خامنئي: نرفض إنتاج أسلحة نووية لأنها محرمة شرعا والضجة الغربية نوع من الهوس

قال إن الإعلام الأجنبي يسمم المناخ السياسي * استطلاع: أكثرية الإيرانيين تؤيد إعادة العلاقات مع واشنطن

TT

رفض المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي أمس اتهام الغرب لطهران بالسعي إلى امتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، مؤكدا أن بلاده ترفض وتحظر إنتاج الأسلحة النووية وتعتبرها مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي. وندد خامنئي في خطبة ألقاها بمناسبة عيد الفطر وبثها التلفزيون الرسمي في إسرائيل والدول الغربية ووسائل الإعلام الأجنبية، ورأى أنها «تسمم المناخ السياسي».

وقال المرشد الأعلى: «إنهم (الغرب) يخطئون في اتهام الجمهورية الإسلامية بإنتاج أسلحة نووية. نرفض من الأساس السلاح النووي ونحظر تصنيع واستخدام هذا النوع من الأسلحة، لأنه أمر محرم في الشريعة الإسلامية التي نتمسك بها». وأضاف أن الغربيين «يعلمون جيدا أننا لا نريد إنتاج سلاح نووي.. لكن هذا يشكل جزءا من الهوس بإيران الذي يتحكم اليوم في سلوك الحكومات المتغطرسة». وفي مقابلة بثتها أول من أمس شبكة «ان بي سي» الأميركية، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بدوره أن بلاده لا تحتاج إلى أسلحة نووية. وقال: «نعتقد أن الأسلحة النووية باتت من الماضي.. لا نرى أي حاجة إلى هذا النوع من الأسلحة».

وأشار خامنئي خلال خطبته التي حضرها كبار المسؤولين وسفراء الدول الإسلامية وحشد من المواطنين إلى أن «الادعاءات الأميركية» بشأن خطر الصواريخ الإيرانية، «يطرح في إطار سياسة التخويف من إيران»، وقال إن «إيران لم تهاجم خلال السنوات الثلاثين الماضية أي دولة»، كما فعلت أميركا مرارا خلال العقدين الأخيرين. وأضاف: «تعاطي إيران مع جيرانها ومع الدول الإسلامية كان أخويا ووديا». وشن خامنئي هجوما على إسرائيل وقال إن «الكيان الصهيوني، زائف، قضى على أحد الشعوب»، وإن «أدعياء حقوق الإنسان يغضون بصرهم عن ظلمه وجرائمه السافرة». وتابع: «إذا تحدث أي شخص عن جرائم الإسرائيليين، فإن الأعداء سيطلقون سيلا من التهم ويدعون أن البعض يريد القضاء على دولة عضو بمنظمة الأمم المتحدة».

ودعا خامنئي الدول الإسلامية إلى انتهاز المناسبات الإسلامية، التي توحدها، للتعرف على إمكانياتها وطاقاتها، ونقاط ضعفها وعيوبها، مضيفا: أن «الحاجة ملحة إلى العودة للصراط الإلهي المستقيم، واستخدام الإمكانيات السياسية والجغرافية الهائلة إلى جانب الوحدة والانسجام من أجل مواجهة الأعداء». وأشار إلى انعدام الانسجام بين الشعوب والدول الإسلامية وسوء استغلال الأعداء لهذه الظروف، وقال: «لو كانت الأمة الإسلامية موحدة وتستفيد من جميع إمكانياتها السياسية والجغرافية، لما كان وضع الشعب الفلسطيني وسكان غزة بهذه الحال في الوقت الحاضر».

واعتبر خامنئي أن تظاهرات الجمعة الحاشدة التي خرجت في مناسبة «يوم القدس» تضامنا مع الفلسطينيين كانت صرخة للمسلمين في وجه «السرطان الصهيوني»، الذي قال إنه «ينخر» العالم الإسلامي. وقال إن يوم القدس «صرخة واضحة للمسلمين في وجه السرطان الصهيوني المدمر الذي تسبب فيه المحتلون وقوى الاستكبار، الذي ينخر الأمة الإسلامية». وقد سار مئات آلاف الأشخاص الجمعة في كل أنحاء البلاد بدعوة من السلطة للتعبير في يوم القدس عن تضامنهم مع الفلسطينيين واحتجاجهم على إسرائيل. وفي طهران جرت في أثناء التجمع مظاهرة للمعارضة للتنديد بإعادة انتخاب الرئيس المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد. ووقعت مواجهات بين متظاهرين وقوات الشرطة. وشارك زعماء المعارضة الأربعة وهم مير حسين موسوي ومهدي كروبي رئيس البرلمان السابق والرئيسان السابقان محمد خاتمي وأكبر هاشمي رفسنجاني في مسيرة الجمعة الماضية. وقام أنصار أحمدي نجاد بمهاجمة موسوي وخاتمي مما دفعهما إلى مغادرة مكان المسيرة. ووفقا لشهود العيان فقد قام رجل بمهاجمة خاتمي وفى يده سكين ولكن الحراس الشخصيين والمؤيدين لخاتمي حموه من التعرض للإصابة.

