ديزموند توتو للإسرائيليين: الفلسطينيون هم الذين يدفعون ثمن الهولوكوست

قال: تعلموا الدروس من الماضي فالحروب والجدران العازلة لن تحقق لكم الأمن

TT

اختتم المطران ديزموند توتو، أحد كبار زعماء النضال ضد الأبرتهايد في جنوب إفريقيا، زيارته إلى إسرائيل برفقة وفد حكماء العالم، أمس، بتوجيه رسالة إنسانية إلى الشعب والقادة في إسرائيل يقول لهم فيها إن «الدرس الذي يجب تعلمه من التاريخ عموما ومن تجربة المحرقة اليهودية في زمن النازية بشكل خاص، هو أن الأمن لا يأتي من خلال الحروب والقوة وإقامة الجدران العازلة».

وقال توتو إن تجربة جنوب إفريقيا أيضا مهمة في هذا السياق، وهي تفيد بأن الأمن يأتي من خلال احترام حقوق الإنسان للآخرين. يُذكر أن المطران توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام، كان قد وصل إلى إسرائيل والضفة الغربية في إطار وفد حكماء العالم بمشاركة كل من الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، والرئيس البرازيلي السابق فرناندو أنريكو كردوزو، ورئيسة حكومة النرويج السابقة جارو برونتلاند، ورئيسة أيرلندا السابقة ميري روبنسون، ورجلي الأعمال البريطاني ريتشارد برنسون وجيف سكو مؤسس «إي بي».

وأمضى الوفد خمسة أيام في كل من إسرائيل والضفة الغربية بغية المساعدة على إنشاء أجواء شعبية مساندة لعملية السلام. والتقوا خلال الزيارة مع عدد من المسؤولين ومع الكثير من المواطنين العاديين وممثلي الرأي العام.

وزار الوفد مخيم قلنديا للاجئين، شمال القدس. وكان يريد زيارة قطاع غزة، ولكنه امتنع عن ذلك في اللحظة الأخيرة لأسباب أمنية. واهتم الوفد بمتابعة الأوضاع في غزة من خلال اللقاءات بالمسؤولين في الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. وأجرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية لقاء صحافيا، أمس، مع توتو، قال فيه إن دول الغرب تشعر بالذنب تجاه إسرائيل وبالندم أيضا وذلك بسبب المحرقة النازية. ولكنه تساءل عندئذ: «من الذي يدفع الثمن؟ العرب والفلسطينيون». وروى المطران توتو أن أحد القادة السياسيين الألمان الذين التقاهم مؤخرا قال له: «نحن نشعر بالذنب مرتين، مرة على المحرقة التي تسببنا بها لليهود ومرة على ما يعانيه اليوم الفلسطينيون جراء نتائج هذه المحرقة». وهاجم المطران توتو قادة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة «الذي يهبّ مصعوقا ضد كل من يوجه انتقادا إلى الاحتلال الإسرائيلي ويتهم فورا باللا ساميّة»، وهو يلمح بذلك إلى حملة اللوبي اليهودي الواسعة ضده ومنعه من إلقاء محاضرة في جامعات الولايات المتحدة بسبب مواقفه ضد السياسة الإسرائيلية. وقال: «أنا أستمد آرائي من التوراة، التي تقول إن الله يقف دائما إلى جانب المظلومين».

ولم يتردد توتو في التعبير عن تأييده لممارسة ضغوط على إسرائيل لكي تغير سياستها تجاه الفلسطينيين، فقال إنه لولا مقاطعة العالم لنظام الأبرتهايد في جنوب إفريقيا لما كانت العنصرية قد انتهت ولكان الأبرتهايد قائما حتى اليوم. وأشاد توتو بنضال أهالي قريتي نعلين وبلعين ضد الجدار العازل، الذي يتسم بالطرق السلمية ويشارك فيه الفلسطينيون مع اليهود والأجانب. وقال إن هذا النضال يذكّره بنضاله ورفاقه ضد العنصرية في جنوب إفريقيا. وأعرب عن ثقته البالغة بأن النضال الفلسطيني من أجل الحرية سينتصر، ولكنه دعا إلى المزيد من النضال المشترك لليهود والفلسطينيين. وقال إن قلبه قد انتعش عندما شاهد المناضلين اليهود والعرب في ميدان النضال. واختتم توتو كلماته بالتمني أن ينجح الرئيس الأميركي باراك أوباما في سياسته الجديدة. وقال إن هذه السياسة ستحدث تغييرا هائلا في العالم لمصلحة السلام، إذا ثابر فيها وأتيح له أن ينفذها.