سولانا: المحادثات مع إيران في جنيف على أساس «التجميد مقابل التجميد»

إيران تعرض صواريخ سجيل * نجاد يهدد بقطع يد من يهاجم بلاده.. وإسرائيل تدعو لمقاطعة كلمته بالأمم المتحدة

TT

أعلن الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا أمس في نيويورك أن الاجتماع بين إيران والقوى العظمى الست المكلفة ملف إيران النووي (5+1) سيعقد في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) في جنيف. وكانت تصريحات سابقة قد أشارت إلى أن المحادثات قد تجري في تركيا.

وستكون هذه المحادثات بين القوى العظمى الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) وبين إيران الأولى على هذا المستوى بين الطرفين منذ تسلم الرئيس الأميركي باراك أوباما سلطاته في البيت الأبيض مطلع عام 2009.

وردا على سؤال حول ما إذا كان الأوروبيون سيحملون اقتراحات جديدة خلال هذه المحادثات أجاب سولانا بالنفي. وقال «التجميد مقابل التجميد». ويعني سولانا بذلك أن تقوم إيران بتجميد نشاطها في مجال تخصيب اليورانيوم مقابل ألا تقوم الدول الغربية بفرض أي عقوبات جديدة على إيران.

وقبل سفره إلى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، في كلمة أمام عرض عسكري في العاصمة طهران من أن بلاده ستقطع أيدي من يهاجمها. وكان مسؤولون إسرائيليون نفوا أول من أمس أن يكونوا قدموا ضمانات لروسيا بعدم مهاجمة إيران بسبب ملفها النووي، وذلك ردا على تصريحات للرئيس الروسي بأن نظيره الإسرائيلي قدم ضمانا بذلك.

وقال أحمدي نجاد في كلمة بثها التلفزيون الحكومي بمناسبة ذكرى اندلاع الحرب الإيرانية العراقية في سبتمبر (أيلول) عام 1980 «ستقطع القوات المسلحة الإيرانية أيدي أي مهاجم قبل أن يضغط على الزناد». وأضاف «لا تملك أي قوة في العالم الجرأة الكافية لمهاجمة إيران لأننا نتمتع بخبرة وقوة أكثر من أي وقت مضى». لكنه أكد أن القوة العسكرية الإيرانية محض «دفاعية».

وعلى الآليات العسكرية التي مرت في العرض العسكري عُلقت لافتات كتبت عليها الشعارات التقليدية «الموت لإسرائيل» و«الموت لأميركا».

وحول البرنامج النووي الإيراني أكد الرئيس الإيراني أيضا أنه «على العالم أن يعرف أن الشعب الإيراني سيدافع بقوة عن حقوقه وعن أرضه».

ودعا أحمدي نجاد أيضا إلى رحيل القوات الأجنبية من المنطقة، مشيرا إلى الوضع في العراق وأفغانستان. وقال «أنصحكم بالعودة إلى بلادكم وباستخدام نفقاتكم العسكرية الباهظة من أجل حل مشكلات شعوبكم. هذا سيكون أفضل لكم». وأضاف «كما رأيتم في العراق وأفغانستان، فإن شعوب المنطقة معادية للوجود الأجنبي ومن المستحيل أن يكون للقوى الأجنبية قواعد على المدى البعيد في المنطقة». وبعد إلقاء كلمته سافر الرئيس الإيراني إلى نيويورك إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

من جانبها أطلقت إسرائيل حملة دبلوماسية لإقناع عدد من الدول بمقاطعة الخطاب الذي سيلقيه أحمدي نجاد اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على ما أفادت دبلوماسية إسرائيلية أمس. وقالت مندوبة إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غابرييلا شاليف، في تصريح إذاعي «لقد ألقى (أحمدي نجاد) قبل أيام قليلة خطابا جديدا مليئا بالحقد. إن مجرد مغادرة القاعة عند إلقاء خطابه أو عدم الحضور سيكون بمثابة خطوة رمزية». وتابعت «لا نطالب الدول التي نتحاور معها بوعد بل نكتفي بتذكيرها بمدى خطورة هذا الشخص ومدى خطورة البلد الذي يرأسه».

وقالت «نعرف أن الأميركيين مدركون لهذه المخاطر وسيقتصر حضورهم على مستوى متدن جدا ينحصر بمجرد موظفين، فيما تغيب سفيرتهم والمسؤول الثاني في الوفد». وصرح الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، أمس، أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يعد أحد «أكثر الأشخاص شرا وفظاعة في تاريخ العالم الحديث» وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يكون حاضرا عندما يلقي نجاد كلمته أمام الأمم المتحدة.

وأعلن أحمدي نجاد، أول من أمس، أنه «فخور» لأنه أثار الاستنكار والغضب لدى المجتمع الدولي بتصريحاته التي نفى فيها حصول المحرقة اليهودية.

وفي تصريحات أخرى اعتبر محمود أحمدي نجاد، أمس، في حديث للقناة الثانية للتلفزيون الفرنسي أن «الشعب الفرنسي يستحق قادة أفضل من قادته الحاليين»، وذلك ردا على تصريح مماثل للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشأن إيران.

وفي العرض العسكري في طهران عرض الجيش الإيراني أنظمة دفاع مضادة للصواريخ وصواريخ شهاب ـ 3 وسجيل التي يبلغ مداها حوالي 2000 كلم. وقال معلقون في التلفزيون الإيراني إن مدى شهاب 3 يبلغ 2000 كيلومتر وهو ما يضع إسرائيل داخل مرماه.

كما ظهرت في العرض العسكري صواريخ أقصر مدى وطائرات بلا طيار ومقاتلات نفاثة إيرانية الصنع منها ازارخش والصاعقة إلى جانب مدفعية وصواريخ. وهي المرة الأولى التي يعرض فيها صاروخ سجيل المؤلف من طابقين فيما قام سرب من طائرات الصاعقة وهي من صنع محلي بالتحليق فوق العرض.

وتضاربت الانباء بشأن هوية طائرة تحطمت خلال العرض العسكري. فقد أعلن التلفزيون الإيراني أن طائرة عسكرية مشاركة في العرض تحطمت قرب طهران، في حين نقلت وكالة أنباء «فارس» عن بيان لسلاح الجو الإيراني أن الطائرة كانت طائرة تدريب ولم تكن مشاركة في العرض العسكري.

من جهة أخرى اتهم الرئيس الإيراني الأسبق علي هاشمي رفسنجاني أمس وسائل الإعلام الأجنبية بشن حرب نفسية لنشر بذور الشقاق بين الإيرانيين وذلك حسب «رويترز».

وكرر رفسنجاني، وهو من المعسكر المناهض للرئيس محمود أحمدي نجاد الذي تسببت إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية في يونيو (حزيران) في إدخال البلاد في أسوأ أزمة تشهدها منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، دعوته للوحدة الوطنية في كلمة لمجلس الخبراء وهو أعلى هيئة دينية في إيران.

وقال رفسنجاني بأن ثمة خطة في طور التشكل لإنهاء الأزمة السياسية في إيران بحسب وكالة الأنباء العمالية الإيرانية (إيلنا).