ميتشل يفشل في إقناع نتنياهو بتجميد الاستيطان.. وأبو مازن يرفض القمة الثلاثية

يعد بالعودة إلى المنطقة في جولة سادسة في أكتوبر المقبل

TT

إثر تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورفضه الحلول الوسط الأميركية التي عرضت عليه لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، عاد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، جورج ميتشل، إلى بلاده بخفي حنين. فتعنت نتنياهو أسقط احتمال الإعلان عن استئناف المفاوضات في واشنطن، كما أحبط محاولة الرئيس باراك أوباما لجمعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في قمة تعقد على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.

ونقل عن مقربين من ميتشل القول إنه سيقدم تقريرا لأوباما، حول محادثاته في القدس ورام الله وبعض العواصم العربية، ليقرر الخطوات المقبلة.

وقال مسؤول إسرائيلي، رفض الإفصاح عن هويته، إن إسرائيل حاولت التقدم نحو المطالب الأميركية بكل صدق، ووافقت على أمور لم يكن ممكنا تخيلها، ولكنها اصطدمت بموقف فلسطيني متعنت يرفض أي حلول وسط، ويضع شروطا على استئناف المفاوضات. ولذلك فشلت جهود ميتشل. وأضاف في حديث لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، أن الحوار مع الإدارة الأميركية لم يتوقف، وأن إسرائيل واثقة من قدرات ميتشل الإبداعية على إيجاد حل آخر للمعضلة.

أما رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، فقد أعلن أن ميتشل فشل في إقناع نتنياهو بمطلب الحد الأدنى لاستئناف المفاوضات. فإسرائيل ترفض تجميد المستوطنات، وترفض تطبيق شروط «خريطة الطريق»، وترفض مبدأ الانسحاب إلى حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، ولا تشعر بأن الإدارة الأميركية قادرة على إلزامها بمقتضيات المسيرة السلمية. وأوضح عريقات أن عباس جدد التأكيد أنه لا حلول وسطا بخصوص تجميد الاستيطان، الذي يعني أيضا تجميد ما يسمى بالنمو الطبيعي.

وقال عريقات لـ«الشرق الأوسط» إن ميتشل أبلغ الجانب الفلسطيني بأنه لم يتوصل بعد إلى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي. في الوقت نفسه كما قال عريقات فإنه جرى الاتفاق حول جولة سادسة يقوم بها ميتشل عقب اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وقالت الدكتورة حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن إسرائيل تريد من السلطة الفلسطينية أن تقبل بسرقة أرضها وحقوقها. وأضافت، في معرض تعليقها على فشل ميتشل: «الاستيطان هو نوع من اللصوصية لأرضنا وحقوقنا، وإسرائيل تريدنا أن نمنحها حق سرقتنا في وضح النهار». وطالبت الإدارة الأميركية بأن تعلن على الملأ موقفها من التعنت الإسرائيلي.

وكان ميتشل الذي وصل إلى المنطقة مساء 11 سبتمبر (أيلول) الجاري قد مدد فترة بقائه في المنطقة مرة ثانية، أمس. واستهل يومه بلقاء مع نتنياهو، ثم انتقل إلى رام الله حاملا اقتراحا جديدا من إسرائيل يقول إنها مستعدة لتجميد البناء الاستيطاني بشكل جزئي لتسعة شهور. ولكن أبو مازن رفض هذا العرض. وقال إنه يريد استئناف المفاوضات على أسس واضحة مبنية على الامتناع المطلق عن فرض أمر واقع على الأرض الفلسطينية والتوجه المخلص إلى تسوية دائمة، يبدأ التفاوض حولها من حيث انتهت إليه المفاوضات في زمن حكومة إيهود أولمرت.

وعاد ميتشل إلى إسرائيل في محاولة أخيرة لتغيير موقف نتنياهو، لكنه (أي نتنياهو) رفض التراجع عن موقفه، وقال إنه التقى اللجنة الوزارية العليا لشؤون المفاوضات، والتقى الرئيس الروحي لحزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، وأن القرار الإجماعي الذي خرجوا به هو رفض التجميد الكامل للاستيطان.

وكشف مسؤول إسرائيلي أن الفلسطينيين لم يكتفوا بطلب تجميد الاستيطان، بل أضافوا مطالب جديدة مثل ضمان الانسحاب إلى حدود تعتمد على حدود 1967. وادعى هذا المسؤول أن الفلسطينيين ليسوا معنيين بالتفاوض مع إسرائيل الآن، لأن أوضاعهم الداخلية لا تسمح بذلك. وقال: «اسمعوا ما يقوله رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، فهو يؤكد أنه من دون تحقيق تفاهم يوحد الصف الفلسطيني داخليا، لا يمكن للفلسطينيين أن يبنوا دولة مستقلة، ولذلك فإن الأمر لا يتعلق بالرفض أو الموافقة الإسرائيلية».

وبناء على ذلك، فإن من المشكوك فيه أن يعقد لقاء القمة الثلاثية كما كان متوقعا، وكما كان يرغب أوباما، يوم الأربعاء المقبل، بل حسب صائب عريقات، فإن الاحتمالات لمثل هذا اللقاء تقارب الصفر. ومن جهته، قرر نتنياهو أن يختصر زيارته إلى نيويورك ليوم واحد وهو يوم الخميس القادم، يلقي خلاله كلمته ويعود إلى إسرائيل، مع العلم بأنه كان ينوي الوصول إلى نيويورك يوم الاثنين، ليجري سلسلة لقاءات، بينها لقاء القمة المذكور. وادعى الناطق باسم نتنياهو أنه اختصر زيارته لكي لا يضطر إلى الجلوس في القاعة إلى جانب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال الاستماع إلى خطاب الرئيس أوباما. وأوضح الناطق أن الولايات المتحدة أبلغت بهذا الموقف وتفهمت.