حماس تعترف بمشاركة شخصيات محسوبة عليها في لقاء بسويسرا

قالت إنهم لم يعقدوا لقاءات مباشرة مع الإسرائيليين

تلميذات فلسطينيات يغادرن امس مدرستهن في غزة بعد انتهاء اليوم الاول من الدراسة (ا ف ب )
TT

اعترف مسؤول في «حماس» بمشاركة شخصيات محسوبة على الحركة في أوراش العمل التي عقدت في مدينة «كو» السويسرية، ما بين 31 يوليو (تموز) الماضي، والثالث من أغسطس (آب) الحالي، تحت رعاية مبادرة التغيير السويسرية، ومؤسسة «القرن المقبل» البريطانية.

وشارك في هذه الأوراش مسؤولون إسرائيليون وآخرون من السلطة الفلسطينية، وعشرات الدبلوماسيين والسياسيين من أوروبا، ضمنهم وليم موريس، الأمين العام للمؤسسة البريطانية. بيد أن المسؤول ذاته أكد أن الشخصيات المحسوبة على «حماس» لم تعقد لقاءات مباشرة مع الإسرائيليين.

وقالت مصادر فلسطينية شاركت في أوراش العمل لـ«الشرق الأوسط» إن النقاش تمحور حول أفضل السبل لدفع عملية السلام، مشيرة إلى أن السلطة الفلسطينية مثلها في الأوراش أربع شخصيات، عبد الله عبد الله، رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي، وزياد أبو زياد، وزير شؤون القدس الأسبق، ومي الصراف، مستشارة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ومسؤول إعلامي بتلفزيون فلسطين (طلب عدم ذكر اسمه).

ومثل إسرائيل إفرايم سنية، وزير النقل الأسبق، والمحامي جلعاد شير، المفاوض السابق في قمة كامب ديفيد الثانية. في حين شاركت في الأوراش خمس شخصيات محسوبة على حماس (واحد من لبنان، واثنان من السويد، وواحد من أميركا، وآخر من بريطانيا).

وعلمت «الشرق الأوسط» أن حركة حماس اضطرت إلى تحريك شخصيات محسوبة عليها، تقيم في أوروبا للمشاركة في أوراش العمل بعدما تعذر خروج محسوبين عليها من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأكد مصدر مطلع «أن أربع شخصيات من المحسوبين على التيار المعتدل في حركة حماس. اثنين من قطاع غزة (الدكتور أحمد يوسف، المستشار بوزارة الخارجية في الحكومة المقالة، وغازي حمد، مسؤول المعابر في الحكومة المقالة)، واثنين من الضفة، تلقوا دعوة للمشاركة في تلك الأوراش، بيد أن ظروفا تقنية (تأشيرات ومعابر) حالت دون مشاركتهم».

وأوضح المصدر ذاته أن الشخصيات المحسوبة على حماس كانت تصر عند الحديث أنها لا تمثل حماس لكنها كانت تعبر عن موقف الحركة، وأنها ركزت على القول بأن الحركة تريد السلام، ويمكن للأوروبيين الاعتماد عليها، مشيرا إلى أن تلك الشخصيات ركزت على أهمية بناء علاقات مع الأوروبيين، وتحاشت الحديث عن أي علاقات مباشرة مع الإسرائيليين، وتحدثت عن رأيها بشأن حل الدولتين، وقالت إنها توافق على إقامة دولة فلسطينية على حدود 67، مع هدنة طويلة الأمد. وقال المصدر إن نقاشات حادة دارت بين الوفد الذي يمثل السلطة الفلسطينية والشخصيات المحسوبة على حماس، حيث كان وفد السلطة يؤكد أنه يمثل جميع الفلسطينيين بيد أن وفد حماس رفض ذلك، وقال «إن وفد السلطة لا يمثل إلا نفسه، أما حماس فهي رقم صعب لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تتحدث باسمها في المؤتمر».

وكشف المصدر أن أهم التوصيات التي خرجت بها أوراش العمل هي التأكيد على أهمية المبادرة العربية للسلام كأساس لأي تحرك يدعم عملية السلام بين الفلسطينيين والتشديد على ضرورة إشراك كافة الأطراف الفلسطينية فيها من دون استثناء»، في إشارة إلى حركة حماس والجهاد. وأوصت أوراش العمل بتشكيل ثلاث لجان عمل تتحرك على ثلاثة مستويات لتسويق المبادرة العربية للسلام. الأول، فلسطيني ـ إسرائيلي، والثاني، إقليمي عربي إسلامي، والثالث، دولي، وذلك لدفع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، على أن يكون أعضاء هذه اللجان من شخصيات دولية أجنبية، وطرح اسم الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر ضمن اللجنة الدولية، وكذلك عدد من الشخصيات الفلسطينية المستقلة. وقال المصدر ذاته إنه توجد من ضمن هذه التوصيات أيضا أن تعمل هذه اللجان على بلورتها كآلية عمل بعد اكتمال تشكيل فريقها الدولي والمحلي والإقليمي من أجل مساندة المفاوضات، وتنفيذ ما يتم الاتفاق علية بين المتفاوضين لإنهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي. وأضاف المصدر أنه من المنتظر تشكيل تيار سياسي وقانوني على مستوى دولي يتكون من الشخصيات التي شاركت في أوراش العمل، سيتم دعمه بشكل كبير للعب دور في هذا الموضوع. وأضاف «إن مجرد العودة بالذاكرة إلي بداية عقد التسعينات من القرن الماضي، ستذكرنا بأن اجتماعات مماثلة في نفس المكان وأماكن أخرى مجاورة له، هي التي أخرجت منظمة التحرير الفلسطينية إلى الوجود، وكذلك اتفاقيات أوسلو، ووثيقة جنيف 2006، التي سيعول عليها أيضا في الفترة المقبلة إلى جانب المبادرة العربية، في كثير من أوراش العمل التي لا يفترض الإفصاح عنها في الوقت الراهن». يذكر أنه تم إرسال تقرير حول المحادثات إلى جميع وزراء خارجية المنطقة.