أفغانستان.. الوجه الآخر ـ الحلقة (3) ـ وزير الحج والأوقاف الأفغاني: الغزو الثقافي ينخر في عظام شبابنا وأشد مرارة من فيروس طالبان

قال لـ«الشرق الأوسط»: إيران لديها العشرات من المراكز الثقافية الشيعية في أنحاء أفغانستان.. ولا يوجد مركز إسلامي واحد لتعليم العربية

الشيخ محمد صديق تشكري وزيرالحج والأوقاف والإرشاد الأفغاني (يسار) بجانب نائب كرزاي الشيخ كريم خليلي («الشرق الأوسط»)
TT

محمد صديق تشكري، المستشار الإعلامي الأسبق للرئيس حميد كرزاي، الذي يشغل حاليا منصب وزير الإرشاد والحج والأوقاف الأفغاني منذ ستة شهور، وهو أصغر وزير تولى حقيبة وزارة الإعلام عندما كان في الـ 27 من العمر في حكومة الشيخ برهان الدين رباني قائد المجاهدين الأفغان. ومجلس الشيخ تشكري، وهو طاجيكي وخطيب مفوه بالعربية، في وزارة الحج والأوقاف والإرشاد الذي زارته «الشرق الأوسط» عدة مرات الشهر الماضي بالقرب من شارع شهرانو ويعني «المدينة الجديدة»، محاطا دائما بكبار العلماء الأفغان مثل الشيخ شير محمد إبراهيمي الرئيس العام لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد ومفتي الأفغان الشيخ حجة الله نجيح، وأغلبهم يتحدث العربية، وكان تشكري المتحدث الرئيسي في حفل قدوم شهر رمضان بالعربية والبشتو والداري، وتحدث فيه عن مآثر الشهر الفضيل من صيام وقيام وتعبد. ويعتبر تشكري من أكبر أنصار الرئيس حميد كرزاي المنتهية ولايته في الانتخابات الرئاسية الأفغانية، وذلك بعد أن انشق عن الجبهة الوطنية، وأكد لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف قبل الوصول إلى العاصمة كابل أن كرزاي فائز في الانتخابات لأن قيادات المجاهدين الأفغان قررت الوقوف إلى جانبه. وقال تشكري لـ«الشرق الأوسط» إن القادة البارزين في أفغانستان أعلنوا تأييدهم لكرزاي، وذكر منهم عبد رب الرسول سياف وصبغة الله مجددي وبير سيد أحمد الجيلاني وعبد الكريم خليلي القائد الشيعي الأفغاني والجنرال عبد الرشيد دوستم القائد الأوزبكي والجنرال فهيم وزير الدفاع السابق وإسماعيل خان قائد المجاهدين في هيرات سابقا. وأكد الوزير الأفغاني أن هؤلاء «يقفون بقوة وراء الرئيس كرزاي في الانتخابات وما بعدها». وأكد تشكري أن فريق الرئيس كرزاي يعمل حاليا من أجل إيجاد حكومة وحدة وطنية تمثل كل الأحزاب الأفغانية». وكشف تشكري عن إصابات لحقت بجسمه من جراء القتال المستمر في جبهات المجاهدين ضد الروس ثم ضد قوات حكمتيار ثم ضد قوات حركة طالبان الأصولية. والكومندان تشكري هو مسؤول ولاية كابل عن الجمعية الإسلامية التي ترأسها برهان الدين رباني، ودخل مرحلة الجهاد وهو في العشرينات من عمره.

وزير الإعلام الأفغاني السابق، محمد صديق تشكري، المستشار الأسبق للرئيس حميد كرزاي المنتهية ولايته، يشغل حاليا منصب وزير الإرشاد والحج والأوقاف الأفغاني منذ ستة أشهر، وهو طاجيكي عرف في سنوات الجهاد ضد الروس بـ«الكومندان تشكري»، حاكم كابل الليلي، لأنه كان يستطيع بقواته الدخول إلى قلب العاصمة الأفغانية والتجول في شوارعها بعد أن تختفي القوات المدعومة من الروس. وتشكري يتحدث العربية بطلاقة، وهو خريج مدرسة «أبو حنيفة النعمان» بالعاصمة كابل عام 1976 التي تزامل فيها مع صديقه الشيخ يونس قانوني، رئيس البرلمان الأفغاني الحالي، ثم حصل على منحة دراسية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لمدة ثماني سنوات، وبعدها عاد إلى بلاده ليشارك في الجهاد الأفغاني ضد الروس. والشيخ تشكري خطيب مفوه بالعربية والداري والبشتو، دعا «الشرق الأوسط» إلى حضور حفل قدوم شهر رمضان في مسجد الموفق هراتي في قلب شارع شهرانو تحت رعاية شير محمد إبراهيمي الرئيس العام لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد، وتحدث تشكري أمام المئات من العلماء الأفغان الذين حضروا من مختلف المديريات عن فضائل الشهر الكريم.

