الصومال: استنكار دولي للهجوم على القوات الأفريقية.. وتحذيرات بوقوع المزيد من العمليات الانتحارية

بوروندي تعلن الحداد وتؤكد تصميمها على دعم السلام.. وقائد القوات الأفريقية لـ«الشرق الأوسط»: باقون

أحد الصوماليين الجرحى نتيجة الاشتباكات في مقديشو يتلقى العلاج (أ ف ب)
TT

نددت كل من الأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي والجامعة العربية، وكذلك الحكومة الصومالية، بالهجوم الانتحاري الذي تعرضت له القاعدة الرئيسية لقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في العاصمة الصومالية مقديشو، والذي أسفر عن مقتل عدد من الجنود الأفارقة، بينهم نائب قائد عمليات حفظ السلام.

وفيما أعلنت بوروندي الحداد على جنودها القتلى، مؤكدة تصميمها على دعم السلام في الصومال، أكد قائد القوات الأفريقية لـ«الشرق الأوسط» أن قواته باقية في الصومال حتى إكمال مهمتها. وحذرت الحكومة الصومالية أمس أن متمردي حركة الشباب لديهم ست سيارات أخرى مسروقة من الأمم المتحدة ومعدة للاستخدام في عمليات انتحارية.

وكانت سيارتان مفخختان ترفعان شعار الأمم المتحدة ومطليتان باللون الأبيض الذي تعرف به مركبات الأمم المتحدة دخلتا إلى القاعدة العسكرية الأفريقية في مقديشو، ولم تتعرضا للتفتيش، وانفجرتا داخل القاعدة، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من الجنود.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي «جينغ بينغ»: «نحن نعمل كل ما بوسعنا من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال منذ فترة طويلة، ولكن للأسف الشديد هناك عناصر إرهابية تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد». وأضاف بينغ أن «الهجمات المستمرة على قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال تعرقل كل الجهود الإقليمية والدولية المبذولة من أجل إحلال الأمن والاستقرار في الصومال». وناشد بينغ كل الجهات المعنية بالأزمة الصومالية من أجل تضافر جهودها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال، وذكر جينغ بينغ أيضا أن تلك الهجمات التي استهدفت قوات الاتحاد الأفريقي لن تؤثر على عمل بعثة الاتحاد في الصومال.

من جهته، عبر «خافيير سولانا» منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي عن حزنه للهجوم، وقال «نحن مع الاتحاد الأفريقي وحكومتي بوروندي وأوغندا (معظم القتلى منهما)». كما أدانت الولايات المتحدة والأمم المتحدة وعدد من الدول الغربية والإقليمية من بينها إثيوبيا هذا الهجوم. وارتفعت حصيلة القتلى أمس إلى 21 قتيلا، من بينهم 17 من عناصر قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام، بينما تجاوز عدد الجرحى 40 آخرين. وأعلنت بوروندي الحداد الوطني خمسة أيام لمقتل 10 من جنودها في الهجوم، وأكدت أنها مصممة على دعم السلام في الصومال. وأكد المتحدث باسم الجيش البوروندي الجنرال «لازاري ندوهايو» أن 10 من القتلى هم من القوات البوروندية، وأضاف «على الرغم من هذا الاعتداء فإننا لم نصب بالإحباط في مهمتنا التي تهدف إلى مساعدة الصوماليين لاستعادة السلام». أما الخسائر التي لحقت بالجانب الصومالي فلم يدل أي مسؤول حكومي بأي تفاصيل حول الموضوع، حيث لا تزال تتكتم عليه، إلا أن عددا من عناصر وضباط القوات الصومالية سقطوا ما بين قتلي وجرحى جراء هذا الهجوم.

وقال الميجور جنرال ناثان موجوشي قائد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال لـ«الشرق الأوسط»، إن قواته مستمرة في مهمتها الرئيسية لإعادة السلام والاستقرار إلى الصومال، على الرغم من الهجمات الانتحارية التي تعرضت لها. وأكد في اتصال هاتفي من مقره في العاصمة الصومالية مقديشو، أن هذه الهجمات لن تدفع قواته إلى الانسحاب من الصومال أو ترهبها للتخلي عن محاولة صنع وحفظ السلام في هذه الدولة. وقال موجوشي «نحن مستمرون كالمعتاد في عملنا، نأسف للخسائر التي وقعت، لكننا عازمون على المضي قدما في مهمتنا ولن نتخلى عنها، ولن نقف مكتوفي الأيدي دون رد».

من جهتها، قالت الحكومة الصومالية أمس إن متمردي حركة الشباب لديهم ست سيارات أخرى مسروقة من الأمم المتحدة ومعدة للاستخدام في عمليات انتحارية. وقال وزير الدولة للدفاع شيخ يوسف محمد سياد، وهو قائد فصيل سابق، إن المتمردين سرقوا مزيدا من عربات الأمم المتحدة في الأشهر الأخيرة. وأضاف «كنا جميعا على علم بتحضيراتهم الانتحارية لكننا لم نتخيل قط أنهم سيخترقون مجمع قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.. كنا نعلم أنهم يدبرون ثماني سيارات.. ما زالت لديهم ست سيارات أخرى.. هذا جبن».

وقال الوزير إن التفجيرات لن تمنع الحكومة من شن هجمات جديدة ضد حركة الشباب التي تقول واشنطن إنها تقاتل بالوكالة عن تنظيم القاعدة بالصومال الذي يقع بمنطقة القرن الأفريقي. وأضاف «الناس سيرون ما سنفعله بهم. ليسوا مسلمين.. نعرف بعضنا البعض. لننتظر ونرى ما سيحدث بعد ذلك».

على صعيد آخر، قتل 11 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بجروح معظمهم من المدنيين في اشتباكات شهدتها العاصمة مقديشو بين القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي من جهة، وبين المقاتلين الإسلاميين من جهة ثانية. وشن المقاتلون الإسلاميون عدة هجمات متزامنة على مواقع قوات الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي في جنوب ووسط العاصمة، ثم تلاها قصف مدفعي كثيف تعرضت له بعض أحياء العاصمة من بينها سوق البكارو أكبر أسواق العاصمة، وكانت هذه المواجهات الأخيرة الأكثر عنفا منذ بداية شهر رمضان. في هذه الأثناء قال وزير الإعلام الصومالي طاهر محمود جيلي « إن الحكومة تجري مفاوضات سرية مع الحزب الإسلامي الصومالي المعارض»، وذكر الوزير أن المفاوضات تجري بشكل سري لضمان سلامة المعارضين من الطرف الآخر «الذي قد يتعرض لتهديدات من قبل الرافضين للحوار مع الحكومة الصومالية».