الحريري يواصل استشاراته لليوم الثاني.. وفرنجية يؤكد استعداده للمشاركة في الحكومة إذا أعطي حقيبة

التقى كتلتي «القوات» و«الكتائب» ونوابا مستقلين

الرئيس المكلف، سعد الحريري، مستقبلا نواب «كتلة القوات اللبنانية» في مقر البرلمان أمس («الشرق الأوسط»)
TT

واصل أمس، ولليوم الثاني على التوالي، الرئيس المكلف، سعد الحريري، استشاراته النيابية لتأليف الحكومة اللبنانية. والتقى في مقر البرلمان نواب كتلة «القوات اللبنانية» وكتلة «الكتائب» وعددا من النواب المستقلين.

وعلى الرغم من الترحيب اللبناني الواسع الذي قوبلت به زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للمملكة العربية السعودية، فإنه لم يبرز بعد أي جديد، باستثناء تأكيد رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية عقب ترؤسه الاجتماع الأول لكتلة «لبنان الحر الموحد» أنه مستعد لـ«البحث في إمكان المشاركة في الحكومة إذا كانت ستعطى لنا حقيبة».

وقال: «نحن نطالب بوزير. وزارة الدولة التي أعطيت لنا لا ترضينا والمنصب مردود مع الشكر. ليس الرفض متعلقا بالشخص، فالتي نفتخر ونعتز بها هي فيرا يمين، أما الحقيبة فمردودة مع الشكر».

وعن مبادرة الحريري في الاستشارات، قال: «علينا أن نرى إذا كان (الحريري) جادا أم غير جاد. حتى الساعة ما نراه ونسمعه من الحلفاء أن هناك نقاشا حول كل الأمور، وهناك بحث في كل المواضيع، كما أن هناك حوارا، لكن أسلافه عودونا على استشارات شكلية وتكون الحكومة مؤلفة قبل الاستشارات وأنهم لا يكترثون للاستشارات. الآن إذا كانت استشارات على أساس أن يؤخذ بها فتكون البداية جيدة».

وعن انعكاسات اللقاء السعودي ـ السوري على الوضع الحكومي، قال: «بالتأكيد أن هذا اللقاء يريح البلاد، لكن البعض يتحدث دوما عن التدخل الخارجي في تأليف الحكومة والتأثير الخارجي في ذلك. أنا لا أنفي هذا، لكن أقول للشعب اللبناني عندما تتعرقل الأمور تحصل ضغوط من هنا وهناك والذي يتراجع هو الذي يتأثر بالضغوط، ومن يثبت في موقفه يكون لا يتأثر بالضغوط، وسنرى النتائج في القريب العاجل».

من جهته، أعرب مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ محمد رشيد قباني، عن «تفاؤله بتأليف حكومة جامعة تحتضن الجميع وتحقق آمال اللبنانيين في ختام الاستشارات».

وأمل في «أن يبقى المناخ السائد في البلاد إيجابيا ومرنا لولادة حكومة خالية من التعطيل أو المناكفات السياسية»، مشددا على «ضرورة اتخاذ خطوات تؤسس لمرحلة جديدة للوصول إلى نقاط مشتركة بين الجميع للمحافظة على السلم الأهلي والنهوض بلبنان وعروبته من خلال دعم مؤسسات الدولة الرسمية واستنهاضها».

ودعا القوى السياسية إلى «التعاون وتعزيز عوامل الثقة بينها وعدم الذهاب بعيدا في مواقفهم، لأن مصلحة لبنان وشعبه وحريته ووحدته الوطنية مقدمة على أي اعتبار آخر».

وتوسم «خيرا في التقارب العربي ـ العربي الذي له انعكاسات إيجابية على المنطقة عموما ولبنان خصوصا»، وأشار إلى «أهمية تنقية الأجواء العربية والتضامن العربي لتطوير العمل العربي المشترك وتعزيزه ليعود بالنفع على الأمة العربية، وخصوصا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من العدو الإسرائيلي الذي يستفيد من الخلافات العربية والانقسام الحاد بين أبناء القضية الواحدة».

من جهته، أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم: «إننا دعونا دائما إلى حكومة الوحدة الوطنية، لا من أجل الحصص والمواقع، بل لنحصن لبنان من خلال شبك أيدينا معا، إذ لا يستطيع أي فريق مهما علا شأنه أن يحكم البلاد وحده. ولا يستطيع أي فريق أن يعالج كل هذه المساوئ والعقبات والابتلاءات إلا إذا كان مع كل الأفرقاء الآخرين. من هنا، نشجع على الحوار البناء بعيدا عن وسائل الإعلام والتوتير السياسي ومظاهر المشاهد الإعلامية غير الموفقة للبعض. ونشجع على أن يكون الهدف إنجاز حكومة وحدة وطنية مهما تطلبت من تضحيات ولقاءات وصبر ووقت، على قاعدة أن إنجازها هو الهدف ولا هدف آخر».

