أميركا: إيران تقترب من اكتساب القدرة على تصنيع قنابل نووية

كررت الدعوة للحوار لبلوغ الحل الدبلوماسي

TT

قالت الولايات المتحدة أمس إن إيران تقترب من اكتساب القدرة على تصنيع قنابل ذرية من خلال تخزين اليورانيوم المخصب وحثت هي وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي طهران على الدخول في محادثات الآن بشأن طموحاتها النووية. جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في فيينا. وقال جلين ديفيز المبعوث الأميركي الجديد للوكالة أمام الاجتماع «لدينا مخاوف جادة من أن إيران تحاول عمدا وكحد أدنى الاحتفاظ بخيار السلاح النووي». وأضاف ديفيز «إيران الآن اقتربت جدا أو تمتلك بالفعل يورانيوم منخفض التخصيب بقدر كاف لإنتاج سلاح نووي واحد وإذا اتخذ القرار بتخصيبه أكثر للمستوى المستخدم في الأسلحة.. فهذا يقرب إيران من إمكانية امتلاك قدرات خطرة» قادرة على زعزعة الاستقرار.

وفي وقت سابق من هذا العام قال مدير الاستخبارات القومية الأميركية إن إيران على الأرجح لن تكون قادرة من الناحية الفنية على رفع مستوى التخصيب إلى المستوى المطلوب في الأسلحة قبل عام 2013.

وكان محمد البرادعي المدير العام لوكالة الطاقة الذرية قد صرح بأن هناك مبالغة في تصوير المخاطر الإيرانية. لكن تصريحات المبعوث الأميركي تشير إلى قلق غربي متنام من تقدم إيران على المسار النووي.

وجاء في تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 28 أغسطس (آب) أن إيران حسنت بقدر ما تعاونها مع مفتشي الأمم المتحدة من خلال الموافقة على تشديد الرقابة على محطة نطنز للتخصيب والسماح بدخول مقيد لمفتشي الوكالة إلى موقع مفاعل للماء الثقيل مثار قلق. لكن جاء في التقرير أيضا أن إيران زادت عدد أجهزة الطرد المركزي بمقدار ألف جهاز ليصل العدد الإجمالي إلى 8300 جهاز مما زاد من قدرتها على التخصيب وأنها ما زالت تعطل تحقيق الوكالة الدولية في مزاعم عن محاولتها استخدام عملية التخصيب في مجال تصنيع الأسلحة.

وشدد السفير الأميركي على ضرورة التساؤل عن غرض إيران من مواصلة تخصيب اليورانيوم فيما تعمد للاكتفاء بتقديم اقل القليل مما تطلبه منها الوكالة محجمة عن الكشف عما بحوزتها من دراسات عسكرية بخصوص رؤوس نووية لصواريخها، كما أنها ترفض الانصياع لأوامر الوكالة بضرورة الاطلاع على ما بحوزة إيران من تصاميم ومعلومات في حين وصلت كمية ما خصبته من يورانيوم إلى 1430 كيلوغراما. ولم يغفل السفير الأميركي أن يكرر دعوة حكومة بلاده الجديدة لإيران للتفاوض والحوار وصولا لحل دبلوماسي لقضية ملفها النووي. واصفا تلك الدعوة التي تجيء ضمن مبادرة الدول 5+1 بأنها فرصة طازجة على إيران ألا تضيعها.

من جانبه استعار السفير علي أصغر سلطانية، مندوب إيران لدى الوكالة مقطعا من تصريح الرئيس أحمدي نجاد ليؤكد في بيانه الذي ألقاه أمام مجلس المحافظين بالأمس أن إيران مصرة على التفاوض والتعاون بشأن الاستخدام السلمي للطاقة النظيفة ومنع انتشار الأسلحة النووية، ممتنعا في معرض رده على أسئلة الصحافيين عن الكشف عن محتوى الرزمة التي قدمها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي والتي بموجبها ستعود إيران للتفاوض، مضيفا وهو يضحك «لنتركها كمفاجأة».

ولفت السفير الإيراني عن انه طالب الوكالة بوضع حد لما وصفه «بالنقاشات السياسية المملة والمكررة حول عدم التزام إيران بمقررات الضمان النووي»، منبها لضرورة أن تكون الوكالة قد استوعبت الدرس «لتفهم أن التلفيقات الأميركية التي تقف خلف تلك الاتهامات الموجهة لإيران ما هي إلا إعادة لذات السيناريو الأميركي الذي بموجبه ادعت الولايات المتحدة أن العراق يمتلك أسلحة دمار مستخدمة ذلك الادعاء كحجة لغزوه ضاربة عرض الحائط بنفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوجود تلك الأسلحة المزعومة».