دبلوماسي كندي خطفته «القاعدة» يلمح لتورط جهة في الأمم المتحدة

فولر يروي لأول مرة تفاصيل خطفه في صحراء النيجر

TT

اتهم مبعوث الأمم المتحدة إلى النيجر الكندي روبرت فولر، بطريقة غير مباشرة، حكومة النيجر «ببيعه» إلى «القاعدة» الذي اختطفه رفقة نائبه لويس غاي في صحراء النيجر نهاية العام الماضي، وأفرج عنهما بعد أربعة أشهر من الاحتجاز. وألمح إلى احتمال «تواطؤ» شخص في سكرتارية الأمم المتحدة بنيويورك، مع «القاعدة» في قضية الاختطاف.

وقال فولر لـ«إذاعة كندا» أمس، إنه «متأكد أن أحدا ما باعني»، في إشارة إلى أن عملية اختطافه من طرف السلفيين المسلحين في الساحل الأفريقي، يقف وراءها شخص أو أشخاص من خارج التنظيم الإرهابي. وسأله الصحافي الذي استجوبه عن الجهة التي يعتقد أنها «باعته» للجماعة المسلحة فقال: «يحتمل أن تكون حكومة النيجر، أو متعاطف مع (القاعدة) بمكتب الأمم المتحدة بالنيجر، أو أحد بمكاتب الأمم المتحدة بأفريقيا الغربية أو أحد بسكرتارية الأمم المتحدة بنيويورك».

ويعتبر هذا التصريح الأول منذ الإفراج عن الدبلوماسي الكندي ومساعده في 22 أبريل (نيسان) الماضي. وتم الإفراج بنفس المناسبة عن سائحين غربيين اختطفتهما جماعة أخرى تنتمي إلى «القاعدة» في مالي، رفقة سائحين آخرين أحدهما بريطاني، قتله الخاطفون. وكان فولر لحظة الاختطاف يجري وساطة بين حكومة الرئيس مامادو تانجا والمتمردين الطوارق لوقف الحرب الداخلية.

وقال فولر إن أشخاصا يحملون أسلحة رشاسة، اعترضوا طريقه في الصحراء غرب نيامي «وأجبرونا على الصعود إلى صندوق شاحنة صغيرة، ووضعوا فوقنا غطاء وجلس مسلحان فوقنا». وأوضح أن مرافقه غاي تعرض للضرب بمؤخرة سلاح أحد الخاطفين، وأنه هو أيضا أصيب عموده الفقري بكسور بسبب ظروف السفر داخل الشاحنة. ودامت الرحلة حسبه 56 ساعة، حيث كشف الخاطفون أثناءها أنهم ينتمون لـ«القاعدة». وتفيد مصادر أمنية، أن مختار بلمختار، أحد أبرز قادة العمل المسلح في الصحراء الكبرى، هو الذي دبَّر الاختطاف ونفذه.

ورجح فولر أنه كان محتجزا ومراقبا من طرف 20 شخصا تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و70 سنة. وكان هؤلاء حسب الدبلوماسي الكندي «يدركون قيمة سجينهم، لأنني عندما كشفت عن هويتي لم يتفاجأوا». وقال إنه يستغرب أن الخاطفين تركوا وراءهم «شيئا ثمينا» لحظة الاختطاف، وهو سيارة رباعية الدفع من نوع تويوتا مطلوبة جدا في الصحراء. وترك المسلحون بداخلها دلوا مملوءا بالبنزين وبطاريتين ومولدين كهربائيين.

وأوضح فولر أن أمنه وسلامة موظفي الأمم المتحدة «تقع على حكومة النيجر». وقال إن هؤلاء الموظفين «كانوا على علم بالطريق الذي سلكته أثناء تأدية المهمة»، وهو تلميح إلى احتمال تورط بعثة الأمم المتحدة في الخطف. واللافت في تصريحات فولر أنها لا تشير إلى المقابل الذي يكون حصل عليه الطرف المتهم بالتواطؤ في عملية الاختطاف.

وتقلب الرواية التي قدمها الدبلوماسي، الحادثة رأسا على عقب. فقد كان شائعا أن متمردي الطوارق بالنيجر دلَّوا الإرهابيين على مكان وجود البعثة الدبلوماسية. كما قالت مصادر حينها إن الإرهابيين التقوا بالبعثة الأممية صدفة، عندما كانوا بصدد تنظيم كمين للجيش النيجري.