الأمم المتحدة تؤيد إجراء تحقيق بشأن التزوير المحتمل في الانتخابات الأفغانية

اغتيال صحافي أفغاني في باكستان.. ومقتل جنديين أستونيين في هلمند

قريب للصحافي الأفغاني هاشم زاده يبكيه داخل سيارة الإسعاف بعد اغتياله في مدينة جمرود الحدودية بين باكستان وأفغانستان أمس (ا.ف.ب)
TT

أعرب المبعوث الخاص للامم المتحدة في افغانستان كاي ايدي أمس عن تأييده الكامل لقيام لجنة الشكاوى الانتخابية بالتحقيق في معلومات عن حدوث عمليات تزوير في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في افغانستان الاسبوع الماضي. وتحدث العديد من المرشحين والمراقبين الافغان والدوليين للانتخابات اضافة الى ناخبين عن حدوث مخالفات كثيرة خلال ثاني انتخابات رئاسية ومحلية تشهدها البلاد في تاريخها جرت الخميس الماضي.

وقالت لجنة الشكاوى الانتخابية انها سجلت 225 مخالفة من بينها 35 مخالفة ذات اولوية عالية يمكن ان تؤثر على نتائج الانتخابات. وصرح ايدي للصحافيين عقب اجتماع لاعضاء اللجنة في العاصمة الافغانية ان «اللجنة تحظى بثقتي التامة»، مضيفا أنه لا شك في ان مخالفات حدثت. وأكد انه من المهم للعملية الانتخابية بأكملها ان ترصد اللجنة مثل هذه المخالفات وتعالجها. وقال «ليس من اختصاصي تحديد مدى خطورة وانتشار مثل هذا المخالفات» مؤكدا ان اللجنة ستلعب دورا حاسما في هذا المجال.

ودعا ايدي كافة الاطراف الى الصبر ومنح اللجنة الوقت الكافي للتحقيق في كافة الشكاوى. وتتمتع اللجنة بصلاحية الغاء اصوات من مراكز الاقتراع اذا ما ثبت حدوث عمليات تزوير واسعة فيها، او الدعوة الى اعادة الانتخابات في موقع معين حدثت فيه عمليات تزوير. ويقول مسؤولون انهم سيكشفون عن نتائج اولية جزئية للانتخابات اليوم الثلاثاء، الا ان اللجنة حذرت من ان النتائج النهائية، والتي لا يتوقع صدورها حتى الشهر المقبل، يمكن ان تتأثر بالتحقيقات في المخالفات المزعومة.

إلى ذلك، اغتال مسلحون صحافيا افغانيا عرف عنه انتقاده الشديد لحركة طالبان، اثناء سفره في حافلة عبر ممر خيبر، الرابط بين أفغانستان وباكستان أمس. وجان الله هاشم زادة، 40 سنة، مدير مكتب محطة تلفزيون شامشاد الافغانية في باكستان وكان قادما من افغانستان حين تعرض للهجوم. وقال ريحان ختاك المسؤول الحكومي في جمرود البلدة الرئيسية في منطقة خيبر إن «مهاجمين يستقلون سيارة تويوتا كورولا اعترضوا طريق الحافلة وأجبروها على التوقف ثم صعدوا بداخلها واطلقوا النار عليه». وأصيب أحد الركاب بجروح، حسبما افاد المسؤول الحكومي الذي رفض التكهن بالجهة المحتمل وقوفها وراء الاغتيال. وافادت مصادر طبية أن هاشم زادة تلقى اربع رصاصات في عنقه اطلقت عليه عن قرب.

وقال صحافيون في بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي حيث كان يعمل هاشم زادة ان الصحافي كان من منتقدي تمرد طالبان في افغانستان. وزادت أعمال العنف في خيبر خلال العام المنصرم مع شن حركة طالبان الباكستانية هجمات في محاولة لقطع الامدادات المتجهة الى القوات الغربية في افغانستان. كما تعمل عصابات خطف وتهريب في المنطقة ويتظاهر بعض اعضائها بأنهم متشددون اسلاميون.

واعلن المعهد الدولي للصحافة، ومقره فيينا، مقتل ستة صحافيين في غضون سنتين في شمال غرب باكستان حيث يشن الجيش منذ الربيع هجوما واسعا النطاق على طالبان المتحالفة مع القاعدة.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الاستونية أمس مقتل جنديين استونيين اثنين تابعين للقوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن في افغانستان (ايساف) اول من أمس في هجوم في جنوب افغانستان. واضاف المصدر ان الجنديين البالغين من العمر 26 عاما قتلا لدى تعرض وحدتهما المكلفة ازالة الالغام من احد الطرقات، لهجوم قرب ند العين في ولاية هلمند. وقتل احد الجنديين على الفور في حين قضى الثاني متأثرا بجروحه لاحقا. وبذلك يرتفع الى ستة عدد الجنود الاستونيين الذين قتلوا منذ ان انضمت استونيا احدى دول البلطيق للحلف الاطلسي، للعمليات في افغانستان في 2003. ويبلغ عدد الوحدة الاستونية في افغانستان 300 جندي.

في غضون ذلك، أبلغ قادة عسكريون اميركيون في افغانستان، موفد الرئيس باراك اوباما الى المنطقة انهم يفتقرون الى وحدات كافية للقيام بمهمتهم. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» ان القادة تحدثوا في نهاية الاسبوع الى ريتشارد هولبروك الذي جال خلال اليومين الاخيرين على مقار القيادات الاربع الاقليمية في افغانستان. واضافت ان القيادات الاربع ابلغت هولبروك انه رغم ان القوات الاضافية التي تم ارسالها كانت مفيدة في جنوب افغانستان، الا ان عددها يظل ادنى من الحاجة.

ويبلغ مجموع عديد القوات الاميركية في افغانستان حالياً نحو 57 الف عنصر، ولكن لم يتضح ما اذا كان القادة حددوا للموفد الاميركي عدد القوات الاضافية التي يحتاجون اليها، وفق الصحيفة.

وتأتي هذه الشكوى فيما يعمل قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال على انجاز اعادة نظر شاملة في الاستراتيجية العسكرية. ويشكل شرق افغانستان خصوصا نقطة ساخنة. وخلال تفقد هولبروك قاعدة باغرام العسكرية أول من أمس، ابلغه الجنرال كورتيس سكاباروتي قائد القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في شرق البلاد ان المتمردين بزعامة جلال الدين حقاني يوسعون نفوذهم. وتعتقد القيادة الاميركية ان هذه الشبكة من المتمردين التي يقودها حقاني ونجله سراج الدين المرتبطين بالقاعدة، تستخدم مخابئ في باكستان لشن هجمات على القوات الاميركية والافغانية.