إسرائيل تعلن عن إقامة حي استيطاني جديد.. والمستوطنون يفككون خيمة الاعتصام ضد الحكومة

في خطوة جعلت القمة الثلاثية بنيويورك بين أوباما ونتنياهو وعباس صورية

TT

قبيل ساعات من لقاء القمة الثلاثية بين الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن في تل أبيب عن إقامة حي استيطاني جديد في إحدى مستوطنات الضفة الغربية، وفق خطة لم يعلن عنها من قبل. وعلى أثر ذلك، قرر المستوطنون المتطرفون إزالة خيمة الاعتصام التي نصبوها في وقت سابق أمام مكتبه احتجاجا على ما أسموه «رضوخه للضغوط الأميركية».

والحي الجديد مقام على رأس تلة في مستوطنة «بيتار عليت» الدينية، التي تعتبر إحدى أكبر المستوطنات، حيث تحوي 35 ألف نسمة. وسيستوعب الحي 350 وحدة سكن جديدة. وهو ليس مشمولا حتى في مشاريع الاستيطان التي أعلن عنها نتنياهو في الأسبوع الماضي (2500 وحدة سكن بوشر العمل فيها منذ مدة طويلة، و455 وحدة سكن جديدة رخصت لها الحكومة الإسرائيلية قبل ثلاثة أسابيع). إنما هو حي جديد لم يعلن عنه من قبل. الأمر الذي اعتبر استفزازا مقصودا عشية هذه القمة، يبين إصرار حكومة اليمين المتطرف على استمرار الاستيطان اليهودي بشكل فظ، ضاربة عرض الحائط بكل الاعتراضات الفلسطينية والأميركية والعالمية. وتعتبر مستعمرة «بيتار عليت»، الواقعة على الخط الأخضر تماما (حدود 1967)، جنوبي بيت لحم، واحدة من المستعمرات التي تطالب إسرائيل بأن تضم إلى تخوم إسرائيل في إطار التسوية الدائمة وتبادل الأراضي. لكن الحي المذكور يوسع هذه المستعمرة بعدة مئات من الدونمات على حساب الأراضي الفلسطينية المحتلة. والمعروف أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بات يشكل عقبة كأداء أمام جهود استئناف المسيرة السلمية، لأن المرحلة الأولى من «خريطة الطريق»، مشروع الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، لتسوية الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، ينص على تجميد تام للاستيطان في جميع الأراضي المحتلة منذ عام 1967. وبسبب هذا التوسع بات لقاء القمة المذكور في نيويورك صوريا.

وكان المستوطنون قد أقاموا خيمة الاعتصام أمام مكتب نتنياهو متهمين إياه بالرضوخ للضغوط الأميركية والموافقة على تجميد جزئي للاستيطان، على عكس مواقفه المعلنة خلال حملة الانتخابات الأخيرة. وقالوا انه خدعهم مرة أخرى، حيث وعد بتوسيع الاستيطان بينما ينوي الآن تجميده جزئيا وتقليصه. ومنذ بناء الخيمة، تدفق عليها عدد من قادة الليكود المناصرين للمشروع الاستيطاني التوسعي، داعين إياهم إلى تفكيكها والتفكير بخطوات تساعد نتنياهو على الصمود في وجه الضغوط. وكان من أبرز الزائرين، بيني بيغن، وزير الدولة وعضو الهيئة السباعية التي تقود الحكومة مع نتنياهو، ووزير المعارف، جدعون ساعر، ورئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، روبي رفلين. وقال الوزير بيغن للمستوطنين إن نتنياهو «ليس فقط لم يتنازل عن المشروع الاستيطاني وليس فقط لم يبع المستوطنين، بل انه نجح في جعل الرئيس الفلسطيني يرضخ للضغوط الأميركية ويأتي إلى القمة من دون مقابل». وأضاف: «أنا مثلكم أخاف من لقاءات قمة كهذه. ولكنني واثق من أنه هذه المرة سيكون لقاء صوريا لالتقاط الصور فحسب».

وزارهم أيضا نواب الليكود المتمردون، تسيبي حوتوبيلي، وداني دنون، ويريف ليفين، فقالوا إنهم يراقبون حكومة نتنياهو خطوة خطوة، ولن يسمحوا لها بتجميد الاستيطان، ولكنهم في هذه المرحلة لا يرون أي خطر. فاللقاء في نيويورك فارغ من أي مضمون.

وأما عضو الكنيست دافيد روتم، من حزب «إسرائيل بيتنا»، الذي يقوده وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، فقد أعلن أن نتنياهو صامد كالسد في وجه الضغوط الأميركية وبحكمته أزاح تلك الضغوط عن كاهله ونقلها إلى كاهل الفلسطينيين، وهم الذين يرضخون حاليا للضغوط.