وأضاف المرشد: «خلال السنوات الماضية حاولوا (الأعداء) إضعاف «يوم القدس».. وهذا العام حاولوا أيضا أكثر من السنوات الأخرى لكن يوم القدس المجيد في إيران وفي طهران أظهر للعالم أجمع ما هي رغبة الشعب الإيراني». وتابع: «أظهر أن الدسائس وإنفاق المال والسياسة الفاسدة (للغربيين) لم يكن لها أي تأثير على الأمة الإيرانية». وكان آية الله روح الله الخميني أعلن «يوم القدس» في 1979 بهدف التعبير عن تضامن المسلمين مع الفلسطينيين.

وأفاد قائد الشرطة في طهران أمس أن نحو 35 شخصا تم اعتقالهم الجمعة في طهران خلال مظاهرة المعارضة على هامش التجمع الرسمي دعما للفلسطينيين لمناسبة «يوم القدس». وقال عزيز الله رجب زاده قائد القوى الأمنية في طهران الكبرى إن «الشرطة أوقفت عددا معينا من الأشخاص خلال يوم القدس لتخريبهم أملاكا عامة»، موضحا أن عدد هؤلاء «يناهز 35» شخصا. وأضاف: «في هذا اليوم، تم إحراق دراجات نارية ومستوعبات نفايات وقد تدخلت الشرطة فورا». وقال خامنئي إن «القادة الغربيين خدعوا من وسائل إعلامهم نفسها ومحلليهم واعتقدوا أن بإمكانهم التأثير على الشعب الإيراني» مضيفا أن تظاهرات التضامن مع الفلسطينيين أظهرت أنهم يتوجهون نحو «السراب». وقد تخلل خطاب المسؤول الأول في إيران هتافات «الموت لإسرائيل» و«يا أيها القائد نهبكم الدم الذي يجري في عروقنا».

إلى ذلك، أفادت نتائج استطلاع للرأي صدرت أمس في واشنطن، أن أكثرية الإيرانيين تؤيد استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، لكنهم يعربون عن حذرهم من الرئيس باراك أوباما على الرغم من يده الممدودة إلى المسلمين. وأوضح الاستطلاع الذي أجراه معهد «وورلد بابليك أوبينيون. أورغ» على عينة من 1003 أشخاص عبر الهاتف، أن 83 من الإيرانيين يعتبرون بالتالي أن محمود أحمدي نجاد هو الرئيس الشرعي للبلاد، على الرغم من الاحتجاجات على فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 12 يونيو (حزيران) الماضي. وأبدى 63% من هؤلاء الأشخاص تأييدهم إعادة العلاقات المقطوعة مع واشنطن منذ الثورة الإسلامية في 1979. وأكد 18% أنهم سيدعمون «بقوة» إعادة العلاقات، فيما عارضها 27% منهم.

وعلى الرغم من الرغبة التي أبداها أوباما في فتح صفحة جديدة من العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، أعرب 25% فقط عن اعتقادهم بأنه يحترم الإسلام، فيما أبدى 59% رأيا مخالفا. وأعلن 71% أنهم يثقون قليلا أو لا يثقون أبدا بقدرة أوباما على مواجهة الوضع العالمي «مواجهة صحيحة»، فيما أبدى 16% ثقتهم به. وأكد 77% من الإيرانيين أن لديهم رأيا غير موات في الحكومة الأميركية بمن فيهم 69% لديهم رأي «غير موات على الإطلاق». وفي عام 2008، أعرب 85% عن رأي غير موات في الإدارة الأميركية.

من جهة أخرى، أكد 83% من هؤلاء الأشخاص أنهم «يثقون» بنتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الثاني من يونيو وأدت إلى إعادة انتخاب أحمدي نجاد، فيما أعرب 62% منهم فقط عن «ثقتهم الكبيرة». وقد أجرى الاستطلاع عبر الهاتف على عينة من 1003 أشخاص في الفترة من 27 أغسطس (آب) إلى 10 سبتمبر (أيلول).