واشنطن تبقي الباب مفتوحا لبدء مفاوضات السلام من وقف الاستيطان

الخارجية الأميركية تؤكد عدم تغيير موقفها من المستوطنات

TT

تقترب الولايات المتحدة من وضع اللمسات الأخيرة لإعلان اتفاق لاستئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية. وبعد أسابيع من المماطلة الإسرائيلية والرفض المعلن لوقف النشاط الاستيطاني، يبدو أن واشنطن لم تعد تعتبره شرطا لبدء تلك المفاوضات، رغم أن دولا عربية عدة اعتبرت ذلك شرطا أساسيا. وبالرغم من رفض مسؤولين أميركيين الإعلان عن شروط مسبقة لبدء المفاوضات، إلا أن وقف النشاط الاستيطاني كان جزءا أساسيا من جهود الإدارة الأميركية لخلق الأجواء المناسبة لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين. ولكن تصريحات مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون العامة بي جي كرولي تشير الآن إلى انه إذا اتفق الفلسطينيون والإسرائيليون على استئناف المفاوضات من دون الوقف الاستيطاني، فلن تعرقل واشنطن ذلك. وقال كرولي: «هدفنا هو تثبيتهم في مفاوضات رسمية وفي تلك المفاوضات الرسمية سنعالج القضايا الصعبة التي نعلم أنها موجودة ولنصل ليس فقط إلى نقطة النهاية ولكن أيضا لنتخطاها». ولكنه شدد على أن «الموقف الأميركي لم يتغير» إزاء ضرورة وقف الاستيطان. وأشارت مصادر عربية مطلعة على عمل المندوب الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل، إلى رغبة الولايات المتحدة بعدم الحديث عن «شروط مسبقة» في ما يخص النشاط الاستيطاني. وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» انه لا بد أن يكون هناك تقدم في ما يخص الاستيطان قبل الجلوس على طاولة المفاوضات. ولكن هناك أيضا دفعا فلسطينيا لبدء المفاوضات من حيث ما تركت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت وأن تكون قضية المستوطنات من ضمن جملة قضايا تناقش وتحل خلال المفاوضات المباشرة.

وقال كرولي إن «الجوهر هو الوصول إلى المفاوضات.. ليس بدئها فقط بل إنجاحها أيضا». وردا على أسئلة الصحافيين حول إذا كانت واشنطن قد تخلت عن فكرة فرض وقف الاستيطان على إسرائيل قبل بدء المفاوضات، قال: «هذه ليست عملية ستفرض الولايات المتحدة فيها شروطا على إسرائيل أو السلطة الفلسطينية أو دول أخرى.. يحاول السناتور ميتشل الآن، التأكد من أن كل الأطراف تقدم الالتزام السياسي بالمفاوضات قبل إطلاقها». وأضاف: «نحن نطالبهم بالالتزام بتعهداتهم بموجب خريطة الطريق والاهم أننا نسألهم عما هم مستعدون للقيام به لإظهار الخطوات التي هم مستعدون لاتخاذها لإعطائنا الثقة باستئناف المحادثات». وأكد كرولي أن إطلاق المفاوضات سيعتمد على اتفاق أميركي مع الفلسطينيين والإسرائيليين وبعض الدول العربية على إمكانية نجاحها، قائلا انه سيكون «قرارا جماعيا» بناء على المعطيات الموجودة على أرض الواقع لإنجاحها. وستشهد الأيام والأسابيع المقبلة جهودا مكثفة للحصول على الالتزام من الأطراف المعنية لبدء المفاوضات. وستكون زيارة الوفد الإسرائيلي الرسمي إلى واشنطن الأسبوع المقبل حاسمة في ما يخص موضوع النشاط الاستيطاني قبل أن يتوجه ميتشل مجددا إلى المنطقة الشهر المقبل للاتفاق على نقاط أساسية لاستئناف المفاوضات. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال كرولي إن «التركيز الآن على العنصر الفلسطيني ـ الإسرائيلي»، مضيفا: «نعلم أن مع الوقت سنعالج القضايا الأخرى في المنطقة ولكن في الوقت الراهن تركيزنا هناك» في المسار الفلسطيني – الإسرائيلي. وأردف قائلا «بناء على تجربتنا خلال 15 أو 20 عاما، فإنه ومن أجل إنجاح ذلك، يجب أن يكون لدينا دعم مهم من المنطقة.. هذا ما افتقدناه عام 2000 ولهذا يتحدث جورج ميتشل ليس فقط مع الإسرائيليين والفلسطينيين ولكن أيضا مع عدد واسع من القادة الآخرين الذين يجب إشراكهم في العملية.. بينما نتحرك قدما».