مدريد تنوه بتعاون الرباط في مكافحة الإرهاب والهجرة السرية.. وتواصل البحث عن قارب غرق قبالة الشواطئ المغربية

بلديات بعض المدن الإسبانية تقلص عدد الرخص الممنوحة لتشييد مساجد

TT

نوه وزير الداخلية الإسباني، ألفريدو بيريز روبالكابا، بتعاون المغرب في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة السرية، وقال في تصريحات إذاعية «المغرب هو البلد الوحيد الذي تربطنا به علاقات دائمة وتعاون ميداني حول هذا الموضوع».

وتتزامن هذه التصريحات مع عملية مشتركة يقوم بها حاليا البلدان للبحث عن ركاب قارب، يعتقد أنه غرق في وسط البحر وعلى متنه عشرات المهاجرين الأفارقة. وحول مكافحة الهجرة غير الشرعية، قال روبالكابا إن عدد المهاجرين الذين يصلون إلى الأراضي الإسبانية عرف انخفاضا في العامين الماضيين، وذلك نتيجة تعاون البلدان الأصلية للمهاجرين، أو بلدان العبور، كما هو الشأن مع المغرب على اعتباره الباب المباشر إلى أوروبا. وعزا المسؤول الإسباني أيضا تراجع عدد المهاجرين إلى سبب آخر، هو تداعيات الأزمة الاقتصادية على إسبانيا، والتي أدت إلى انخفاض أعداد المهاجرين القادمين ليس فقط من أفريقيا بل حتى من أميركا اللاتينية، بسبب تقلص فرص العمل في إسبانيا.

وتحدث الوزير الإسباني عن الجالية المسلمة التي تعيش في إسبانيا (معظمهم من المغاربة)، وقال إن الحكومة الإسبانية ستضمن لهم «درجة مرضية من الاندماج والتكامل، نظرا لاحترام السياسة الإسبانية لمعتقدات المسلمين وثقافتهم» على حد تعبيره. كما سلط روبالكابا الضوء على قضية يمكن أن تخلق مشكلة في المستقبل، ويتعلق الأمر بالنقص الحاصل في عدد المساجد لتلبية الحاجيات الدينية للمسلمين المقيمين في إسبانيا، خاصة أن بعض بلديات المدن الإسبانية قلصت أخيرا من عدد الرخص الممنوحة لتشييد مساجد، بحجة مكافحة الإرهاب.وفي هذا السياق، أكد وزير الداخلية الإسباني أن الحكومة تولي أهمية خاصة لهذه القضية، لكنه أشار إلى انشغال مدريد كذلك «بالإرهاب». وأوضح قائلا «أكبر خطر يتهددنا يأتي بالخصوص من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وفي موضوع ذي صلة، قالت السلطات المغربية والإسبانية إنهما لا تزالان تواصلان عملياتها بحثا عن قارب غرق في وسط البحر قبالة الشواطئ المغربية قرب جزيرة ليلي، التي كانت موضع نزاع قبل سنوات بين الرباط ومدريد. وأفادت الأنباء أن القارب كان يحمل مهاجرين أفارقة من دول أفريقية جنوب الصحراء.

وكان الحرس المدني الإسباني قد أنقذ أول من أمس 11 من هؤلاء المهاجرين يوجد من بينهم أطفال ونساء، كما انتشل جثثا أخرى ضمنها جثث سبع نساء ورجل. وقالت مصادر مغربية إن حوالي 60 شخصا ربما يكونون قد أصبحوا في عداد المفقودين.