وزير ليبي يؤكد تصريحات براون بشأن عدم وجود أي صفقة وراء الإفراج عن المقرحي.. والقذافي طلب رسميا تفكيك سويسرا

رايس تحذر الزعيم الليبي من مغبة القيام في نيويورك بأي تجاوز في تصرفاته

TT

أكد وزير ليبي في مقابلة نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية في موقعها على الإنترنت مساء أول من أمس، تصريحات رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، الذي قال إن الإفراج عن عبد الباسط المقرحي لم يتم في إطار أي اتفاق.

وذكرت «الغارديان» أن الوزير الليبي المكلف الشؤون الأوروبية، عبد العاطي العبيدي، عبر عن أسفه للجدل الذي أثاره إطلاق سراح المقرحي في بريطانيا. وأكد العبيدي رواية الحكومة بشأن إطلاق سراح المقرحي، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان براون نفى الأربعاء إبرام أي اتفاقات بشان الإفراج عن المقرحي المدان بتفجير لوكيربي 1988، مؤكدا أنه قرار يعود إلى الحكومة الأسكوتلندية.

وقال براون: «لا وجود لمؤامرة أو تغطية أو خدعة أو اتفاق بشأن النفط، ولا محاولة للتأثير على وزراء أسكوتلنديين» في إشارة إلى معلومات تحدثت عن ربط بريطانيا بين الإفراج عن المقرحي وعقود عمل مع ليبيا الغنية بالنفط. إلا أن الحكومة البريطانية قالت إنها لا تريد أن ترى المقرحي يموت في السجن.

وقال العبيدي إن «المبادرة الإنسانية للحكومة الأسكوتلندية لا يمكن أن تستخدم لقضايا تتعلق بالسياسة الداخلية بين الحكومة والمعارضة». وتابع أن المفاوضات التي استمرت عشرة أشهر من أجل إطلاق سراح المقرحي لم تتناول في أي مرحلة أي اتفاق نفطي أو تجاري.

وأكد العبيدي في المقابلة، التي أجريت معه في طرابلس، أن «الاتفاقات التجارية لم تدرج أبدا في المفاوضات وكنت كبير المفاوضين».

وأضاف أن «صحة المقرحي كانت القضية المركزية. كنا مهتمين بجانب تدهور العلاقات بيننا إذا توفي في السجن». على صعيد آخر، وجهت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، تحذيرا إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي من مغبة القيام بأي تجاوز في تصرفاته خلال زيارته المقبلة إلى نيويورك نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت رايس، في تصريح صحافي أول من أمس: «عمليا لقد صدم جميع الأميركيين من الاستقبال الحافل الذي خصصته طرابلس للمقرحي».

وأضافت رايس: «إنه موضوع حساس ومؤلم» بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وتابعت أن «طريقة التصرف التي سيختارها القذافي لدى مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة ومجلس الأمن في نيويورك ستحدد ما إذا كان سيؤجج هذه المشاعر والانفعالات أم لا». وأضافت رايس: «نأمل أن يكون (حضور القذافي) مناسبة لجلسات بناءة في الجمعية العامة وفي مجلس الأمن».

وذكرت رايس الزعيم الليبي بأن اجتماع القمة لمجلس الأمن الذي سيعقد برئاسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الرابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) الحالي، سيركز حصرا على مسألة نزع السلاح ومنع الانتشار النووي. وتابعت بلهجة تحذيرية «سيكون من غير اللائق من قبل أي زعيم دولة أن يتكلم عن موضوعات لا علاقة لها بهذه المسائل».

وأضافت: «نريد أن نعامل رؤساء الدول الذين سيشاركون باحترام، لقد طلبنا وتلقينا ضمانات من معظمهم أنهم سيكتفون بخمس دقائق لإلقاء مداخلاتهم، وننتظر من الرئيس القذافي الأمر نفسه إذا حضر».

وعزت رايس هذا الاختصار في الوقت إلى «الحيز الضيق» أمام رؤساء الدول والحكومات المشاركين في هذا الاجتماع، إذ إن كثيرين منهم سيغادرون نيويورك بعيد ذلك للتوجه إلى قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ (بنسلفانيا).

ومن المتوقع أن يلقي القذافي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مباشرة بعد كلمة أوباما. وسيشارك، من حيث المبدأ، أيضا في اليوم التالي في الاجتماع الخاص لمجلس الأمن حول المسألة النووية.

وقبل وصوله، تسبب الزعيم الليبي في جدل نهاية أغسطس مع إعلان نيته نصب خيمته في انغلوود (نيو جيرسي)، إحدى ضواحي نيويورك التي يقيم فيها نحو ثلاثين ألف شخص، وتملك فيها ليبيا أرضا.

وأثار هذا الخبر استياء، لأن عددا من ذوي ضحايا اعتداء لوكيربي يقيمون في هذه المنطقة، ما دفع القذافي إلى التخلي عن فكرته بحسب نائب محلي.

من جهة أخرى، ذكر التلفزيون السويسري أن العقيد القذافي طلب رسميا من الجمعية العامة للأمم المتحدة تفكيك سويسرا، وهي المسألة التي طالب بها خلال قمة مجموعة الثماني في يوليو (تموز) الماضي في إيطاليا.

وقالت نائبة رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس النواب السويسري،كريستا ماركفالدر، إن القذافي يطالب بتقسيم الأراضي السويسرية وتوزيعها على الدول المجاورة.

وتتولى ليبيا لمدة عام رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.