الأميركيون يضعون اللمسات الأخيرة لمسودة اتفاق لتجميد الاستيطان مقابل التطبيع العربي

على لسان مسؤول أميركي بعد لقاءات ميتشل بمبعوثي نتنياهو وباراك في واشنطن

TT

أكد مصدر إسرائيلي رفيع ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية من أن مباحثات جورج ميتشل المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط في واشنطن مع المبعوثين الإسرائيليين إسحاق مولخو، مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومايك هيرتسوغ، مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، بلغت مرحلتها النهائية بنجاح، وأن هناك مسودة اتفاق جاهزة، وأن ميتشل سيضع اللمسات الأخيرة على هذا الاتفاق خلال زيارته المرتقبة للمنطقة الأسبوع المقبل.

وكانت الصحيفة قد أشارت إلى أن الاتفاق ينص على تجميد البناء الاستيطاني في المشاريع المخططة في جميع المناطق المحتلة عام 1967، بما فيها القدس، على أن يستثنى منها ما قد بوشر في بنائه. وسيبحث الطرفان تفاصيل هذا المخطط بدقة، بحيث يكون واضحا لجميع الأطراف ما هو عدد الأبنية التي سيسمح باستمرار البناء فيها وعدد الأبنية التي سيحظر البناء فيها. وسيكون التجميد لفترة غير محدودة زمنيا في حالة التزام عدد من الدول العربية بخطوات تطبيعية مع إسرائيل. وأن هذه الخطوات ستتم بالتدريج. ولكن الأطراف المعنية، وبالأساس إسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، ستجري تقويما لهذه الإجراءات بعد فترة (الأميركيون يريدون أن تكون هذه الفترة سنة كاملة والإسرائيليون يريدونها لمدة ستة شهور)، وفي حالة تنفيذ إجراءات التطبيع هذه فإن إسرائيل ستجمد البناء الاستيطاني بلا تحديد مدة زمنية. ولكن في حالة تقاعس العرب عن هذه الخطوات، ستعود إسرائيل إلى استئناف البناء الاستيطاني، والإدارة الأميركية أيضا ستناصرها في هذه الحالة. وقالت الصحيفة إن معلوماتها تستند إلى أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وإن هذا المسؤول أوضح أن خطوات التطبيع المقصودة ستكون: «إعادة تبادل التمثيل الدبلوماسي بمستوى مكاتب تجارية ما بين إسرائيل وعدد من دول الخليج (قطر وسلطنة عمان) والمغرب العربي (المغرب وتونس وموريتانيا)، وربما دول أخرى، والسماح للطيران المدني الإسرائيلي بالمرور فوق بعض الدول العربية شرقا، ومنح تأشيرات دخول لرجال الأعمال الإسرائيليين إلى دول الخليج، وإقامة علاقات سياسية وتجارية مختلفة».

وقال المسؤول إن الرئيس أوباما اتفق على هذه الإجراءات مع الدول العربية المعنية. وإن هذه العملية ستتم بعد الإعلان عنها رسميا في مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط سيعقد قبيل نهاية السنة في موسكو أو في باريس. ولكنه لم يستبعد أن تتم علاقات التطبيع بالتدريج، ابتداء من الشهر القادم. وقال إن نجاح برنامج كهذا سيضع الأسس الثابتة لعلاقات جيدة ومتينة بين الرئيس أوباما وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأفادت مصادر سياسية إسرائيلية بأن الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، أنهى، أمس، لقاءاته مع ميتشل بنجاح. وأنه سيعود اليوم إلى إسرائيل وهو يحمل في جعبته المزيد من التفاهمات حول الصياغات المذكورة أعلاه.

وكان ميتشل قد التقى أيضا أول من أمس بوفد إسرائيلي في مقر بعثة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة في نيويورك. وبعد الاجتماعين، حرص الأميركيون على التعبير عن رضاهم عن النتائج بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية إيان كيلي أمس إن ميتشل «عقد اجتماعا جيدا مع مندوب رئيس الوزراء وكبير مفوضي وزير الدفاع، حيث أكدا مجددا التزامهما بالسلام الشامل وبخطوات صلبة من قبل جميع الأطراف تجاه ذلك الهدف». ورفض كيلي الخوض في تفاصيل الاجتماع، مكتفيا بالقول إن ميتشل سيواصل محادثاته «عند عودته إلى المنطقة الأسبوع المقبل».

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نتطلع إلى إنهاء المرحلة الحالية في الأسابيع القليلة المقبلة، ولكن ذلك ليس مؤكدا». وتكرر الإدارة الأميركية القول بأن الموعد النهائي غير محدد بعد، إذ إن الأطراف المعنية، أي الفلسطينيين والإسرائيليين وعدد من الدول العربية، لم تؤكد بعد التزامها بالمفاوضات المباشرة من دون شروط محددة، أبرزها المطالب بوقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي قبل التفاوض.