روسيا تستضيف مؤتمرا دوليا بشأن السودان الشهر المقبل

المبعوث الأميركي سيقوم بزيارة لحث الشماليين والجنوبيين على تنفيذ اتفاق السلام

TT

أعلن المبعوث الروسي إلى السودان ميخائيل مارغيلوف أن بلاده ستستضيف مؤتمرا دوليا يومي 6 و7 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لبحث الأوضاع في دارفور وسير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل في السودان. وأوضح مارغيلوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الفيدرالي الروسي أن المؤتمر سيشارك فيه سياسيون وخبراء قانونيون وممثلون عن حكومات الولايات المتحدة الأميركية والصين والسويد وفنلندا إضافة إلى منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية. وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في حل المشكلة السودانية. وجدد، من ناحية أخرى، موقف بلاده الرافض لمذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير على خلفية أحداث دارفور، فقال: «نحن ساندنا موقف الجامعة العربية الرافض للمذكرة باعتبار أنها ستحدث فجوة بين العرب والغرب».

إلى ذلك، وصل المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان سكوت غريشن، إلى جوبا، عاصمة حكومة جنوب السودان، أمس، في مهمة جديدة تتركز حول القضايا العالقة بين شريكي الحكم في البلاد (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية)، وخصوصا قضيتي الاستفتاء والتعداد السكاني. وكان الطرفان قد وصلا إلى طريق مسدود بشأن هذه القضايا خلال جولات الحوار السابقة التي جرت تحت رعاية أميركية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن غرايشن سيعقد خلال زيارته مباحثات مع حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، تتركز على المسائل التي تعرقل تنفيذ اتفاق السلام الذي أبرم بين الحزب الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان. وأوضحت أن جولته في البلاد ستشمل الخرطوم وبلدتي جوبا وبوما، إضافة إلى منطقة دارفور.

وقال غرايشن في تصريح صحافي قبيل وصوله إلى السودان وزعته السفارة الأميركية في الخرطوم وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه سيبدأ زيارته لعاصمة حكومة الجنوب جوبا لمواصلة تسهيل المناقشات بين الحركة الشعبية وشريكها في الحكم المؤتمر الوطني، حول القضايا العالقة في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل. وأضاف أن الاجتماع الثلاثي الذي يضم إلى جانبه كلا من وفد الحركة الشعبية برئاسة نائب رئيسها مالك عقار ووفد المؤتمر الوطني برئاسة مستشار الرئيس البشير، الدكتور غازي صلاح الدين، سيناقش اتخاذ القرار حول نتيجة الإحصاء السكاني مثار الخلاف بين الشريكين والاتفاق حول المسائل الفنية للاستفتاء على حق تقرير المصير لجنوب السودان المقرر عام 2011. وتابع قائلا: «هذه هي القضايا الأساسية التي تحتاج إلى حل عاجل».

وأوضح أن المحطة المركزية الأخرى في رحلته ستكون دارفور، مشيرا إلى أنه سيزور معسكري أبوشوك وزمزم للنازحين، لتقييم الأوضاع الأمنية والإنسانية فيهما والنظر في التطورات التي حدثت هناك منذ طرد المنظمات الإنسانية في مارس (آذار) الماضي. وأضاف أنه سيرى ما إذا كان المعسكران قد حصلا أخيرا على مساعدات من المنظمات الإنسانية. وأشار إلى أنه سيجتمع مع قيادات نسائية تعنى بمكافحة العنف والتمييز ضد النساء. وقال: «حتى الآن النساء لا يستطعن الحصول على المياه أو السفر وحدهن دون خوف ونحن نعمل كل ما يمكن عمله لوقف الاعتداء الجنسي».

وقال غرايشن إنه سيلتقي قائد قوة حفظ السلام الجديد في دارفور الجنرال باتريك نيامبمبا، في الفاشر، للتأكيد على العمل مع البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وتقويتها لأن لديها دورا كبيرا تلعبه في تحقيق السلام والاستقرار في دارفور. وأضاف أنه سيزور قرية عين سيرو بشمال دارفور للقاء قيادات المجتمع المدني. وتابع: «من المهم أننا نعمل على تعزيز وتقوية صوت المجتمع المدني في دارفور في العملية السلمية».

ومن المقرر أن يجتمع غرايشن، خلال توقفه في الخرطوم، مع لجنة حكماء أفريقيا برئاسة ثامبكو امبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق، بهدف الوقوف على نتائج عملها، وفق التقرير الذي ستنشره في الخامس عشر من الشهر الحالي حول قضايا العدالة والمحاسبة والتنمية.