وقال تشكري لـ«الشرق الأوسط» غالبية قادة المجاهدين الأفغان والقادة البارزين في أفغانستان أعلنوا تأييدهم لكرزاي، وذكر منهم عبد رب الرسول سياف وصبغة الله مجددي وبير سيد أحمد الجيلاني وعبد الكريم خليلي القائد الشيعي الأفغاني والجنرال عبد الرشيد دوستم القائد الأوزبكي والجنرال فهيم وزير الدفاع السابق وإسماعيل خان قائد المجاهدين في هيرات سابقا. وأكد الوزير الأفغاني أن هؤلاء «يقفون بقوة وراء الرئيس كرزاي في الانتخابات وما بعدها». وأكد تشكري أن فريق الرئيس كرزاي يعمل حاليا من أجل إيجاد حكومة وحدة وطنية تمثل كل الأحزاب الأفغانية وتدعو إلى عقد «جيرغا» (مجلس قبائل( موسعة تمثل كل الأعراق والفصائل والشخصيات البارزة في المجتمع الأفغاني، وذلك من أجل الاتفاق على المصالحة الوطنية بحضور ممثلين عن الحزب الإسلامي بقيادة قلب الدين حكمتيار وحركة «طالبان» التي يقودها الملا محمد عمر. وتشكري انشق عن الجبهة الوطنية الأفغانية بقيادة الرئيس السابق برهان الدين رباني وتحالف مع الرئيس كرزاي قبل شهرين من الانتخابات، وانتقد بشدة وزير الخارجية السابق والمرشح الرئاسي عبد الله عبد الله بقوله إنه تحدث علنا عن أنه ليس من الجمعية الإسلامية ولا من تحالف الشمال ولا من «شورى النظار» التي كان يقودها وزير الدفاع الأفغاني السابق أحمد شاه مسعود وإنما كان صديقا شخصيا لمسعود انتهت علاقته بتحالف الشمال مع وفاة مسعود. واعتبر تشكري أن من يصرح بمثل هذا، لا يحق له أن يطلب من الجمعية ولا الجبهة الوطنية ولا تحالف الشمال أن يقفوا معه في حملته الانتخابية.