ونصح بـ«اعتماد الصيغة التي تم الاتفاق عليها (15 ـ 10 ـ 5) مع كل مترتباتها، لأنها الصيغة التي تطلبت وقتا وجرأة وتنازلات متبادلة وحققت إجماعا وطنيا. فهذا يساعد على أن نبدأ من هنا لإنجاز وطني كبير بتأليف حكومة الوحدة الوطنية. وليعلم الجميع أنه عندما تؤلف الحكومة بالتوافق، وكيفما كان توزيع الأدوار فيها، وكيفما كان توزيع الحقائب، سيكون الجميع رابحين، الرئيس المكلف سيربح، والموالاة ستربح، والمعارضة ستربح. الجميع سيربحون عندما تؤلف حكومة الوحدة الوطنية، لأن الناس ستنسى التنازلات والتطمين والمعادلات المختلفة وسيبقى أمامها حكومة الوحدة الوطنية. هذه الحكومة تستطيع أن تنطلق إلى الاستقرار السياسي والأمني والعمل الاجتماعي وخدمة الناس ومعالجة القضايا المختلفة. عندها لا يهول علينا من هنا وهناك، تارة بحرب، وأخرى بفوضى، وثالثة بتوتر».

ودعا إلى الاستفادة من «الظروف الدولية الإقليمية المرتبكة التي لا تستطيع شيئا في لبنان، والتي لا تتمكن من فرض الشروط، والتي وصلت إلى اليأس من مواجهة متطلبات هذا الشعب اللبناني الصامد الأبي. لقد حاولوا كثيرا في السنوات الأربع الماضية أن يأخذوا لبنان مطية لمشاريعهم الإقليمية والدولية، وفشلوا بسبب صمود اللبنانيين أمام مشاريع الوصاية. اليوم كل من يسلم عنقه للخارج، ومن يكون طيعا للمهزومين، يكون من البائعين للكرامة بأبخس الأثمان من غير فائدة ومن غير نتيجة».

وعقب استقباله النائب الفرنسي، جيرار بابت، في مجلس النواب، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب نواف الموسوي: «أكدنا استعدادنا المستمر لمواصلة السعي إلى تأليف حكومة وحدة وطنية تأسيسا على جملة التفاهمات التي تمت في مرحلة التكليف الأول، كما شددنا على ضرورة استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية المشروعة، وحذرنا من مشاريع جديدة لتهجير الفلسطينيين عام 1948 إلى المنافي، وتهجير من في الشتات إلى مناف جديدة».

وأشار إلى أنه سلط «الضوء على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان، وفي استمرار احتلال أراض لبنانية منها بلدة الغجر، ومزارع شبعا، وكفرشوبا، وفي الانتهاكات الجوية للسيادة اللبنانية ورفض تسليم خرائط الألغام والقنابل العنقودية، ورفض الكشف عن المفقودين اللبنانيين، وفي الخروق التجسسية الإسرائيلية».

في المقابل، أشار عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب إيلي عون إلى أن اللقاء أكد للحريري خلال الاجتماع الذي عقد معه، أول من أمس، «التمسك بحكومة وحدة وطنية وصيغة 15 ـ 10 ـ 5».

وقال إن اللقاء «استهل بالتطرق إلى مواضيع تناولت البيان الوزاري والوضعين الاقتصادي والاجتماعي وملفات تشغل الرأي العام اللبناني. ولم يتم التطرق إلى تأليف الحكومة ولا الصيغ بالعمق، لأنه منفتح على جميع الصيغ، بدءا من حكومة الوحدة الوطنية إلى ما هناك من صيغ متداولة».

ورأى أن «الحدث الأبرز هو زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للسعودية، وإنها قد تفتح الباب أمام تأليف حكومة وتسهل قيامها. فكان من أسباب تعثر المحاولة الأولى للتأليف جمود حركة الاتصالات السورية ـ السعودية وتوقف عملية التفاهم الثنائي». وتوقع أن «من نتائج هذه الزيارة المفاجئة أن تؤلف الحكومة، وأن تزول العقبات، ومنها طروحات النائب ميشال عون».

وعن دور رئيس اللقاء، النائب وليد جنبلاط، ورئيس البرلمان، نبيه بري، في دعم الرئيس المكلف في تأليف الحكومة، قال إن «الاتصالات الأخيرة بينهما تؤكد وجود التقاء بينهما حول الموضوع الحكومي، وكلاهما مقتنع بضرورة الإسراع في تأليف الحكومة، وأن التأخير يحمل أخطارا سياسية وأمنية». أضاف: «مع عودة الحوار السوري ـ السعودي أن يعطي نتائج إيجابية لجهة تأليف الحكومة».

وعن كلام النائب ميشال المر، الذي توقع إنجاز تأليف الحكومة بداية الشهر المقبل قال: «لا أريد أن أفرط في التفاؤل، لكن الزيارة السورية إلى السعودية ساهمت في إعادة التواصل، وسيؤدي ذلك إلى حلحلة الوضع اللبناني».

وعما إذا كان حزب الله ينتظر موقف إيران أكد «أن لسورية وإيران تأثيرا في لبنان، خاصة لجهة تأليف الحكومة. وأعتقد أنه إذا كان التوجه السوري نحو الحلحلة يصبح التعامل أسهل لجهة التأثير القوي لإيران في حزب الله رغم ارتباط حزب الله بإيران».