المعلم في باريس الثلاثاء للقاء ساركوزي وكوشنير لبحث السلام والوضع اللبناني

مستشار ساركوزي في السعودية وجهود فرنسية لتسهيل قيام حكومة جديدة في بيروت

TT

يقوم وزير خارجية سورية وليد المعلم يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، بزيارة رسمية إلى فرنسا تستمر يومين يلتقي خلالها رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي ونظيره برنار كوشنير ويلقي محاضرة في الأكاديمية الدبلوماسية الدولية التي يديرها السفير جان كلود كوسران.

وتأتي زيارة الوزير السوري ردا على الزيارة التي قام بها كوشنير لدمشق أواسط يوليو )تموز) الماضي والتقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد والمعلم.

وقالت الخارجية الفرنسية إن الزيارة تندرج في إطار الدينامية الجديدة في العلاقات السورية ـ الفرنسية وستكون فرصة لتقويم ما حصل في الجمعية العامة للأمم المتحدة وبعد اجتماع اللجنة الرباعية والجهود الهادفة إلى إعادة إحياء مسار السلام في الشرق الأوسط فضلا عما آلت إليه العلاقات الثنائية ومحطات التصديق على اتفاقية الشراكة السورية ـ الأوروبية التي وقعت بالأحرف الأولى وتحتاج لموافقة برلمانات الدول الأوروبية قبل أن تصبح نافذة. وأكدت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن باريس عازمة على الذهاب أكثر ما يمكن في دفع مسار العلاقات الفرنسية ـ السورية التي تصفها بأنها استراتيجية خصوصا أن فرنسا تسعى وأوروبا إلى لعب دور ما في جهود السلام الشرق أوسطية وهي تطرح مشروع عقد قمة للاتحاد من أجل المتوسط بالشراكة مع مصر وبالتفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية وحضورها.

وتتقاطع زيارة المعلم مع الجهود المكثفة الجديدة التي تبذلها باريس على صعيد الملف اللبناني مع الأطراف الدولية والإقليمية بهدف إزالة العوائق التي منعت حتى الآن تشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري. ففضلا عن ثلاثة اجتماعات متلاحقة عقدها الرئيس ساركوزي مع الرئيس سليمان على هامش أعمال الجمعية العامة، في نيويورك، ستشكل زيارة رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون وزير الدولة لشؤون التعاون الدولي ألان جويانديه ووزيرة الصحة والرياضة روزلين باشلو لبيروت للمشاركة في حفل افتتاح الألعاب الفرنكفونية في بيروت مناسبة لإجراء سلسلة لقاءات عالية المستوى تشمل الرؤساء اللبنانيين الثلاثة والرئيس المكلف وستنصب على الوضع السياسي والموضوع الحكومي. وتتحاشى باريس إعطاء الانطباع بأنها تتدخل في مسألة الحكومة لتفادي اتهامها بالتدخل بالشؤون اللبنانية الداخلية. غير أن الفراغ الحكومي بعد انتخابات نيابية ناجحة يقلق فرنسا بحسب ما تقوله مصادرها. وترى باريس أن التعقيدات خارجية وداخلية على السواء وهي تنصح بالسعي لحكومة توافق وطني فيما ترى يد إيران وراء التعقيدات التي واجهها الحريري.

واستبق ساركوزي رحلته إلى نيويورك بسلسلة اتصالات هاتفية مع سليمان والحريري للاطلاع منهما على دقائق الوضع وأرسل مستشاره الدبلوماسي لشؤون الشرق الأوسط نيكولا غاليه إلى السعودية للتشاور مع القادة السعوديين. وينتظر أن يقوم ساركوزي بزيارة إلى المملكة السعودية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم ستكون بالدرجة الأولى مناسبة لتوقيع اتفاقية تعاون في الحقل النووي السلمي.

وتنظر باريس بكثير من الارتياح إلى القمة السعودية ـ السورية التي انعقدت في جدة على هامش تدشين جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وقالت المصادر الفرنسية إن باريس ستوصل رسائل إلى الأطراف الإقليمية وعلى رأسها سورية لحثها على توفير الظروف لقيام حكومة لبنانية فاعلة ووفاقية مع إعادة التأكيد على دعمها للرئيس سليمان ولاستقلال لبنان وسيادته. وحتى الآن، قالت باريس إن سورية لم تقدم على ما من شأنه تعقيد الوضع والحيلولة دون قيام حكومة جديدة وتريد بالتالي استخدام القناة السورية لحث طهران على الامتناع عن التدخل في الشأن اللبناني. غير أن العلاقات الفرنسية ـ الإيرانية تقهقرت وتوترت بعد المواقف المتشددة التي التزمتها باريس إزاء البرنامج النووي الإيراني والوضع الداخلي الذي استولدته الانتخابات الرئاسية وحالة الجامعية الفرنسية كلوتيلد ريس وربطها بوضع قاتل رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شهبور بختيار القابع في أحد السجون الفرنسية. وترفض فرنسا كما قال الرئيس ساركوزي الربط بين الحالتين وتعتبر ذلك ابتزازا لا يمكن أن تخضع له.