نصر الله يحذر إسرائيل من غزو لبنان.. ويلوح بسحق جيشها.. ويدعو للتهدئة الداخلية

شكر إيران على دعمها «المعنوي والمادي» مؤكدا أن «المحور الذي ننتمي إليه لن ينهزم»

أنصار حزب الله خلال احتفالهم أمس بيوم القدس في بلدة بجنوب لبنان (أ.ب)
TT

دعا الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله إلى «تهدئة الخطاب الداخلي»، محذرا من «الخطاب المذهبي لأنه سيف ذو حدين»، معتبرا أن «المعارضة لم تسم الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة، لكنها لن تسم غيره منعا للتشنج، وهي حاضرة للتعاون».

وكرر نصر الله الدعوة إلى دعم الفلسطينيين واعتماد خيار المقاومة، مقللا من جدوى خيار التفاوض. وأشاد بإيران، شاكرا لها «كل الدعم السياسي والمعنوي والمادي والمالي وعلى كل صعيد»، مبديا فخره بأن «المحور الذي نفتخر بالانتماء إليه لن يهزم»، متوعدا إسرائيل بـ«سحق جيشها إذا ما حاولت الدخول إلى لبنان»، كما ناشد الرئيس اليمني على عبد الله صالح وقف القتال في اليمن.

وكان «حزب الله» قد أحيا أمس «يوم القدس» في احتفال أقامه داخل قاعة «سيد الشهداء» في ضاحية بيروت الجنوبية، وأقام عرضا عسكريا رمزيا، خلافا لما اعتاده في سنوات سابقة من إقامة احتفالات كبيرة في شوارع الضاحية. وألقى نصر الله كلمة في المناسبة خصصها للوضع الفلسطيني، استهلها بالإشارة إلى أن «المسألة الرئيسية في يوم القدس هي قبل كل العناوين والتفاصيل، الموقف من الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين ولأرضنا العربية التي ما زال يحتلها في الجولان وكفر شوبا».

وانتقد نصر الله البعض الذين يتحدثون عن العجز عن تحرير فلسطين في الظروف الحالية أو العجز عن فعل أي شيء، عن الحرب، عن مقاومة، عن انتفاضة». وقال: «لكننا لسنا مجبرين على الاستسلام للعدو، وأن نوقع له صك ملكية وسيطرة قانونية على خيراتنا، فلا يستطيع أحد أن يفرض علينا ذلك فهذا موقف أمة». وأضاف: «هذا لبنان، بلد يعيش منذ نشأته ظروفا صعبة، تركيبته معقدة ووضعه صعب، بالإضافة إلى الاحتلالات والحروب والاصطفافات، هذا لبنان الذي فيه مشاكل وعلل لم يتنازل إلى إسرائيل، لا لبنان الرسمي ولا لبنان الشعبي، وحتى هذه اللحظة لبنان لم يتنازل عن نقطة ما ولا عن حبة تراب لإسرائيل، نعم! حصلت محاولة يتيمة أجهضت بسرعة وهي اتفاقية 17 أيار، لا نريد أن نستسلم، قد لا نقيم حربا لتحرير تلال كفر شوبا، لكننا لن نتنازل عن حقوقنا». وتابع: «منذ 1967 سورية لا تفتح جبهة مع إسرائيل وهذا له ظروفه بغض النظر عن صوابية هذا الموقف من عدمه، ولكن ما لا يجوز تجاوزه أن سورية وعلى الرغم من الحصار والعقوبات والعزل والمؤامرات وأصعب الظروف وخصوصا بالسنوات الأخيرة واحتلال العراق فإنه يسجل للقيادة في سورية أنها لم تتنازل عن حبة تراب من أرض سورية وعن قطرة ماء». وأضاف: «أقول لكم نحن لسنا بحاجة لفتح جبهات، وأقول إن الاستراتيجية الصحيحة هي التالية: حافظوا على المقاومة الموجودة في لبنان (وحلوا عنها)»، وهذا الكلام ليس للبنانيين لأن أغلبهم يؤيدون المقاومة، ولكنني أقصد البعض في لبنان وبعض الدول العربية الذين لهم ما لهم منذ حرب تموز (يوليو) وما قبلها وما بعدها. ثانيا: ادعموا الشعب الفلسطيني والمقاومة في فلسطين وساعدوهم على البقاء في أرضهم، فكوا الحصار عنهم، لا تعطوهم سلاحا ولكن اتركوهم يهربوا السلاح، وإذا كنتم لا تريدون أن تدعموا فلسطين فإن إيران تدعم فلسطين، وأحمدي نجاد (ما فرقانة معو شي)، اجمعوا صفوف الفلسطينيين وصالحوهم، إلى فلسطين يعبر سلاح الفتنة والاقتتال الداخلي، أما السلاح لقتال الصهاينة فيصادر. لا تزودوا إسرائيل بمعلومات عن أنفاق فلسطين وقياداتها وأماكن قيادتهم». ورأى أن «الشعب الفلسطيني إذا ترك وفك عنه الحصار ودعم وسوعد يملك من الطاقات والقيادات والشجاعة والإخلاص والإرادة ما يمكنه أن يستعيد بيت المقدس لكل الأمة ولا يحتاج إلى جيوشكم ولا لجبهاتكم ولا لجبهتنا نحن أيضا».

