أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أمس أن طريق السلام أصبح الآن مسدودا، بعد أن فشلت جولة جورج ميتشل المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، في تحقيق غرضها الأساسي ألا هو وقف الاستيطان. واعتبر أبو مازن أن فتح الطريق أمام مفاوضات السلام هو الآن بيد إسرائيل، مضيفا أن ميتشل «سيعاود جهوده بعد انتهاء اجتماعات الأمم المتحدة» كما ذكرت «الشرق الأوسط» في عددها أمس. وتابع القول «لا يوجد له عمل مع الجانب العربي والفلسطيني لأننا نقوم بكل ما لدينا من واجبات. لكن يجب أن يكون التركيز على الجانب الإسرائيلي».
وقال أبو مازن الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في مقر الرئاسة المصرية بالقاهرة، عقب مباحثات أجراها مع الرئيس المصري حسني مبارك خلال توقفه في القاهرة في طريقه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن جولة ميتشل فشلت. وأضاف: «أعتقد أن طريق السلام الآن مسدود» ولكن ميتشل، الذي غادر تل أبيب أول من أمس دون الإعلان عن أي نجاح، سيعاود جهوده بعد انتهاء اجتماعات الأمم المتحدة خاصة مع إسرائيل.
وأضاف أبو مازن «أن ميتشل كان يبحث عن اتفاق من أجل الوقف الكامل للاستيطان حسب خطة خريطة الطريق لكنه في النهاية لم يتمكن من الوصول إليه لأن الجانب الإسرائيلي كان مصمما على أمور لا نحتملها ولا يحتملها هو، من أبرزها استثناء القدس من وقف الاستيطان، وكذلك استثناء المباني تحت الإنشاء والمباني الحكومية وغيرها». وأردف أبو مازن أن الوقف المؤقت للاستيطان سيكون شكليا، لا موضوعيا، موضحا أنه سيكون هناك وقف نظري للاستيطان، ولكن على أرض الواقع لا يوجد أي نوع من أنواع وقف الاستيطان.
وقال «نستطيع أن نقول إن موضوع الاتفاق حول وقف الاستيطان حتى الآن لم يحدث، مما يتطلب بذل جهود أخرى في المستقبل»، موضحا أنه «ما دام لم يحدث اتفاق فإن استئناف المفاوضات الذي كان من الممكن أن يتم إعادته في واشنطن لن يتم».
وأضاف الرئيس الفلسطيني الذي يعتقد أنه بحث أيضا موضوع الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، وكذلك صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، أن هناك مساعي أخرى سيقوم بها لمبعوث الأميركي بعد انتهاء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك للوصول إلى اتفاق.
وعلى صعيد ذي صلة قال تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة «أوتشا» إن أطفال قطاع غزة يعانون من أمراض معدية بسبب إمدادات المياه غير الآمنة، موضحا أن إسرائيل ما زالت تفرض قيودا على دخول المواد اللازمة لتطوير البنية التحتية للصرف الصحي.
إلى ذلك قررت مصر أمس إغلاق معبر رفح الحدودي والمنفذ الوحيد لقطاع غزة مع العالم الخارجي، بعد عبور 5005 فلسطينيين وإدخال 135 طنا معونات طبية. وقال مسؤول مصري إن السلطات المصرية أغلقت أمس المعبر بعد فتحه لمدة أربعة أيام أمام الفلسطينيين العالقين على جانبي الحدود، موضحا أن إجمالي الفلسطينيين العابرين خلال فترة فتح المعبر بلغ 5005 فلسطينيين بينهم 3338 في اتجاه الأراضي المصرية و1667 في اتجاه قطاع غزة، بينما تم السماح بإدخال نحو 135 طنا من المعونات الطبية.