حركة الشباب الصومالية تؤكد ولاءها لابن لادن.. وتقول في شريط فيديو إنها في خدمته

وزير كيني: الغارة الأميركية في الصومال تثير القلق بشأن «سلوك المقاتل الوحيد»

لقطة من الفيديو الجديد الذي أطلقته حركة الشباب المجاهدين باسم «في خدمتك يا أسامة» ويظهر فيها أبو منصور الأميركي مع بعض العناصر أثناء التدريب (أ.ف.ب)
TT

وزع المتمردون الإسلاميون من حركة الشباب في الصومال شريط فيديو جديدا أعلنوا فيه ولاءهم لزعيم شبكة القاعدة أسامة بن لادن وقالوا إنهم «في خدمته».

وتحت عنوان «لبيك يا أسامة» بُثّ هذا الفيديو وهو على شكل وثائقي مدته 48 ساعة منذ الأحد على مواقع إسلامية على الإنترنت في مناسبة عيد الفطر.

وفي الوقت نفسه نظم مقاتلون من حركة الشباب توزيع أقراص مدمجة تتضمن الوثيقة في عدة أحياء من مقديشو كما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد مسؤول من الشباب في العاصمة الصومالية أن الهدف من بث الشريط هو «إقناع الشباب بالانضمام إلى الجهاد».

وفي الشريط «لبيك يا أسامة» لقطات لقتال في الشارع وتدريبات لمقاتلين إسلاميين وعروض لآليات عسكرية ومشاهد مختلفة من الأرشيف حول الصومال مترافقة مع أناشيد حربية.

ويتضمن الشريط ترجمة بالعربية والإنكليزية وجرى تصميمه باحتراف يذكر بأشرطة السحاب الدعائية التي تنتج وثائق القاعدة حول العراق وأفغانستان.

ويعلو صوت عُرف عنه أنه صوت زعيم الشباب «الأمير» الشيخ مختار أبو زبير متوجها إلى بن لادن بالقول: «ننتظر أن توجهنا على طريق الجهاد في وقت تنضوي فيه المعركة ضد المحتل ضمن النضال لإقامة دولة إسلامية» في الصومال.

ويشكل هذا الشريط ردا على خطاب بن لادن الذي بث في 19 مارس (آذار) 2009 ودعا فيه إلى الجهاد في الصومال وإطاحة الرئيس شيخ شريف أحمد، وتأكيدا للولاء لزعيم تنظيم القاعدة.

ويأتي بث الشريط بعد 5 أيام على العملية الانتحارية الدامية التي استهدفت قوة السلام الإفريقية في الصومال وبعد أسبوع على مقتل أحد قياديي القاعدة في عملية للقوات الخاصة الأميركية في جنوب الصومال. ولم يشر الشريط إلى أي من الحادثتين.

وفي مايو (أيار) كان تم توزيع نسخ عن الشريط في أحياء يسيطر عليها الإسلاميون في مقديشو، ويدل ذلك على تصاعد نفوذ حركة الشباب وعلى النفوذ المتزايد للقاعدة على المتمردين الإسلاميين.

وفي لقطات من الشريط يظهر مقاتلون يتدربون أو يسيرون في سيارات ترفع العلم الأسود لـ«دولة العراق الإسلامية» فرع القاعدة في العراق. كما يظهر في الشريط الجهادي الإسلامي أبو منصور الأميركي يعطي تعليمات لمجموعة من المقاتلين وسط مبان مدمَّرة.

ومن جهة أخرى قال وزير الخارجية الكيني موسيز ويتانجولا إن الغارة الأميركية في الصومال التي قُتل فيها عضو رفيع في تنظيم القاعدة الأسبوع الماضي تثير تساؤلات بشأن «سلوك المقاتل الوحيد» الذي تتبناه الولايات المتحدة. وكانت قوات خاصة أميركية قتلت صالح على صالح نبهان الكيني المولد البالغ من العمر 28 عاما والمطلوب في قضية تفجير فندق وهجوم صاروخي فاشل على طائرة ركاب إسرائيلية وهي تغادر مطار مومباسا في كينيا عام 2002.

وسُئل ويتانجولا عن الغارة الأميركية التي يقول محللون إنها قد تذكي المشاعر المعادية للغرب في منطقة تبعث على اهتمام وقلق متزايد، فعبر عن مشاعر مختلطة. وقال لـ«رويترز» في نيويورك حيث يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إلى الحد الذي قالت فيه الولايات المتحدة إن العملية حققت نجاحا محدودا... إذا كان لعمليتهم أي قيمة مضافة فإننا سنرحب بها». وأضاف قوله: «ما لا أستريح له هو حقيقة أن الولايات المتحدة تريد أن تنفذ عمليات في جوارنا دون إعلام أو تعاون أو تنسيق».

وقال ويتانجولا: «سلوك المقاتل الوحيد لم ينجح في الغالب في أماكن كثيرة». وكان نبهان قد قتلته قوات خاصة أميركية هاجمت سيارة في جنوب الصومال. ويقال إنه قام بتجهيز الشاحنة الملغومة التي قتلت 15 شخصا في فندق مملوك لإسرائيليين على الساحل الكيني عام 2002 وكان متهما بالتورط في هجوم صاروخي متزامن ولكن فاشل على طائرة ركاب إسرائيلية.

وكان الرئيس باراك أوباما انتقد سلفه جورج بوش على تصرفه من جانب واحد بما يضر بالعلاقات مع بقية بلدان العالم. وقال ويتانجولا إن بلدان المنطقة تشارك بشكل نشط في مساندة حكومة الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد المدعومة من الأمم المتحدة والتي تواجه تمردا متزايدا من حركة الشباب الإسلامية. وأضاف قوله إن العنف المتصاعد في الصومال الذي يذكيه تدفق «مقاتلين مرتزقة» من الخارج هو أكبر تحدٍّ أمني تواجهه المنطقة. وقال إن التفجيرين الانتحاريين اللذين قتلا 17 من قوات حفظ السلام في القاعدة العسكرية الرئيسية للاتحاد الإفريقي في مقديشو أكدا ضرورة توسيع تفويض قوة السلام لتشمل بناء السلام والمحافظة عليه. وتساءل: «أين السلام؟ لا سلام».