اليمن: اتهامات للحوثيين باحتجاز 3 آلاف نازح.. وتأكيد السيطرة على حرف سفيان

طهران ردا على اتهامات التدخل: نحترم سيادة اليمن ونرى أن تحل القضية سياسيا

صورة التقطت في فبراير الماضي لاحدى نقاط التفتيش التابعة للحوثيين (رويترز)
TT

جددت السلطات اليمنية أمس تأكيدها السيطرة على مديرية حرف سفيان في محافظة عمران، في الوقت الذي نفى الحوثيون ذلك وأكدوا سيطرتهم على عدد كبير من المواقع العسكرية خلال أيام، في حين استمرت الأعمال العسكرية في شمال البلاد وإن بصورة أقل مما كانت عليه الأيام القليلة الماضية، خصوصا تراجع حدة وكثافة القصف الجوي لمناطق في محافظتي صعدة وعمران. واعتبر مسؤولون يمنيون أن الأولوية في الوقت الراهن هي لتأمين الطرقات وأعمال الإغاثة.

وقال الشيخ كهلان مجاهد أبو شوارب، محافظ محافظة عمران، إن القوات المسلحة والأمن وبالتعاون مع من وصفتهم بـ«المواطنين الشرفاء من أبناء مديريات حرف سفيان»، تمكنت من إحراز تقدم كبير في محور حرف سفيان, وإن «قوات الجيش والأمن استعادت وبشكل كامل السيطرة على مدينة الحرف وقامت بطرد عناصر التمرد والإرهاب، وإنها تتقدم باتجاه منطقتي بركان وواسط»، في إشارة واضحة إلى استمرار سيطرة الحوثيين على مناطق أخرى في المنطقة الواسعة.

ونقل موقع وزارة الدفاع عن أبو شوارب قوله إن قوات الجيش «تعمل حاليا على تطهير المناطق والقرى الواقعة على الطريق الرئيسي من مدينة الحرف إلى صعدة، التي يصل طولها إلى 100 كيلومتر، والعمل على تأمينها»، وإن قيادة محافظة عمران اتفقت مع ممثلي منظمات الإغاثة الدولية على «خطة نزول ميدانية لتفقد أوضاع النازحين في حرف سفيان الذين شردوا نتيجة اعتداءات عناصر عصابة الحوثي عليهم، والعمل على تقديم المساعدات العاجلة لهم».

واتهم مسؤول محلي يمني الحوثيين باحتجاز آلاف النازحين، وقال عمان عبد الله الدعيس، وكيل محافظة صعدة، إن «تلك العناصر، وفي عمل إجرامي وغير إنساني، تقوم منذ أيام باحتجاز أكثر من 3 آلاف نازح في مخيم العند بعد أن اقتحمته ونهبت محتوياته من المواد الغذائية والإسعافية»، مشيرا إلى أن أعمال حصر أعداد النازحين «تتعذر أحيانا»، مرجعا ذلك إلى «الأعمال الإجرامية التي تقوم بها العناصر المتمردة من قطع الطرقات ومنع وصول اللجان إلى مواقع النازحين».

وأعربت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة في اليمن عن قلقها البالغ جراء اندلاع الحرب في محافظة صعدة، ودعت في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، كافة أطراف القتال إلى «الوقف الفوري للاقتتال ونبذ العنف، لأنه لا يمثل حلا وإنما يزيد من حدة التوترات وسفك الدماء وتعقيد المشكلة»، وأكد تكتل المعارضة الرئيسية في البلاد على «ضرورة السماح لفرق الإغاثة المحلية والدولية للوصول إلى المناطق المتضررة والمنكوبة ومساعدة النازحين والمشردين بالعودة إلى قراهم ومنازلهم وإيواء من دمرت منازلهم وتقديم كافة التسهيلات لهم»، كما دعا «الشعب اليمني الكريم إلى المساهمة بتسيير قوافل إغاثة تصل مباشرة إلى النازحين والمشردين جراء هذه الحرب».

وشهدت مدينة صعدة، مركز المحافظة، مساء أمس، وتحديدا المدينة القديمة وحي باب نجران، اشتباكات بين مسلحين يعتقد أنهم حوثيون، وذلك إثر مهاجمة المسلحين لدورية للجيش، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخرين، وأشارت المعلومات إلى أن قوات من الأمن والجيش حاصرت المسلحين في أحد المساجد في المدينة، بعد اشتباكات عنيفة في شوارع المدينة، دون أن تتوفر معلومات إضافية إلى وقت متأخر من مساء أمس.

