علي أكبر صالحي: على المدى الطويل سيحتاجنا الأوروبيون أكثر مما سنحتاج إليهم

رئيس منظمة الطاقة الذرية: ارتكبنا أخطاء في الماضي.. ونريد التعاون

TT

وجهت إيران انتقادات حادة لموقف أوروبا إزاء الخلاف حول الملف النووي الإيراني. وقال الرئيس الجديد لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي في تصريحات لمجلة «دير شبيغل» الألمانية تنشرها في عددها اليوم: «نتعجب من عدم فطنة الأوروبيين وقلة فهمهم لموقفنا». ورفض صالحي اتهامات بتراجع تعاون بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، وقال إن طهران «ربما ارتكبت أخطاء» في الماضي، لكنها «مهتمة بالتعاون الجيد» مع الوكالة الدولية. كما أكد أن حكومة بلاده لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في أغراض مدنية، وقال: «لن نستسلم».

ويصر الاتحاد الأوروبي على التطرق للبرنامج النووي لطهران خلال المحادثات الجديدة مع إيران مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، كما يهدد بتشديد العقوبات ضدها في حال لم تكن طهران مستعدة للتفاوض حول هذا الأمر.

وفي معرض تعليقه على ذلك، قال صالحي: «على المدى الطويل سيحتاجنا الأوروبيون أكثر مما سنحتاج إليهم».

وفي الوقت نفسه انتقد صالحي حث الحكومة الألمانية على فرض عقوبات جديدة على إيران، ونصح «الأصدقاء الألمان» قائلا: «من فضلكم كونوا واقعيين وأظهروا المزيد من العملية».

إلى ذلك، استبعدت الولايات المتحدة أن يتم إحراز تقدم في الملف النووي الإيراني خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع الجاري، حيث ستسعى أولا إلى الحصول على تأييد القوى الكبرى الأخرى في هذا الشأن. وقالت سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إن «الاجتماعات ستتيح لنا التشاور مع شركائنا وتوضيح أهدافنا المشتركة وما نتوقعه من إيران وما سيكون بالنسبة لنا تطورا إيجابيا». وستجتمع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في نيويورك مع نظرائها الخمسة من مجموعة الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا) التي تتفاوض منذ سنوات حول الملف النووي الإيراني. واجتماع الدول الست على المستوى الوزاري غير اعتيادي.

من جهته سيترأس الرئيس الأميركي باراك أوباما جلسة مجلس الأمن المخصصة لحظر انتشار الأسلحة النووية. وأكدت رايس أنه سيثير أيضا موضوع إيران خلال لقاءاته الثنائية مع القادة الآخرين. وأضافت أن المشاورات ستتوسع لتشمل أعضاء مجموعة الثماني، أي مع إضافة كندا وإيطاليا واليابان إلى الدول التي سبق أن ذكرت ضمن مجموعة الست. في المقابل من غير المرتقب عقد أي لقاء بين أوباما والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. ويقول الخبراء إنه من غير المرجح أيضا أن يتطرق أوباما تحديدا إلى المسألة الإيرانية في مداخلاته أمام الأمم المتحدة حول حظر انتشار الأسلحة.

واعتبر جون الترمان، الإخصائي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن الولايات المتحدة ستستخدم بدلا من ذلك الجمعية العامة «في محاولة لإقامة تحالف أوسع وأكبر قوة ممكن حول المسألة الإيرانية».

ويهدف هذا العمل في الكواليس على هامش الجمعية العامة إلى التحضير بشكل أفضل للقاء المرتقب في مطلع أكتوبر بين الموفد الإيراني والممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا الذي يفاوض باسم القوى الكبرى. والنهج الذي اختاره أوباما حيال الإيرانيين لم يتغير ولا يزال يرتكز إلى مقاربة مزدوجة تقوم على أساس الدعوة إلى الحوار والتهديد بعقوبات جديدة في الوقت نفسه.

وتوافق فرنسا وبريطانيا وألمانيا على ذلك بدون تحفظات، وتبدو في بعض الأحيان أكثر تشددا من الولايات المتحدة حيال إيران. وطالبت باريس هذا الأسبوع بأن تحدد الدول الست مهلة زمنية في حال فشل محادثات أكتوبر، على أن يتم توجيه «تحذير» أولا لإيران ومن ثم تشديد العقوبات. وفي المقابل تبدو روسيا والصين أقل حماسة إزاء مواصلة استراتيجية العقوبات. واقترحت إيران من جهتها استئناف الحوار، لكنها رفضت بحث برنامجها النووي. وهذا الموقف تتخذه عادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية عشية لقاءات دبلوماسية كبرى كما يقول الكثير من الدبلوماسيين.