وإذ أبدى نصر الله قبوله بمبدأ أن «إسرائيل قد تقوم بحرب على لبنان»، مشددا على «إننا لا نريد هذه الحرب»، فإنه قال: «لكن إذا هجمت إسرائيل إلى لبنان علينا أن نحول التهديد إلى فرصة، سيأتون بـ6 فرق خارج فلسطين إلى أرضنا، وإذا تمكنا من سحقها وتدميرها وتشتيتها فأي مستقبل لإسرائيل في هذه المنطقة؟ (...) إذا حطمنا الجيش الإسرائيلي وإذا كسرنا هذا الجيش وسندمره إن شاء الله، أي مستقبل لإسرائيل إذا دمرنا الجيش الذي أقيمت دولة إسرائيل من أجله؟».

وأكد نصر الله «إننا لسنا وحدنا في هذا المسار». وقال: «سأتكلم عن إيران، فمذ أن انتصرت الثورة الإسلامية فيها حوربت لأنها تبنت القضايا الأساسية للأمة.. إيران سند كبير للشعب العربي والفلسطيني وتتعرض للتشويه من الحكومات العربية والفضائيات العربية، وذنبها أنها تقف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني والمقاومة». وأضاف: «فشلوا في حربهم على نظام إيران كما فشلوا في تموز وفي غزة، وهذا المحور الذي نفتخر بالانتماء إليه لن يهزم».

وتوجه بالشكر «باسم كل المقاومين والشهداء والمؤمنين بالمقاومة لسماحة الإمام علي خامنئي دام ذكره الشريف، ولإيران على كل الدعم السياسي والمعنوي والمادي والمالي وعلى كل صعيد».

وتطرق نصر الله إلى ما يجري في اليمن، معتبرا أنه «مؤلم ومحزن جدا». وقال: «لا أريد أن أتدخل في الأوضاع الداخلية لأي بلد، الرئيس اليمني (علي عبد الله صالح) اتصل بنا خلال أحداث بيروت أيام 7 أيار (خلال الاشتباكات بين المعارضة والموالاة) مناشدا وقف القتال، واليوم لا يمكنني الاتصال بالرئيس اليمني، ولكنني سأقول له نفس العبارة: أناشدك الله بأهلك وشعبك ولا دخل لي في التفاصيل ولكن (فلتبادر لوقف نزف الشعب وفتح الباب السياسي ووقف إطلاق النار)، في يوم من الأيام أصغينا لك وأكرمناك، اليوم نناشدك بأن تأمر بوقف القتال».

وقلل نصر الله من تأثير عدم تسمية المعارضة للرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة. وقال: «كل واحد منا اشتغل حقه الدستوري، ونحن لم نسم الحريري لقحط في الرجال، وكان بإمكاننا أن نسمي أي قائد سني، ولكننا لم نفعل ذلك لان ذلك يعتبر نوعا من التشنج للرئيس الذي تسميه الأكثرية، وهذا من باب الإيجابية، وقلنا إننا جاهزون للحوار والتعاون». لا أحد يأخذ البلد لتوتر مذهبي وطائفي وأمني وسياسي، فنحن جربنا وكلنا خسرنا لأن الأزقة والزواريب نخسر بها، والخطاب المذهبي سيف ذو حدين، والحريري يستطيع أن يتشاور بعد رجوعه للبنان وفق المسار القانوني والدستوري، وعلينا الهدوء والتروي، فأن نصل متأخرين خير من ألا نصل، فالتأخير خير من أخذ البلد إلى المجهول، وأنا أؤمن بأنه بالهدوء سنتخطى هذه الأزمة».