وتحدث تشكري، وهو من مواليد عام 1961، في لقائه مع «الشرق الأوسط» داخل مقر وزارته عن موسم الحج الأفغاني بـ30 ألف حاج وتعاقد وزارته على توفير السكن لـ30 ألف حاج في مكة والمدينة، وأشاد بالسلطات السعودية التي يسرت للحجاج الأفغان الإجراءات من قبل وزير الحج السعودي ووزير الشؤون الإسلامية، وقال: «السعوديون، والحمد لله، استجابوا لكل مطالبنا باستثناء أننا طلبنا السماح بخمسة آلاف حاج زيادة عما هو مسموح، ولكنهم اعتذروا بسبب إنفلونزا الخنازير، ونحن أيضا نشكرهم». وأوضح تشكري أن وزارته التزمت بالإجراءات الاحترازية للحد من انتشار وباء (إتش 1 إن 1) خلال وبعد فترة الحج، مشيرا إلى أن هناك أطيافا لا يستطيعون أداء شعيرة الحج، مثل كبار السن فوق 65 عاما، ومن هم أقل من 12 عاما، وأصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط والقلب، والنساء الحوامل، لأن مناعتهم تكون أقل، وقال إن وزارته خصصت مليون دولار دفعتها لوزارة الصحة الأفغانية مقابل اللقاحات والكشف على الحجاج عقب وصولهم إلى مطارات كابل وهراة ومزار شريف وقندهار. واعتبر تشكري أنه يتولى حقيبة وزارة غنية لما يعود إليها من أراض أوقاف وأموال موقوفة، مشيرا إلى أن وزارته تتولى الإشراف على 65 ألف قطعة أرض مساحة كل منها في حدود ألفي متر، يستخدم بعضها في الاستثمار لتمويل حملات حفاظ القرآن الكريم والتكفل برعاية المساجد ودفع مرتبات الخدام والمؤذنين والخطباء بالإضافة إلى ترميم تلك المساجد، مشيرا إلى أن هناك 164 ألف مسجد في عموم أفغانستان، وهناك اليوم توحيد الأذان والخطب وفق المذهبين الجعفري والحنفي في تلك المساجد. وأوضح أن وزارته على الرغم من أنها بدأت في «إعداد مصحف أفغاني بالخط الكوفي بأنامل الشيخ قمر الدين ششتي، وقد قمنا بتحقيق المصحف الجديد عبر لجنة خاصة من كبار العلماء الأفغان حتى لا يكون هناك إعراب واحد خطأ، وسيطبع المصحف الجديد في مطبعة أفغانية قبل نهاية شهر رمضان، وهي المرة الأولى في تاريخ أفغانستان منذ أن دخل الإسلام بلادنا قبل 14 قرنا، سيظهر إلى النور مصحف أفغاني. إلا أن المساجد في بلادنا، في حاجة إلى عشرات الآلاف من المصاحف المطهرة من طبعة أم القرى لتوزيعها على ملايين الأفغان المتعطشين لمعرفة دينهم الحنيف»، وتدخل أحد العلماء في مجلسه بالقول إن الأفغان يشعرون بسرور وغبطة عظيمة عندما يعرفون أن المصحف الذي في منازلهم من طباعة مكة المكرمة. وتحسر الشيخ تشكري في لقائه مع «الشرق الأوسط» على الحال التي آلت إليها اليوم بلاده بسبب الغزو الثقافي الذي تتعرض له عموم المدن الأفغانية من أغاني «الروك آند رول»، والأفلام الأميركية والهندية التي تكتسح ساحات العاصمة كابل في محلات بيع شرائط الفيديو، حيث الأقراص المدمجة للأفلام الهندية والغربية، إضافة إلى نحو 20 محطة تلفزيونية تبث الغث والسمين من أفلام بوليوود بصفة يومية ومسابقات غنائية بحثا عن مواهب ونجوم في الغناء والرقص وليس في حفظ وتجويد القرآن الكريم. وتخوف الشيخ تشكري من الغزو الثقافي الذي ينخر في عظام الأفغان، وقال: «بالإضافة إلى الغزو القادم من استوديوهات بوليوود، فإننا يجب أن نعترف أن هناك مائة ألف جندي مسيحي على أراضينا ضمن ما يعرف بقوات التحالف يحتفلون بأعياد الميلاد ويدعون آلاف المترجمين الأفغان إلى مشاركاتهم تلك الاحتفالات». وأضاف أن سكان العاصمة كابل وعددهم خمسة ملايين نسمة في حاجة ماسة لتعلم العربية، وإلى كتب إسلامية وكومبيوترات لتعليم الشباب البرمجة والتكنولوجيا كنقاط جذب نحو الدين الحنيف أيضا. وقال: «ضمن مهام وزارتي، الإرشاد، أي توجيه الشباب نحو الصالح العام أو ما هو فيه خير لبلادهم، ونصدر نشرة شهرية اسمها (رسالة حق) ونقوم بتدوين الكتب الدينية وتوعية الشعب الأفغاني في شتى المجالات، نريد أن نؤسس مراكز ثقافية في المدن الأفغانية في كابل وننجرهار ومزار شريف وهراة وقندهار لتعليم العربية للبنين والبنات. هناك العشرات من المراكز لتعليم الإنجليزية، ولا يوجد مثيل لها لتعليم العربية، ولا يوجد لدينا مركز ثقافي إسلامي واحد، في حين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها العشرات من المراكز الثقافية الشيعية في أنحاء المديريات الأفغانية، تحت اسم (خاني فرحانجي إيراني)، أي (بيت الثقافة الإيرانية)، وهي موجودة أمام العيان، والشيعة أقلية، ولكن لديهم العون كله، والسنة الأغلبية ولكن لا يساعدهم ثقافيا أحد، نريد من العالم الإسلامي، خاصة من وزراء الحج والأوقاف أن يساعدونا في هذين الأمرين، بتأسيس «صوت القرآن الكريم» لتقديم تفاسير بالبشتو والداري، وإنشاء