين يعتمدون على الحصاد للبقاء على قيد الحياة. وأكدت مسؤولة الأمم المتحدة أن «جنوب السودان يواجه عجزا غذائيا هائلا». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن المسؤولة الدولية دعت الدول المانحة إلى زيادة مساعداتها، والمنظمات غير الحكومية غير العاملة في هذه المنطقة إلى النظر في إمكان الوجود فيها.

وكانت الأمم المتحدة طلبت 412.5 مليون دولار من أجل تمويل العمليات الإنسانية خلال عام 2009 في جنوب السودان، وهي منطقة ما زالت تعاني من آثار الحرب الأهلية التي عصفت بها طوال 22 عاما (1983 ـ 2005). لكن الدول المانحة قدمت 60 مليون دولار فقط منذ مطلع العام لتمويل هذه المساعدات التي لا تندرج فيها العمليات العاجلة التي يقوم بها برنامج الغذاء العالمي في حالات الطوارئ.

وخفضت الأمم المتحدة والمنظمات غير الإنسانية العاملة في جنوب السودان تاليا موازنتها لهذا العام إلى 85 مليون دولار، وهو مبلغ يستهدف فقط تأمين الحد الأدنى من الحاجات الغذائية للسكان الأكثر تعرضا للخطر. وشددت غراند على أن «حكومة جنوب السودان (التي تتمتع بوضع أشبه بحكم ذاتي) ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ليست لديها الإمكانات اللازمة» لتغطية الحاجات الإنسانية في جنوب السودان. وقالت مسؤولة الأمم المتحدة: «يفترض أن تكون هناك عشر منظمات غير حكومة في كل من أقاليم جنوب السودان العشرة، ولكن ليست هناك إلا منظمتان اثنتان كمعدل وسطي».

وتعمل منظمات غير حكومية عديدة في إقليم دارفور، ولا يحظى جنوب السودان بالاهتمام نفسه. وأضافت «هناك اهتمام كبير بدارفور وهو مبرر، ولكن جنوب السودان يستحق أكثر بكثير مما يحصل عليه».