واتهمت أحزاب «المشترك» السلطات اليمنية ببدء الحرب السادسة في صعدة، وقالت إنها فوجئت بتجدد الحرب «هذه المرة وبصورة عنيفة للمرة السادسة من قبل السلطة التي دأبت على التفرد بكل شؤون الوطن وقضاياه لحساباتها الآنية الضيقة، وبما يعرض الوطن وأمنه واستقراره ووحدته الوطنية لأفدح الأضرار، وإخراج هذه القضية من إطارها الوطني إلى التجاذبات الإقليمية والدولية»، وأبدت أحزاب المعارضة اليمنية في الوقت ذاته استعدادها «للمشاركة في أي جهد وطني يعمل على حل هذه المشكلة»، مؤكدين رفضهم «لنهج الحرب وثقافة الكراهية».

ونفي الحوثيون المعلومات التي نقلت عن مصادر محلية بشأن مقتل عدد من قياداتهم الميدانية على يد الجيش في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، وقال عبد الملك الحوثي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي إن ما ورد في تلك المعلومات «كذب وافتراء متعمد من قبل السلطة من أجل التعويض عن الفشل الميداني الذي تكبدته السلطة عدة مرات وهي تحاول الزحف على المنطقة»، حسب قوله.

واعتبر الحوثي في البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، ادعاء الجيش اليمني بتفجير 5 مخازن أسلحة إيرانية بأنه «كلام يدعو للسخرية»، وأرجع ذلك الحديث إلى سعي السلطات اليمنية إلى إثارة «مخاوف دول الجوار، لتعزز من تلقينا الدعم والمساندة من قبلهم»، وأضاف: «هذا كلام نفيناه أكثر من مرة، ونتحدى السلطة أن تثبت أي علاقة لنا بأي جهة في العالم»، وأردف عبد الملك الحوثي ساخرا أنه لا يستبعد أن تقول السلطات بعد أيام إنها عثرت على «مخازن أسلحة ليبية ومفاعل نووي إيراني»، مؤكدا أن العتاد العسكري الذي يمتلكونه ويواجهون به «عدوان السلطة، هو ما نحصل عليه عندما نستولي على مواقعها العسكرية».

وزعم الحوثيون أنهم حققوا نتائج ميدانية خلال اليومين الماضيين، وأشاروا إلى أن معسكر «قهرة النص» أصبح في أيديهم «بعد حصار طويل وبعد تفاوض مع لجنة الوساطة»، وأن ضباط وأفراد المعسكر غادروه وبحوزتهم 107 قطع عسكرية، وأضافوا أن مواقع أخرى انسحبت وباتت تحت سيطرتهم مثل «العروس، الفرش، المفراخ، ومحديدة»، التي تقع جميعها في مديرية سحار.

وتناقضت تصريحات السلطات اليمنية إزاء خبر العثور على جثث 100 حوثي في طرقات حرف سفيان؛ فبعد تصريحات لمصادر محلية في صعدة حول الموضوع، قال مصدر حكومي مسؤول: «لا علم لنا بمثل هذه الأنباء». وأكد المصدر اليمني أن الأولوية في الوقت الراهن هي لتأمين الطرقات وإخلائها من «تلك العناصر الإرهابية» التي اتهمها المصدر بالقيام «بقطع الطرقات ووضع الكمائن لإعاقة وصول أي إمدادات إلى المديريات في محافظة صعدة ومخيمات النازحين».

إلى ذلك دعت إيران أمس إلى حل سياسي للقتال في اليمن بعد أيام من تلميح مسؤول حكومي يمني لتورط إيران في تمرد الحوثيين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقوي إن إيران تعتبر المسألة قضية داخلية، وإنها دائما ما احترمت وحدة أراضي اليمن وسيادته. وصرح قشقوي في مؤتمر صحافي: «نعتقد أن القضية... مسألة داخلية، ونرى أنه ينبغي أن تحل سياسيا. لا يمكن أن تحل إراقة الدم المشكلة هناك». وقال قشقوي: «دائما ما احترمنا وحدة أراضي اليمن وسيادته الوطنية، ونريد أن نرى السلام والاستقرار والهدوء في البلاد».