مراكز ثقافية لتعليم العربية في كبرى المدن الأفغانية. وبينما تمكنت العاصمة كابل من التصدي لهجمات طالبان، فإن الأفلام الهندية قادمة رأسا من استوديوهات بوليوود من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وكذلك من الشرق إلى الغرب، حيث وصلت هذه الأفلام إلى كل بيت في عموم أفغانستان عبر أقراص الـ«دي في دي» أو عبر الدش، ووصلت تلك الأفلام التي تتحدث في الغالب عن الحب والهجر والشوق والثأر والانتقام على أنغام الموسيقى الراقصة بطرق رسمية وغير رسمية إلى قرى الأفغان الفقيرة في هلمند وتاخار ومزار شريف وهراة ولشكر جاه، حتى إن كبار المسؤولين الذين أصدروا قرارات تمنع ظهور هذه الأفلام على شاشات التلفاز الرسمية هم أكثر المحبين لمشاهدتها، يساعد على ازدهار أفلام بوليوود أيضا ازدهار تجارة القرصنة وتقليد الأقراص المدمجة في كابل وغيرها من المدن، وما انتشار أسماء أبطال الأفلام الهندية في المجتمع الأفغاني مثل بوجا وراجيت، ورقص الشباب وارتداء الجيل الجديد من البنات للجونلات والبنطال بدلا من الساري، والجينز بدلا من سروال وقميص للشباب في الأماكن العامة وإضاعة وقت الأجيال الناشئة؛ ما هو إلا مظهر من مظاهر نجاح الغزو الثقافي الهندي للشارع الأفغاني». وقال تشكري لـ«الشرق الأوسط»: إننا اليوم في حاجة، صراحة، إلى شد أزر الإخوة في العالم الإسلامي، بصفة خاصة، الإخوة المسؤولين في السعودية من أجل مساعدتنا في إنشاء معاهد لتعليم اللغة العربية وتحفيظ القران، وهناك العشرات من العلماء والمدرسين من خريجي الجامعات الإسلامية في السعودية ومن خريجي الأزهر في مصر مستعدون للتطوع في حملة قومية لتعليم لغة القرآن الكريم لأبناء الأفغان، لأنه مع سطوة الغزو الثقافي سينسى شبابنا جذوره الإسلامية التي تربطه بالقرآن والسنة وتشده إلى عبق الفتوحات الإسلامية الخالدة». وأضاف: إننا في حاجة أيضا إلى محطة تلفزيونية لتفسير القرآن الكريم بالبشتو والداري والإنجليزية. التكاليف قليلة ولكن الأثر عظيم سيكون إن شاء الله، ويجب على إخواننا العرب في الخليج ألا ينسوا أننا شعب حقيقي مسلم يعرف ربه في السراء والضراء، حاربنا الروس، وأسقط المجاهدون الإمبراطورية السوفياتية». وقال تشكري لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يصدق أن هذه حال العاصمة كابل من الفوضى والفقر والتدهور الاقتصادي والفساد الإداري. ويشير إلى أن حل مشكلات أفغانستان لن يكون إلا بالمصالحة بين فئات الشعب وعودة المجاهدين من جديد إلى واجهة الحكم. وقال: «ليس من العدل تهميش المجاهدين بعد كل الذي قدموه من تضحيات للبلد. لقد أسقطوا الاتحاد السوفياتي السابق، وطردوا الروس». يقول تشكري، وزير الإعلام الأسبق في حكومة البروفسور برهان الدين رباني: «عانينا ثلاثة عقود من الحروب المتواصلة سواء ضد الروس أو بين المجاهدين ضد بعضهم بعضا». وتذكر أحداث من الماضي بقوله: «في يوم واحد أطلقت قوات قلب الدين حكمتيار في عهد حكومة الشيخ رباني 2700 صاروخ على قلب العاصمة». وكشف تشكري عن إصابات لحقت بجسمه من جراء القتال المستمر في جبهات المجاهدين ضد الروس ثم ضد قوات حكمتيار ثم ضد قوات حركة طالبان الأصولية. و«الكومندان» تشكري هو مسؤول ولاية كابل عن الجمعية الإسلامية التي يترأسها برهان الدين رباني، ودخل مرحلة الجهاد وهو في العشرينات من عمره. وعندما جاء ليأخذني بسيارته من أمام بوابة فندق صافي لاند مارك مع حراسه في سيارتين من ذواتي الدفع الرباعي، لم يصدق حارس الفندق ولي شيرزاد، وهو من وادي بانشير، أن هذا هو المجاهد القديم الكومندان تشكري، وقال لي: «أنت في مأمن اليوم، فلن يستطيع أحد إيذاءك في كابل بسبب علاقات الرجل الواسعة». وتذكر تشكري، وهو يتحدث لـ«الشرق الأوسط» في مكتبه، أنه قضى 12 يوما شهر عسل ثم خرج إلى جبهات القتال مع أقرانه للدفاع عن الدين والأرض والعرض. وقال إن الشيخ عبد الله عزام، الزعيم الروحي لـ«الأفغان العرب» ذكره في أكثر من مناسبة في مؤلفه «آيات الرحمن في جهاد الأفغان». وأعرب عن يقينه أن الفوز سيكون حليفا للرئيس كرزاي، وتحدث تشكري عن الأوضاع الأمنية المتدهورة، في كابل وبقية المدن الأفغانية.

ويصف تشكري نفسه بأنه مجاهد في سبيل الله، والمجاهد لا يهمه أين يكون في أي موقع ما دام في خدمة الإسلام.. «خدمت في الوزارة، وتقلدت منصب وزير الإعلام في السابعة والعشرين من العمر، وكنت بجانب الرئيس مستشارا له، ولكني استقلت من منصبي بسبب عدم رضائي عما يجري في بلدي، ثم توليت منصب وير الحج والأوقاف والإرشاد. المهم أمامي هو حماية الدولة وعودة الأمن والاستقرار».