الأسد يعلن دعمه للعملية السياسية والأمن في العراق.. والمالكي يسلمه قائمة بأسماء مطلوبين

بغداد ودمشق تتفقان على تأسيس مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوى

شيوخ عشائر عراقيون في طريقهم للقاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في دمشق أمس (رويترز)
TT

وصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس إلى دمشق في زيارة استغرقت عدة ساعات، أجرى خلالها محادثات مع الرئيس بشار الأسد تتناول مسائل أمنية خصوصا.

وكان رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري في استقبال المالكي لدى وصوله إلى مطار دمشق، يرافقه في زيارته وزير الدولة للأمن القومي ووزيري النفط والموارد المائية.

وتناول لقاء المالكي بالأسد «التعاون الثنائي بين سورية والعراق في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وكل ما من شأنه تأمين مصالح البلدين والشعبين الشقيقين واستقرار المنطقة بشكل عام»، حسبما أوردته وكالة «سانا» السورية. وقال علي الموسوي، أحد مستشاري المالكي، إن واحدا من أسباب زيارة المالكي لدمشق هي للمطالبة بتسليم مشتبه فيهم يعتقد أن لهم علاقات بالجماعات المسلحة التي تنشط في العراق.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن الموسوي، قوله إن المالكي سيقدم للسلطات السورية قائمة بأسماء مطلوبين لتسليمهم إلى بغداد، وقال الموسوي إن «هذا طلب جوهري.. هناك عناصر لديها اتصالات لدعم العمليات الإرهابية في العراق».

وكان الموسوي قد أفاد في بغداد أن «المالكي سيبحث في زيارته المسائل الأمنية والسياسية والاقتصادية والحدود والمياه والتعاون العربي». وقال المستشار «نتوقع أن تشكل هذه الزيارة قاعدة صلبة لتعاون مشترك بين البلدين، خصوصا على الصعيد الأمني وضبط الحدود وعدم السماح بالخروقات».

واتهم العراق والولايات المتحدة مرارا دمشق بدعم الإرهاب من خلال السماح لمقاتلين إسلاميين ولا سيما من عناصر «القاعدة» من التسلل إلى العراق من حدودها.

وبحسب المصادر السورية، فقد بحث الطرفان «ضرورة تكثيف الحوار والتشاور والتنسيق بين البلدين»، فيما جدد الأسد «دعم سورية للعراق في كل ما من شأنه تعزيز أمنه واستقراره والحفاظ على وحدته أرضا وشعبا ودعم جهود حكومة الوحدة الوطنية لإنجاح العملية السياسية». وعبر المالكي عن أمله في أن تسهم زيارته إلى سورية في تعزيز التعاون بين البلدين خدمة لمصالحهما المشتركة، معربا عن «تقديره للدور الإيجابي الذي تقوم به سورية من أجل دعم الاستقرار في العراق»، بحسب المصادر السورية.

ومن جانبه، بحث العطري مع المالكي قضايا التعاون المشترك بين البلدين في القطاعات الاقتصادية والتجارية والمالية والري والموارد المائية والنفط والغاز والصناعة والطاقة الكهربائية، إضافة إلى مجالات التعاون في قطاعات النقل والصحة والثقافة والتعليم والمناطق الحرة والصناعية. وفي ختام جلسة المباحثات تم الاتفاق على الإعلان عن بيان مشترك لتأسيس مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوى بين سورية والعراق برئاسة رئيسي حكومتي البلدين يشمل مختلف أوجه التعاون الثنائي. وأعلن المسؤول الأميركي الأكبر في العراق الجنرال راي أوديرنو أول من أمس، أن عدد المقاتلين الأجانب الذين يتسللون إلى العراق قد انخفض «بصورة لافتة» إلا أن سورية تبقى مصدر قلق.

ويقوم المالكي بزيارته بعد بضعة أيام من زيارة قام بها وفد عسكري أميركي إلى سورية، وبحث خلالها مع المسؤولين السوريين «سبل التعاون الأمني بين الجانبين». وأبدت بغداد انزعاجها لإجراء مباحثات سورية ـ أميركية حول الأمن في العراق بمعزل عنها. وقال مسؤول عراقي رفيع في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» إن المالكي سيبلغ السوريين أن «لدول الجوار دورا في تحقيق الأمن العراقي، لكن الدور العراقي هو الأهم».

وتتهم بغداد السلطات السورية بإيواء كبار البعثيين وبالسماح لهم بممارسة نشاطات سياسية.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن من أبرز القيادات البعثية في سورية محمود يونس الأحمد الذي يقود أحد جناحي حزب البعث المنحل، فيما يقود عزت الدوري، نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الجناح الآخر. كما يستقر عدد من أتباع الدوري في دمشق، فيما لا يعرف بالضبط أين يقيم الدوري حاليا والذي يحمل رقم 2 على قائمة المطلوبين لدى القوات الأميركية.

وكان مسؤول رفيع في وزارة الحوار الوطني، قد قال في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» إن المالكي سيلتقي خلال زيارته لسورية بعدد من رؤوس العشائر المعارضين لحكومته لعرض تحقيق المصالحة الوطنية وإقناعهم بالعودة إلى العراق والانضمام إلى العملية السياسية. كما أن التعاون السوري مهم جدا للجانب العراقي لتأمين الحدود الطويلة بين البلدين لا سيما مع مدينة الموصل التي تعتبر آخر معاقل «القاعدة» في العراق.