«القاعدة» تحاول احياء نشاطها الإعلامي على الإنترنت بعد محاولة الاغتيال الفاشلة

البيان الثاني حول العملية احتاج يومين لبثه عبر الانترنت من تاريخ صدوره

TT

عاد الجهاز الإعلامي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الى محاولة التقاط أنفاسه مرة أخرى، بعد استحالة التبادل الآمن عبر الشبكة العنكبوتية لوقت طويل جراء الضربات المتوالية التي طالت عناصر وخلايا التنظيم وبالأخص أجهزتها الإعلامية والتضييق على نشاطاتها الالكترونية.

فخلال ثلاثة أيام من محاولة الاغتيال الفاشلة لمساعد وزير الداخلية السعودية للشؤون الأمنية، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ، اصدر تنظيم القاعدة بيانين حول تبني عملية التفجير بواقع زمني لا يفصله عن الأول سوى 48 ساعة، ووعد بإلحاقه ببيان تفصيلي أخر يوضح فيه كافة مجريات العملية الفاشلة على غرار ما أعلنت عنه وزارة الداخلية السعودية والتي وعدت على لسان متحدثها اللواء منصور التركي في حديثه مع “الشرق الأوسط” بالإعلان عن كافة تفاصيل الاعتداء الفاشل في بيان خاص خلال الأيام القليلة القادمة.

ولم يتمكن أفراد التنظيم سوى ظهر يوم أمس من تثبيت البيان الصادر عن” مركز الفجر للإعلام” في المواقع الجهادية عبر الشبكة العنكبوتية ما يعني مرور يومين على كتابته من المصدر إذ ختم البيان بتاريخ السابع من شهر رمضان.

وكشف بيان التنظيم الذي تبنى العملية الانتحارية الفاشلة والتي استهدفت مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف في جدة قبل أيام ,بأن منفذ العملية هو عبد الله حسن عسيري، المسجل على قائمة المطلوبين الـ85 في المملكة. وكان التحق بعناصر التنظيم في اليمن، ضمن خلية هدفها الاغتيالات واستهداف المنشآت النفطية في السعودية، والعسيري في الثالثة والعشرين من العمر، وله شقيق اسمه إبراهيم، يكبره بأربع سنوات مقيد على قائمة المطلوبين أمنياً أيضاً.

وأشار البيان الذي نشر على الانترنت يوم الأحد 30-8-2009 إلى أن عسيري سافر جوا إلى جدة من نجران قرب الحدود اليمنية بعدما دخل من اليمن ليفجر نفسه داخل منزل مساعد وزير الداخلية السعودي.

والجدير بالذكر تزامن نشاط البيانات الصحافية إعلان التنظيم منذ عدة أشهر توحده داخل الجزيرة العربية كما تمثل حادثة الاغتيال الفاشلة أولى عمليات التنظيم داخل الأراضي السعودية عقب إعلان التوحيد.

ويعيد البيان الأخير تسليط الضوء على الجهاز الإعلامي لتنظيم القاعدة في السعودية، والذي تأسس على يد يوسف العييري، الذي نشط سابقا عبر المواقع الإنترنتية والبيانات المرئية والصوتية منذ العملية الإرهابية الأولى التي شهدتها العاصمة السعودية في مايو (أيار) 2003. وما تلاها من بيانات إعلامية.

في السياق ذاته استمر جهاز القاعدة الإعلامي وعن طريق مواقعه المتعددة على شبكة الإنترنت بث بياناتهم وكان من أبرزها مجلة «صوت الجهاد الإلكترونية»، ولم تقتصر خطابات القاعدة على بيانات مقروءة وإنما أيضا عمدوا إلى التسجيل الصوتي والمرئي لكل عملية ينفذها التنظيم، كان أبرزها الفيلم التوثيقي لحادثة الهجوم على مجمع المحيا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) 2003، والذي استغرق بثه 90 دقيقة متضمنا شروحا تفصيلية لتخطيط العملية. ورغم تواتر الإصدارات والبيانات الإعلامية للتنظيم يرى المحللون الأمنيون والسياسيون انحسارها وضعف خطابها في الآونة الأخيرة، وبالأخص بعد مقتل زعاماتهم العسكريين والسياسيين وإلقاء القبض على العديد منهم، إلى جانب التضييق الأمني الذي تمارسه سلطات الأمن السعودية على نشر المواد المتعلقة بالإرهاب، ما أدى إلى سقوط عدد من مسؤولي النشر التابعين للتنظيم. وكان آخر ظهور إعلامي لتنظيم القاعدة في السعودية، وبعد انقطاع استمر عدة أشهر، تسجيل صوتي للمطلوب على قائمة الـ36 محمد السويلمي، والذي قتل مع المطلوب عبد الرحمن العوفي في منطقة القصيم صباح الثامن والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والذي حمل اسم «التقرير الإخباري الحادي والعشرون بشأن أحداث الدمام»، تلاه بيان مصعب الزرقاوي، بعد يوم واحد من مواجهة الدمام والذي أثنى من خلاله على المحاصرين في احد المنازل في الدمام بالمنطقة الشرقية.