غزة تستقبل العام الدراسي الجديدة بنقص كبير في «القرطاسيات» جراء الحصار

دعوة الحكومة لوضع خطة لمواجهات المشكلة حتى بالتهريب عبر الأنفاق

TT

ما أن فرغ صالح أبو سمحة من صلاة التراويح حتى انطلق إلى إحدى المكتبات التي تتوسط مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة لشراء ما يلزم أبناءه من قرطاسيات، لكنه فوجئ بصاحب المكتبة يبلغه أن معظم ما يبحث عنه غير متوفر. وقال أبو سمحة لـ«الشرق الأوسط» إنه خطط لشراء أربع دستات دفاتر، التي تضم الواحدة منها 40 صفحة، ودستي دفاتر فئة ستين صفحة، ودستي دفاتر فئة ثمانين صفحة، لكن صاحب المكتبة قال له إن كل ما يمكن أن يبيعه إياه عشر دفاتر فئة الأربعين صفحة لا غير، وبسعر 2 شيكل لكل دفتر، مع العلم أن سعر الدفتر كان لا يتجاوز شيكل واحدا. وأشار أبو سمحة إلى أنه طاف بعد ذلك على كل المكتبات في المخيم، وقصد بعد ذلك مدينة دير البلح، التي تعتبر حاضرة المنطقة الوسطى من القطاع، فلم يجد ما يلزم من القرطاسيات. وعلى الرغم من الحصار الإسرائيلي الشديد على القطاع المفروض منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلا أنها المرة الأولى التي تمنع فيها دخول القرطاسيات. والمنع لم يقتصر على المدارس الحكومية بل شمل المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأنروا»، التي دأبت في العامين الماضيين على توزيع القرطاسية على جميع الطلاب الذين يدرسون في مدارسها، على اعتبار أنهم طلاب لأسر لاجئة.

وأدى النقص في القرطاسيات بإدارات المدارس للسماح للطلاب بأن يستعينوا بدفاتر قديمة سبق استخدامها في الفصل السابق مادامت تحتوي على صفحات فارغة، وهناك مدارس سمحت للطلاب بتخصيص دفتر لأكثر من مادة. وقام بعض أولياء الأمور بجمع الصفحات الفارغة من دفاتر أبنائهم وأعادوا تدبيسها من جديد لتكون دفاتر جديدة. وقال إسماعيل أبو بليم الذي له خمسة من الأبناء في مدارس الوكالة والحكومة لـ«الشرق الأوسط» إنه يتوجب على وزارة التعليم في الحكومة المقالة وإدارة التعليم في الأنروا أن تضع خطة متكاملة لمواجهة النقص في القرطاسيات، ولو عن طريق استيرادها عبر الأنفاق وبيعها للمكتبات بالسعر الذي يمكن أولياء الأمور من شرائها.

من ناحيته قال جمال الهربي صاحب إحدى المكتبات إنه يمكن تعويض النقص في القرطاسيات بواسطة تهريبها عبر الأنفاق، لكنها ستكون مكلفة جدا ولن يكون بإمكان الطلاب شراؤها، سيما في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي يمر بها الفلسطينيون في القطاع. وقد أثر النقص الكبير في القرطاسية على عمل المؤسسات والدوائر الحكومية والأهلية، إذ أن هذه المؤسسات تعاني من نقص في ورق التصوير وورق الفاكس وغيرها من المستلزمات. وعلى الرغم من أنه لم يظهر بعد تأثير النقص في القرطاسيات على عمل هذه المؤسسات، حيث أن معظمها يحتفظ بمخزون من هذه القرطاسيات، إلا أنه من المتوقع أن تؤثر هذه الأزمة على مستوى الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات للجمهور.